التّوحد هو اضطراب في النمو العصبي يظهر في مرحلة الرضاعة أي في مرحلة مبكرة من العمر.
ومن أهم علاماته في هذه المرحلة عدم قيام الطفل بالسلوكيّات المطلوبة في هذا العمر منها عدم المناغاة او عدم القيام بمهارات التواصل البصري.
وعند التقدم في العمر يتّضح الفرق بشكل كبير بين طفل التوحد وبين الطفل الطّبيعي ومن الفروقات الملحوظة أن طفل التوحد يتأخر في النطق أو ينطق لغة غير مفهومة ابداً مثال: تكرار الكلمات
ومن أعراض التّوحد عند الأطفال:
– الروتين حيث يعاني طفل التّوحد من الروتين وعند محاولة تغييره يصاب بنوبات غضب شدّيدة.
– عدم قدرته على التعبير عن مشاعره سواء كانت حزن أو فرح فمثال على ذلك يمكن من شدّة الفرح عند طفل التوحد أن يبدأ بالبكاء أو الصراخ أو القفز والعكس صحيح.
– التفاصيل الصغيرة حيث يبدي اهتمامه ويبذل مجهود كبير في ترتيب التفاصيل الصّغيرة والدقّيقة.
مثال* اللعب بأصابع يديّه الصغيرة، أو ترتيب مكعبات صغيرة فوق بعضها البعض، أو اللعب بالخرز صغير الحجم من خلال دحرجته.
– قيام طفل التوحد بالسلوكيّات العدائية لنفسه أو للأخرين من خلال ضرب رأسه بالحائط مثلا أو رمي نفسه على الأرض بقوة أو قيامه برمي غرض في يده على الشخص المقابل له.
– النمطيّة في الطعام حيث يقوم بتناول صنف معين ويرفض باقي الأصناف.
– لا يستجيب طفل التوحد لاسمه عند المناداة له.
هذه السّلوكيات ليست سوى بضع من سلوكيّات كثيرة لأطفال التوحد.
هناك خطوات كثيرة نستطيع من خلالها مساعدة طفل التوحد ومن أهمها العلاج السلوكي (تحليل التطبيق السلوكي ABA).
– العلاج السّلوكي (تحليل التطبيق السلوكي ABA)
أهم خطوة يتم العمل عليها مع طفل التوحد هي القيام بتعديل سلوكيّاته حيث يعاني طفل التوحد من سلوكيّات كثيرة يمكن أن تكون مؤذية وعدوانيّة ويمكن أن تكون سلوكيات محببة ومرغوبة ويجب المحافظة عليها.
فتعديل السّلوك يساعد الطفل في زيادة القدرة على تطوير مهاراته عند العمل معه.
يتم تعديل السّلوك عبر جلسات يتم العمل عليها وفق برامج عدة هذه البرامج مصممة لتساعد الطفل على زيادة مهاراته اللغويّة والسلوكيّة.
– الخطوات الهامة في تصميم برامج التحليل السلوكي:
1-تحديد السلوك.
2-وضع تعريف إجرائي له.
3-قياسه.
4-التحليل الوظيفي.
5-تحديد الأهداف السلوكيّة.
6-تصميم خطة أو برنامج مناسب للسلوك الذي ظهر.
7-تنفيذ البرنامج.
8-تقيم الاستجابة للبرنامج.
تحديد السلوك المستهدف:
يتم من خلال ملاحظة أن هناك سلوك عند الطفل ويجب تعديله ويتم عن طريق الملاحظة والاختبار بشكل مباشر من الأخصائي.
مثال*سلوك البكاء أو العدوان أو فرط النشاط.
ويتم في هذه المرحلة ملاحظة البيئة التي يحدث فيها هذا السلوك والمثيرات الموجودة في الوسط التي تحفّز ظهور هذا السلوك عند الأطفال.
تعريف السلوك:
ويتم تعريفه بعد جمع معلومات عن هذا السلوك مثل أوقات حدوثه -المثيرات -الوسط البيئي.
قياس السلوك المستهدف:
بعد تحديد السلوك وتعريفه يتم قياس السلوك ويتم القياس بعدة طرق حيث يتم ملاحظة السلوك وبعدها يتم تطبيق احدى البرامج عليه ويتم قياسه (قبل المعالجة وبعد المعالجة والتكرار والمدة) وبعدها يتم تحديد البرنامج المراد استخدامه.
التحليل الوظيفي للسلوك:
يتم فيه تحديد العوامل التي تسمح بظهور هذا السلوك (المثيرات -المتغيرات -البيئة – النتائج بعد حدوث السلوك)
تحديد الأهداف:
بعد تحديد السلوك الذي نريد القيام بتعديله نقوم بتحديد الأهداف التي ينبغي تحقيقها ويجب أن تكون قابلة هذه الأهداف للقياس والتحقيق لدى الطفل ويتم تحديدها من خلال:
الأداء
الظروف
المعايير
تصميم برنامج تحليل السلوك:
ويتم اختيار البرنامج حسب السلوك المراد تعديله وتغيّره.
يتم بعدة طرق منها: النمذجة – لعب الأدوار – المحاضرة.
وعند تصميم البرنامج يجب مراعاة الخطوات التالية:
– المكان الذي سينفذ فيه تطبيق البرنامج ويفضل أن يكون في مركز خاص بأطفال التوحد.
– من هم الأشخاص الذين سيشاركون في تطبيق البرنامج.
– اختيار الأساليب التي سيتم العمل عليها.
– وضع خطط بديلة في حال لم يستطع الطفل تحقيق الهدف المراد.
– تعميم السلوك والعمل على استمراريته.
تنفيذ البرنامج:
يتم تنفيذ البرنامج حيث يجب أن يحقق:
– تطبيق الأساليب التي اختيرت
– اختبار صحة هذه الأساليب
– التغلب على العوامل التي من الممكن أن تعرقل سير البرنامج
– إيجاد حلول اثناء مصادفة مشكلات عند تطبيق البرنامج
تعميم الاستجابة للبرنامج ومدى فعليته:
– ملاحظة التغيّر الذي طرأ على السلوك المستهدف
– عرض البيانات التي تم العمل عليها في جدول وملاحظة كيف كان السلوك قبل البدء بتطبيق البرنامج وكيف أصبح بعدها ومدى قدرة الطفل على تعميم السلوك المرغوب فيه ومدة استمراريّته.
وفي نهاية هذا المقال الموجه لمعرفة الأمور الأساسية عندما نريد أن نضع خطة أو برنامج لتعديل السلوك سوف نوضح في مقال آخر عن الطرق التي يتم استخدامها لتعديل السلوكيّات المطلوبة.