Hadeel Alashkar
إن الاستحالة الملموسة لتحليل أراضي منطقة معينة بأكملها، أدت إلى العمل على أخذ عينات مأخوذة من المناطق المراد دراستها.
إن الهدف من أخذ العينة يستند على تحديد طريقة أخذها من الحقل، فمثلاً عند إجراء تجارب حقلية سواء بالنسبة لمعرفة حاجة الأرض للتسميد أو لتقدير كمية بعض العناصر الغذائية أو كمية الأملاح ونوعها، أو الحكم على الخواص الطبيعية والكيميائية لأرض ما، فإن قيمة النتائج المستحصل عليها تعطي فكرة عن درجة الثقة في تمثيلها للواقع وعن مدى الدقة التي تمت مراعاتها في أخذ العينات من التربة، ومدى تمثيلها للتربة المأخوذة منها العينة.
إزاء ذلك فإن أخذ عينة التربة مفرده من حقل ما، مهما كان صغره، غير كافية لتفي بالغرض الذي أقيم من أجله التحليل الكيميائي، فالعينة المفردة لن تمثل بأي حال من الأحوال الحقل المأخوذة منه إلا إذا كانت التربة في حقل متجانس تمام التجانس في كل بقعة من أرجاء الحقل أو الأرض.
و بالنظر لما هو معروف تماماً عن عدم وجود تجانس فعلي في أرض الحقل الواحدة، فإن جمع عينة ترابية مركبة أمر واجب وضروري لتمثيل مثل هذه العينة للحقل تمثيلاً أدق وأصدق للواقع.
مبادئ عامة في جمع عينات التربة
لقد تبين من خلال دراسات عملية كثيرة أنه لا بد من الأخذ بالحسبان مبادئ عامة واعتبارات شتى، عند جمع العينات الترابية، أهمها:
1. يجب أن تتألف العينة المركبة من مجموعة عينات إفرادية مأخوذة حسب مخطط معين للمنطقة بمساحة وعمق متشابهين لكل عينة مركبة.
2. يجب تحليل بعض العينات الإفرادية أو عينات مركبة مكررة لمعرفة مدى الاختلاف الإحصائي لنتائج التحليل.
3. يتوقف عدد العينات الإفرادية التي تؤلف العينة المركبة على طبيعة الأراضي واختلافاتها الظاهرية، والدقة المرغوبة، والعنصر المراد تعيينه في هذه العينة.
4. من المتوقع أن يكون الاختلاف بين منطقة وأخرى في الترب المزروعة أكثر منه في حالة الترب البكر، ويزداد هذا الاختلاف لدرجة كبيرة في الأراضي المالحة أو الأراضي القلوية.
5. يجب جمع عينات مركبة من قطاعات أفقية ومن أعماق مختلفة كل على حدا، مع مراعاة عدم خلط العينات المركبة الممثلة لأكثر من قطاع أفقي أو أكثر من عمق مع بعضها البعض.
6. يجب تجنب تلوث العينات المأخوذة بالمواد الموجودة عادةً على سطح التربة كبقايا المحاصيل أو السماد أو غير ذلك.
7. في حال جمع عينات من منطقة على فترات مختلفة يفضل إجراء مخطط لبيان مواقع العينات الإفرادية المأخوذة للعينة المركبة، وجمع العينات في الفترات الأخرى من مواقع قريبة من المواقع التي سبق جمع العينات منها وليس من المواقع نفسها.
8. يجب عدم خلط العينات المأخوذة من مساحات مختلفة ظاهرياً سواء من ناحية الانحدار أو الصرف أو المعاملات السابقة بعضها مع بعض، وجمع العينات الإفرادية المأخوذة من كل مساحة على حدا.
9. يجب أن نأخذ العينات الإفرادية بصورة عشوائية بدون تحديد لموقع أو نقطة معينة في التربة.
أخذ العينات
إن عملية أخذ العينات تختلف باختلاف الهدف من الدراسة، فلو كان المقصود تحليل التربة الزراعية بهدف تحديد خصوبة الطبقة العلوية (المفلوحة)، يلجأ إلى أخذ عينتين:
- الأولى تمثل الطبقة (0-20) سم.
- الثانية تمثل طبقة تحت التربة (20-50) سم.
وأحياناً يلجأ إلى أخذ عينات من أعماق أكبر، وذلك في حالة زراعات النباتات العميقة الجذور، وهذه تمثل العينات الزراعية.
أما إذا كان المقصود دراسة التربة بحد ذاتها بهدف معرفة كمية عناصرها في الآفاق المختلفة، فيلجأ إلى عملية أخذ العينات السطحية والتحت سطحية:
1. ننظف جيداً سطح التربة.
2. نحفر حفرة بأبعاد (30×40) سم وبعمق (20) سم أو عمق أصغر حسب الطلب.
3. ننظف الحفرة جيداً ونأخذ بوساطة جاروف، ومن الناحية الضيقة للحفرة طبقة (كشط) رقيقة من أعلى إلى أسفل وبسماكة (10) سم، وضع العينة داخل كيس.
4. نتابع عملية الحفر حتى نصل إلى العمق المطلوب (50) سم، منتبهاً إلى ضرورة عمل مصطبة، لأنها تسهل عملية أخذ العينة تحت السطحية.
5. يجب الانتباه إلى الاختلافات الظاهرية في المنطقة المدروسة وذلك من حيث الغطاء النباتي، والطبوغرافيا، ومستوى الماء الأرضي وغير ذلك.
