علم الصيدلة أو علم الأدوية هو العلم الذي يبحث في تركيب الأدوية وخصائص العقاقير ويتصل اتصالاً وثيقاً بعلمي النبات والحيوان إذ أنّ معظم الأدوية ذات أصل نباتي أو حيواني.
يعد علم الصيدلة من أقدم العلوم فقد اقترنت نشأته بتاريخ الأدوية التي احتاج إليها الإنسان منذ آلاف السنين حيث كان الطبيب قديماً يقوم بإعداد الدواء وتقديمه للمريض وكان له أعوان يساعدونه في جمع الأعشاب المطلوبة لصنع عقار معين ويقوم بدوره بتحضير الدواء.
معنى كلمة الصيدلة
كلمة الصيدلة ذات أصل هندي ولفظ صيدلاني معرب من لفظ جنداني والجندن أو الجندل بالهندية هو الصندل وهو من العطور التي كان أهل الهند يستخدمونها في العلاج لولعهم به ولعاً يفوق حبهم لسائر أنواع العطور الأخرى.
يطلق أيضاً على هذا العلم كلمة أقرباذين وهو لفظ يوناني معناه التركيب وكلمة فارماكون وهي يونانية أيضاً وتعني عقار.
الصيدلة عند المصريين القدماء
كانت الصيدلة والطب في عهد قدماء المصريين بيد الكهنة فقط حيث أولى المصريون النباتات الطبية عناية خاصة واهتموا بدراستها من حيث وقت زراعتها وقطافها وكيفية تحضير العقاقير منها وألحقوا مخازن الأدوية بمعابدهم وكان لهم مدارس خاصة تسمى بيرغنج أو بيوت الحياة ملحقة بالمعابد تدرس فيها العلوم والنباتات الطبية واهتموا أيضاً بالعقاقير الحيوانية والمعدنية وكيفية استخلاصها وفوائدها في علاج الأمراض وتجهيزها في أشكال مختلفة للاستعمال.
استعمل المصريون النباتات البرية والمزروعة وأرسلوا البعثات الخاصة إلى بلاد المشرق والمغرب بحثاً عن الأعشاب ومن أشهر هذه البعثات تلك التي أرسلتها حتشبسوت إلى الصومال والحبشة والتي أحضرت معها الكثير من العقاقير والنباتات الطبية والعطرية ثم انتشرت صناعتها في مصر بعد ذلك.
الآينسون والبنوس وبذر الكتان من أهم العقاقير ذات الأصل النباتي أما بالنسبة للعقاقير ذات الأصل الحيواني فقد استخدموا غدد الثور ومنفحته ومرارته بالإضافة إلى بعض العقاقير ذات الأصل المعدني مثل الإثمد والجير المطفأ.
علم الصيدلة عند اليونانيين
أخذ اليونانيون وصفات طبية عن الأطباء المصريين عثروا عليها في مكتبة هيكل أمنحوتب ودرسوا المؤلفات المحفوظة هناك.
قام اليونانيون بتشييد المدارس التي يدرس فيها الطب والصيدلة وكان أشهرها في أثينا وكوس وكيندوس وخرج منهم العديد من العلماء الذين أصبحوا منارة في الطب للأجيال اللاحقة ومنهم أبقراط الذي لقب بأبي الطب وديسقوريدس وهو أبو العقاقير وجالينوس وغيرهم.
كان أبقراط أول من خلص الطب والصيدلة من الشعوذة والخرافات وأرسى قواعد كل منهما ومن أهم مؤلفاته الأجنة وطبيعة الإنسان والغذاء وأوجاع النساء.
علم الصيدلة عند العرب
اهتم العرب بصحة الإنسان ولم ينطلقوا من فراغ بل أخذوا كل ما كتبه اليونانيون عن الصيدلة ولم يكتفوا بنقله بل قاموا بتطويره وحولوه إلى علم جديد قائم على التجربة فكان أصل التداوي عندهم اعتمادهم على الأدوية المفردة.
ورث العرب عن اليونان نظريتهم في تكوين الكون وظواهره ومقوماتهم وأن الكون يتكون من أربع عناصر أساسية الخفيفان منها هما النار والهواء والثقيلان هما التراب والماء وأنّ كل الأجساد والأشياء تتكون من هذه العناصر التي تتصف بالحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة وورثوا عنهم الأخلاط الأربعة التي تتكون من الدم والبلغم والصفراء والسوداء واعتبروا أن أي خلل في توازن هذه الأخلاط يسبب المرض للإنسان.
اعتنى العرب بكتاب المادة الطبية في الحشائش والأدوية الذي وضعه العالم ديسقوريدس وترجموه عدة مرات ومع الخبرة أضافوا عليه المزيد ثم قاموا بتأليف عدد من الكتب مثل معجم النبات لأبي حنيفة الدينوري والفلاحة النبطية لابن وحشية والفلاحة الأندلسية لابن العوام الإشبيلي وقد كانوا أول من فصل علم الصيدلة عن علم الطب.