الدلفين حيوان مائي من رتبة الحيتانيات ،وهو من الثدييات ويعتبر الدلفين من أكثر الحيوانات ذكاء وتودداً من البشر.
حياة الدلفين
يعيش الدلفين في جميع محيطات الأرض وفي عدد من الأنهار في أمريكا الجنوبية مثل نهر الأمازون وفي آسيا مثل الفانج ورغم أن مظهره الخارجي يشبه السمك إلا أنه من الحيوانات الثديية اللبونة التي ترضع صغارها والدلافين عبارة عن حيتان صغيرة مزودة بأسنان.
وقد اكتشف العلماء ما يزيد عن خمسين نوعاً من الدلافين يختلف بعضها عن بعض في كثير من الصفات مثل الحجم والوزن والشكل.
وبما أنّ الدلفين من الثدييات فهو يضطر إلى تنفس الهواء لذا يضطر للطفو بين فينة وأخرى للتنفس، بواسطة منخره الوحيد الموجود في قمة رأسه وعندما يطفو الدلفين يفتح منخره ليزفر الهواء المتراكم في رئته وليستنشق هواءً نظيفاً ثم يغلق المنخر ويغطس في الماء مرة أخرى.
يصعد معظم أنواع الدلافين إلى سطح الماء للتنفس مرة كل 4 إلى 6 دقائق وحتى عندما تكون نائمة فإنها تتحرك بصورة لا إرادية إلى السطح للتنفس ويضطر بعض أنواع الدلافين للتنفس مرة كل 20 ثانية.
تكيف الدلفين مع البيئة
الدلفين متلائم مع بيئته المائية بشكل ممتاز فجسمه محاط بطبقة سميكة من الدهن تحميه من برودة مياه المناطق الباردة وشكل جسمه الشبيه بالطوربيد محزز طولياً ليسهّل انزلاقه في الماء وزعانفه الموجودة على جانبي جسمه تساعده على التوازن وتغيير وجهته أما زعنفة المؤخرة فهي تمثل مجدافه القوي الذي يتحرك نحو الأعلى والأسفل ليدفعه إلى الأمام بسرعة هائلة إن لزم الأمر وإلى هذه الزعنفة يعود الفضل في تصنيفه ضمن أسرع السباحين فهي التي تؤمّن له سرعة تصل إلى خمسين كيلو متر في الساعة في بعض الأحيان.
تأقلم الدلفين مع بيئته المائية
إنّ ألوانه تسمح له بالاختفاء عندما يشعر بالخطر فمن ينظر إليه من الأعلى لا يقدر على تمييز لون ظهره القاتم عن لون مياه الأعماق القاتم أيضاً وعند النظر إليه من الأسفل يتلاشى لون بطنه الفاتح مع اللون البراق لسطح الماء.
العلاقة بين الدلافين
سباحة الدلافين بمجموعات كبيرة تعطيها حماية إضافية ضد الأخطار المختلفة ويتراوح عدد أفراد مجموعة الدلافين بين بضعة حيوانات وعدة آلاف وقد يتجاوز عدد مجموعة منها في بعض الأحيان عشرة آلاف دلفين وعندما تسبح الدلافين بشكل مجموعات فإنها تبقى على اتصال مستمر فيما بينها عن طريق إصدار الأصوات المختلفة وعندما يشعر أحد الدلافين بالخطر يصيح طالباً النجدة من رفاقه.
تضع أنثى الدلفين مولوداً وحيداً بعد مضي سنة كاملة تقريباً على عملية الإخصاب وتتم الولادة مباشرة حيث تقوم الأم بدفع مولودها بمساعدة الإناث الأخريات برفق إلى السطح وقد تساعدها الأخريات في الإمساك بالمولود الجديد أثناء عمليات الرضاعة الأولى تستمر الأم بإرضاع مولودها قرابة عشرة أشهر والأم مزودة بعضلات خاصة تمكنها من عصر حليبها في فم رضيعها.
الرؤية السمعية عند الدلفين
يصدر الدلفين أصواتاً مختلفة متتالية بزحزحة الهواء بين الجيوب الأنفية الموجودة داخل جمجمته وهذا الأمر يشبه صوت البالون عندما يفرمه الطفل بين أصابعه وبعد ذلك ينصت الدلفين إلى الصدى المرتد عن تلك الأصوات التي أصدرها.
ويلتقط مجموعة من الطقطقات عالية التردد ثم يتم تركيز هذه الأصوات جميعها بواسطة عدسة من الدهون موجودة في جبهة الدلفين تعمل كعمل العدسات الزجاجية التي تقوم بتجميع إشعاعات الضوء في نقطة تجمع رئيسية (محرق).
يطلق الدلفين مثل هذه النبضات بين فينة وأخرى وينصت عله يعثر على طعامه المفضل مثل سمك البوري أو الأحبار الذي يلتهم كميات كبيرة منه بشهية واضحة ويساعده الصدى أيضاً على الاهتداء إلى الطريق الصحيح وتجنب الحواجز.
يعتبر الدلفين من أحلى وأكثر الحيوانات المائية قدرة على التواصل مع البشر وهو قادر على اكتساب مهارات عديدة رائعة ومدهشة.