يطلق اسم الاسكيمو على كل فرد من مجموعة الشعوب التي تشكل مع الأليوتيين المرتبطين ارتباطاً وثيقاً ويشكلون العنصر الرئيسي في السكان الأصليين في المنطقة القطبية الشمالية وشبه القطبية في جرينلاند وكندا والولايات المتحدة وأقصى شرق روسيا (سيبيريا)حيث أشارت تقديرات السكان في أوائل القرن الحادي والعشرين إلى وجود أكثر من 135000 فرد من أصل إسكيمو مع حوالي 85000 شخص يعيشون في أمريكا الشمالية و 50000 في جرينلاند والباقي في سيبيريا.
منشأ اسم الاسكيمو
تختلف التسميات الذاتية لشعوب الإسكيمو باختلاف لغاتهم ولهجاتهم وهي تشمل عدة أسماء.
نشأ اسم الأسكيمو الذي تم إطلاقه على شعوب القطب الشمالي من قبل الأوروبيين وغيرهم منذ القرن السادس عشر.
يعتبر اسم الأسكيمو المستخدم على نطاق واسع في ألاسكا من قبل البعض مسيئاً ففي كندا وغرينلاند يُفضل اسم الإنويت لجميع الشعوب الأصلية هناك ومع ذلك فإن الشعوب الأصلية في ألاسكا تشمل اليوبيك والأليوتيين وكلاهما يختلف عن الإنويت.
تم العثور على أحد أقدم المواقع الأثرية المعروفة من الإسكيمو في خليج ساجليك لابرادور ويعود تاريخه إلى ما يقرب من 3800 عام و تم العثور على آخر في جزيرة أمناك في الألوشيان والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 سنة.
التميز الثقافي والبيولوجي عند الأسكيمو
يمكن تمييز شعب الإسكيمو ثقافياً وبيولوجياً عن مجموعات السكان الأصليين المجاورة بما في ذلك الهنود الأمريكيون والسامي في شمال أوروبا حيث تشير الدراسات التي تقارن لغات الإسكيمو أليوت مع لغات أمريكا الشمالية الأصلية الأخرى إلى أن الأولى نشأت بشكل منفصل عن الثانية أما من الناحية الفزيولوجية فهناك نسبة ملحوظة من الإسكيمو لديهم فصيلة الدم B والتي يبدو أنها غائبة عن المجموعات الأمريكية الأصلية الأخرى نظراً لأن فصيلة الدم هي سمة وراثية مستقرة جداً حيث يُعتقد أن هناك عدداً قليلاً من شعوب الاسكيمو يختلفون بالأصل عن الشعوب الأمريكية الأصلية الأخرى.
ثقافياً تكيفت حياة الإسكيمو التقليدية تماماً مع بيئة شديدة البرودة والثلج والجليد حيث كانت الأطعمة النباتية شبه معدومة وكانت الأشجار نادرة وكان لحم الوعل والفقمة والحيتان ودهن الحيتان والأسماك الغذاء الرئيسي لهم.
تطور أساليب الحياة عند الأسكيمو
استخدم شعب الإسكيمو الحراب لقتل الحيوانات ،والتي كانوا يصطادونها إما على الجليد أو من زوارق الكاياك المغطاة بالجلد والتي يتسع لشخص واحد تم اصطياد الحيتان باستخدام قوارب أكبر تسمى أوميكس.
أما في فصل الصيف فقد اصطادت معظم عائلات الإسكيمو الوعل والحيوانات البرية الأخرى بالأقواس والسهام و كانت الزلاجات هي الوسيلة الأساسية للنقل على الأرض صُنعت ملابس الإسكيمو من فراء الوعل مما وفّر الحماية من البرد القارص حيث يقضي معظم الإسكيمو فصل الشتاء إمّا في منازل من كتل ثلجية تسمى الأكواخ الثلجية أو منازل شبه جوفية مبنية من الحجر أو الطين فوق أطر خشبية أو من عظام الحيتان أما في الصيف فقد عاش العديد من الإسكيمو في خيام من جلد الحيوانات و كانت وحدتهم الاجتماعية والاقتصادية الأساسية هي الأسرة النووية.
تغيرت حياة الإسكيمو بشكل كبير بسبب زيادة الاتصال مع المجتمعات في الجنوب و حلّت عربات الثلوج بشكل عام محل الكلاب في النقل البري وحلّت البنادق محل الحراب لأغراض الصيد و دخلت المحركات الخارجية والملابس المشتراة من المتاجر والعديد من العناصر المصنعة الأخرى إلى الثقافة وأصبح المال الذي كان غير معروف في اقتصاد الإسكيمو التقليدي ضرورة من ضرورات الحياة بالإضافة إلى تخلي العديد من الأسكيمو عن الصيد البدوي وسكنهم في البلدات والمدن الشمالية وبدؤوا يعملون في المناجم وحقول النفط بالمقابل قام آخرون ولا سيما في كندا بتكوين تعاونيات لتسويق الحرف اليدوية ومصائد الأسماك والمشاريع السياحية.