نسمع كثيراً بعبارة براءة الاختراع، ولكن هل نعرف ما هي بدقّة؟
سنتعرف في هذا المقال على براءة الاختراع تعريفها، مفهومها وأساليب منحها.
تعريف براءة الاختراع ومفهومها
هي حق استثمار اختراع بصورة مؤقتة لمن يدّعي إبداعه ويقدّم وصفاً له ،فالتطور التكنولوجي والحضاري يتوقف على استفادة المجتمع من اختراعات أفراده، و لتشجيع المخترعين على إيجاد الاختراعات وتطويرها كان لابدّ من منحهم حقّاً حصريّاً في استثمار اختراعاتهم وذلك بالاستئثار في إنتاج ثمارها أو التنازل عنها للغير مقابل عائدات مالية، وقد كانت الاختراعات في الماضي تبقى سراً مكتوماً لدى أسرة المخترع أو الحرفة التي ينتمي إليها فيتوارثونها ويحجمون عن نقلها إلى الغير.
وقد تبقى الاختراعات مكتومة في حدود دولة معينة كما كانت عليه الحال في الصين القديمة حيث حظّر إفشاء العديد من الاختراعات إلى الدول الأخرى فانعزلت تلك الدولة عن باقي أنحاء العالم.
وعليه فإنّ تقدّم الحضارة يوجب تبادل العلم والاختراعات، ولتحقيق ذلك قضت القوانين الحديثة بتحديد المدة التي يتمكن خلالها المخترع من استثمار اختراعه، وأوجبت عليه مقابل منحه ذلك الحق أن يقدّم وصفاً كافياً لاختراعه يتيح للغير الاستفادة منه بعد انقضاء فترة الاستثمار الحصري الممنوح لصاحبه فإذا تقدم بالوصف المطلوب منح براءة تكرّس حقّه الحصري خلال المدّة المقررة.
أمّا إذا أحجم المخترع عن إيداع اختراعه حرم من الحماية القانونية وأمكن الآخرين من إنتاج السلع التي يتناولها الاختراع إذا تمكنوا من ذلك، وعلى هذا الأساس كرسّت الدول حقوق المخترع ،وما لبثت أن تعاونت مع بعضها البعض في هذا المضمار.
ويفرّق التعامل براءة الاختراع عن أسلوب الصنع وهي مجموعة معلومات تقنية قابلة للتداول ولكنها غير مسّجلة، وكثيراً ما تتضمن عقود بيع المعامل التزاماً بإبلاغ المشتري أسلوب الصنع العائد لها بتدريب عناصره عليه، وهذا الالتزام صورة من صور المقاولة.
ويتعذّر حماية حق صاحب أسلوب الصنع في الاستثمار به أسوة ببراءة الاختراع ما لم يتم تسجيله بهذه الصفة غير أنّ التعرض لحقه قد يشكل مزاحمة غير مشروعة مؤيدة بدعوى التعويض عن العمل غير المشروع.
أساليب منح براءة الاختراع
إنّ براءة الاختراع تعطي لصاحبها حقاًّ حصرياً في استثمار الاختراع الذي تتناوله، ولا تمنح إلا بعد تحقق مكتب الحماية من توافر الشروط القانونية وثمّة أسلوبان في هذا المضمار فالأسلوب الألماني يقوم على إجراء تحقيق مستفيض يستهدف التأكد من وجود اختراع فعلي وحق المودع عليه، ومثل هذا التحقيق يحتاج إلى مدة طويلة نظراً لتقدم التقنية الحديثة وتعدد الاختراعات وتزاحمها، فإذا كان استثمار الاختراع من الأهمية والديمومة بحيث يبرر التكاليف والمهل الزمنية التي يستوجبها التحقيق فيه، وفرت البراءة الممنوحة بنتيجته حماية مستفيضة لصاحبها.
على أنّ معظم الاختراعات ذات أهمية محدودة لا تبرر انتظار مدة طويلة، وكثيراً ما تزول إمكانية الاستفادة من الاختراع قبل انتهاء التحقيق فيه لظهور مخترعات جديدة تفوقه فائدة إذ أنّ التقنية تتقدم بسرعة متزايدة، والأسلوب الآخر هو الذي آثرت من خلاله فرنسا والولايات المتحدة إخضاع منح البراءة إلى شروط شكلية مبسّطة بناء على تصريح المودع ومسؤوليته ولذلك كانت البراءات التي تمنحها فرنسا تحمل عبارة دون ضمانة الحكومة وتوجز بأحرف فإذا نازعه الآخرين في وجود الاختراع وحقّه عليه تولى القضاء التحقيق في الأمر والحكم بما يترتب نتيجة ذلك من مؤيدات.
وقد عقدت الدول الأوروبية اتفاقية استهدفت توحيد تشريعاتها الوطنية بهذا الصدد وقضت بإحداث نوعين من البراءات: