الماء هو الحياة ولا يمكن للحياة أن تستمر على كوكب الأرض من دونه وقد كان للماء نصيب وافر من التلوث نتيجة الاستخدام السيء للمصادر الطبيعية المائية بواسطة الإنسان، فما من مجرى أو مسطّح مائي على وجه الأرض إلا ويعاني من التلوث.
أهم مصادر تلوث الماء
تلوث الماء هو كل تغيير في الصفات الطبيعية للماء تجعله غير صالح للاستخدام في احتياجات الحياة المتنوعة ومن أكثر مصادر الماء شيوعاً :
التلوث بالنفايات والفضلات المنزلية
وتتمثل في ما يلقى من القمامة الناتجة من الاستخدامات المنزلية في المياه.
التلوث بالمخلفات الصناعية
وذلك بطرح مخلفات المصانع التي تحتوي على المعادن الثقيلة كالرصاص والنيكل والزئبق والكوبالت وغيرها من المركبات الكيميائية السامة والمواد المشعة والزيوت والمنظفات الصناعية والمياه الساخنة والخشب والورق والبلاستيك.
التلوث بالمخلفات الزراعية
هي المبيدات الحشرية والمخصبات أو الأسمدة النباتية حيث إن الكثير منها يوجد في التربة ويصل إلى المجاري المائية مع مياه الصرف.
التلوث بالفضلات البشرية والحيوانية
حيث يتم التخلص من مياه الصرف الصحي للإنسان وما تحويه من الميكروبات المسببة للأمراض ،وكذلك إلقاء جثث الحيوانات النافقة في الترع والأنهار والبحار.
التلوث بالملوثات النباتية
حيث تتكاثر بعض أنواع النباتات مثل ورد النيل في معظم مجاري السواقي والأنهار على مستوى العالم مما يعوق الملاحة ويؤثر على الثروة السمكية ويسبب انتشار الأمراض.
التلوث بالملوثات الإشعاعية
كالملوثات الإشعاعية العالقة في المياه المستخدمة في عمليات التبريد داخل المحطات النووية في صورة معادن ثقيلة كالزئبق والرصاص والكادميوم والكوبالت وغيرها وهذه المياه يتم تصريفها في البحار مما يؤدي إلى التلوث الحراري بالإضافة إلى التلوث الإشعاعي.
الآثار والنتائج المترتبة على تلوث الماء
- تغيّر تركيب النظام البيئي المائي نتيجة لتراكم الكثير من الملوثات مما يؤدي إلى تغيير الأدوار والوظائف للعناصر الحية الحيوانية والنباتية في ذلك النظام.
- اختلال التوازن الطبيعي بين الكائنات المائية نتيجة لتأثير أحد الملوثات على نمو نوع معين من الكائنات المائية الأخرى.
- تسمم واختناق وموت بعض الكائنات المائية نتيجة تعرضها المباشر للمواد الملوثة وكذلك لنقص كميات الأوكسجين المذاب في الماء نتيجة استهلاك كميات هائلة منه في أكسدة هذه المواد الملوثة.
- تخزين بعض المواد السامة كالمبيدات الحشرية والعناصر الثقيلة في أجسام الكائنات المائية مثل الأسماك والمحاريات مما قد يؤدي إلى إصابة الإنسان بالأمراض المختلفة مثل السرطان نتيجة للتغذية عليها.
- انتشار الأمراض وخاصة أمراض الجهاز الهضمي مثل الكوليرا والتيفوئيد والالتهاب الكبدي الوبائي.
- تلوث الطبقة السطحية للتربة نتيجة الري بالمياه الملوثة وانتقال هذه الملوثات إلى النباتات ومنها للإنسان عند التغذية عليها مما يسبب إصابته بكثير من الأمراض.
- التأثير على الكفاءة التناسلية لبعض الكائنات المائية مثل الأسماك مما يقلل من معدل عملية الإنتاج السمكي.
- تقليل معدل عملية التركيب الضوئي للنباتات المائية مما يسبب نقص في الثروة النباتية المائية التي تتغذى عليها الكائنات الأخرى.
- انتشار بعض الأمراض الطفيلية مثل البلهارسيا مما يؤثر على الكفاءة الإنتاجية للإنسان.
حماية الماء من التلوث
يمكن حماية الماء من التلوث بالعديد من الوسائل ومن أهمها:
- نشر الوعي البيئي لدى مختلف الأفراد وحثّهم على انتهاج السلوك نحو المحافظة على الماء من التلوث.
- التوسع في إنشاء شبكات للصرف الصحي والصرف الزراعي في المناطق المحتاجة لذلك.
- إقامة محطات معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي التي تأخذ بالتكنولوجيا الحديثة لمعالجة مياه الصرف قبل إلقائه في الأنهار والبحيرات.
- المعالجة البيولوجية لمياه الصرف بزراعة بعض أنواع النباتات مثل القصب في مجاري الصرف والتي تمتص بعض أنواع الملوثات وتحولها إلى مركبات نافعة.
- الفحص الدوري لعينات من المياه لتحديد مستويات تلوثها واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجتها.
- استثمار التكنولوجيا الحديثة في التخلص من المخلفات البترولية فور تسريبها إلى الماء.