تمثل الأزهار بجمالها وألوانها أحلى ما في الطبيعة من لوحات كانت وحياً للفنانين فنقلوها إلى الجدران وأقمشة لوحاتهم.
وحملها منسقو الأزهار بدورهم من حضن الطبيعة إلى داخل المنازل وجمعوها في أشكال منسّقة مختلفة وصارت لهذه التنسيقات مدارسها الفنية وبحوثها ومجالات تنافسها.
فكيف بدأ هذا الفن وما هي أدواته وأساليبه؟
حكاية هذا الفن طويلة ومتفرعة بدأت منذ قطف الإنسان أول زهرة ووضعها في إناء ثم حزن عندما رآها تذبل.
وتحقيق التنسيق الجميل ليس بالأمر الصعب وخاصة إذا توافرت عناصره الأساسية كالأزهار المتناسبة من حيث اللون والحجم والإناء الذي يساعد على إبراز الجمال المطلوب لتلك الأزهار.
ولذلك فقد نشطت المعامل وتنافس بعضها في إنتاج كل المبتكرات المطلوبة لهذا الفن والتي أصبحت في أيامنا هذه في متناول الجميع.
فخرجت الباقات كلوحات فنية من حيث تأليفها وتوزيع ألوانها ثم تصدّرها للمكان المناسب.
وقبل الحديث عن فن التنسيق لا بد من معرفة طرق الاهتمام بحياة الأزهار بعد تنسيقها وهنا لا بد من الانتباه إلى الأمور التالية:
- توقيت قطف الزهور مهم جداً في حياة الباقة وأفضل الأوقات هي في الصباح الباكر قبل اشتداد حرارة الشمس أو مساء عند غروبها فالأزهار التي تشتري من محلات الزهور غالباً ما تكون قد خضعت إلى تلك الشروط إضافة إلى وضع مادة كيميائية على شكل مسحوق أو سائل لتغذيتها وحفظ رونقها الجمالي مدة أطول.
- اختيار الأزهار يجب ألا يقتصر على الأزهار المتفتحة والتي لا تدوم طويلاً بل يمكن اختيار مزيج من الأزهار المتفتحة والبراعم التي تنتظر الإشراقة الآتية بعد حين وبذلك نحفظ حياة الزهور أطول فترة ممكنة.
- عندما تقطف الأزهار من حضن حياتها الطبيعية توضع في الماء لبعض الوقت ثم ترفع منه وتنزع عنها الأوراق التي تحيط بالساق عند الأسفل مع العناية في إمساك الزهرة جاعلين رأسها إلى أسفل فبذلك تظل الرطوبة داخل الساق.
- إذا كانت الزهرة من فصيلة الورود يستحسن نزع الأشواك عن ساقها لأنها تسهل عملية تنسيق الباقة دون أن تؤذي اليدين هناك أزهار تحتاج إلى دعم ساقها بسلك معدني رفيع يوضع داخل الساق لحماية رأسها من الانحناء مثل أزهار الزينة والمرغريت.
- يجب أن تظل الزهور بعيدة عن الحرارة وفي الأمكنة الجيدة التهوئة.
الأدوات الضرورية للتنسيق
هناك عدة أدوات ضرورية لتنسيق الزهور هي:
- إناء يتناسب مع شكل المكان ولون الزهور المراد تنسيقها.
- اسفنج اصطناعي وهو نوعان نوع بني ويستعمل لتنسيق الأزهار الجافة ونوع أخضر وهو مخصص لتنسيق الأزهار الطبيعية وهذا الأخير يبلل في الماء قبل استعماله.
- ورق لاصق لتثبيت التنسيق بالإناء إذا كان كبير الحجم.
- معجونة لاصقة لتثبيت التنسيق بالإناء وهي مادة خضراء غامقة اللون تشبه معجونة لعب الأطفال.
- مخرز للأزهار من البلاستيك الأخضر وهو موجود في أربعة مقاييس وعليه تثبت الأزهار لتصبح أكثر مقاومة.
- مرشة صغيرة لترطيب الاسفنجة لكي تستطيع الأزهار أن تشرب كفايتها من الماء لتعيش.
- بخّارة وهي جهاز قوي الضغط يحوّل الماء إلى بخار وتستخدم لترطيب الأزهار.
بعد تجميع كل هذه الأدوات نبدأ العمل فنحدد المكان الذي سنضع فيه الباقة ونوعية الأزهار في أربعة أشكال هندسية هي الشكل الأفقي والشكل العامودي والشكل المتوازي والشكل غير المتوازي.
ألوان الزهور ودلالاتها
لألوان الزهور دلالات مختلفة ولذلك علينا أن نختار ما يتناسب منها مع أذواقنا ومناسبات عرضها.
اللون الأحمر صاخب وجميل وهو يعني شعلة الحياة والحرارة والقوة ولذلك اختاره العشاق للتعبير عن قوة العاطفة.
اللون الأزرق رمز الإخلاص والنعومة والخجل أحياناً.
اللون البرتقالي يعني النبل والفخر.
اللون البنفسجي يعني الإعجاب.
اللون الأخضر يعني التفاهم.
اللون الأبيض يعني الإشراق والطهارة.
ولكل لون من هذه الألوان قيمته الفردية الهامة فإذا اختلط مع لون آخر أعطى إحساساً جديداً ومختلفاً باختلاف الألوان.
فاستعمال الألوان الحارة مثل الأحمر والأصفر يعطينا باقة ثائرة.
أما استعمال الألوان الباردة كالأزرق والبنفسجي والزهري يعطينا باقة هادئة جداً والمزج بين الألوان الباردة والحارة وبين مشتقاتها تفتح الباب واسعاً للحصول على باقات رائعة مختلفة في كل مرة ولو كانت متشابهة في أنواعها.