في ظل غياب الوالدين عن أطفالهم وللمساعدة في تربية الطفل وتعليمه في المراحل المبكرة من عمره أنشأ مجموعة من المفكرين والمتدربين ما يسمى برياض الأطفال في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يتم من خلالها تربية الطفل وتهيئته للتعليم الابتدائي.
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان ومن المهم مساعدة الطفل في تحقيق ذاته في هذه المرحلة ومساعدته على إنشاء علاقات سوية مع الكبار والصغار الأمر الذي يجعله محباً وقادراً على التكيف مع مجتمعه ومتطلباته.
دور رياض الأطفال
يؤكد علماء النفس والاجتماع أنّ رياض الأطفال من أهم المراحل في حياة الطفل وأساسية لتلبية حاجاته من عمر ثلاث سنوات وحتى ست سنوات فهي تساعد على تنمية قدرات الطفل مما يكسبه من مهارات ومعارف تساعده في مرحلة التعليم الابتدائي وتقوم رياض الأطفال بتحقيق أهدافها من خلال:
- الموازنة والملائمة بين احتياجات الطفل وتلبية حاجاته الشخصية وبين حاجات المجتمع الذي ينتمي إليه.
- الانتباه إلى الفروق الفردية بين الأطفال من كل النواحي الجسدية والثقافية والعقلية ومراعاة مقدرة كل طفل.
- التركيز على دور الطفل في عملية التعلم من خلال النشاط الذاتي والممارسة الفعلية واللعب.
- ضرورة تأهيل معلمي رياض الأطفال تأهيلاً عالياً يساعدهم على فهم خصائص مرحلة الطفولة والحاجات الأساسية واتباع خطط تربوية تسعى إلى تحقيق الأهداف المطلوبة.
أهمية رياض الأطفال
يجمع الخبراء والمختصون على الأهمية الحساسة لرياض الأطفال وضرورة توافر الخبرات التعليمية المتكاملة التي تتماشى مع العمر الزمني للطفل وقدراته العقلية.
تساعد رياض الأطفال في تهيئة الطفل للتعليم المدرسي من خلال إثارة حب الاستطلاع والرغبة في الاستقلالية والاستكشاف الأمر الذي يزيد من وعي الطفل ومستوى نموه ومن المعلوم أنّ هذا ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع والمستوى الثقافي السائد حيث يعد الانعكاس الرئيسي المميز لتفاعل الطفل النامي مع الوسط الاجتماعي فيه.
تؤدي رياض الأطفال دوراً هاماً في التوافق الشخصي والاجتماعي للطفل وتساعده على التواصل مع رفاقه وتعمل على تنمية عملية التنشئة الاجتماعية وتعوّده على الاعتماد على نفسه.
تشير الاتجاهات الحديثة إلى أهمية دور رياض الأطفال وخاصة في إشباع حاجاته حيث توفر بيئة مناسبة تتيح للطفل فرصة الحديث والتعبير ومشاركة الكبار تجاربهم بالتالي تساهم في بناء القدرة اللغوية وتمكن الطفل من النطق السليم.
إعداد معلمي رياض الأطفال
يعتبر إعداد معلمي رياض الأطفال غاية في الأهمية حيث يحتل معلمو رياض الأطفال مكاناً بارزاً في العملية التربوية بسبب ما يقدموه من إسهامات تدعم شخصية الطفل وتهيئه للمراحل الدراسية المتقدمة و كون الروضة من أهم مراحل حياة الطفل وبسبب أنها تساهم في إعداد الطفل الجسمي والنفسي والاجتماعي والمعرفي من خلال الأنشطة المتنوعة التي تقدمها.
يواجه معلمو رياض الأطفال الكثير من التفاوت في ميول الأطفال بالإضافة إلى صعوبة تقبّل الأطفال لقواعد السلوك التي تحكمها الجماعة وتزداد الصعوبة بسبب عدم وجود منهج مدرسي قائم الأمر الذي يفرض على معلمي رياض الأطفال التكيف مع عملهم بما يتماشى مع ميول الأطفال ورغباتهم.
يقع على معلمي رياض الأطفال مسؤولية كبيرة ومن أهم ما يقومون به هو تهيئة المكان الذي سيمارس فيه الأطفال أنشطتهم وتوفير الشروط الصحية المناسبة والسلامة من حيث التهوية والإضاءة والنظافة والتجهيزات والأثاث المناسب.
يؤكد المختصون في علم النفس وجوب أن يكون المعلم في الروضة قريباً إلى قلوب الأطفال ليكون لديه القدرة على مشاركة الأطفال مشاركة وجدانية بالمواضيع التي يتحمسون لها وما يتأثرون به بالإضافة إلى إلغاء الحواجز بينه وبين الأطفال.