امتدت حضارة المايا في جميع أنحاء أمريكا الوسطى وبلغت ذروتها خلال الألفية الأولى بعد الميلاد.
يشير مصطلح “المايا” إلى مجموعة من الناس بنوا حضارة قديمة امتدت في أمريكا الوسطى ووصلت حضارة المايا إلى ذروتها خلال الألفية الأولى بعد الميلاد ولا يزال من الممكن رؤية أطلال المايا في أمريكا الوسطى.
لم تكن حضارة المايا موحدة بل كانت تتألف من العديد من الولايات الصغيرة كل منها تتمحور حول مدينة يحكمها ملك.
أصول المايا
كان البدو الصيادين موجودين في أمريكا الوسطى لآلاف السنين ومع ذلك انتقل أولئك البدو ليعيشوا كحضر عندما بدؤوا في زراعة الذرة في ما يسميه علماء الآثار فترة ما قبل العصر الكلاسيكي (1800 قبل الميلاد إلى 250 بعد الميلاد) أدى هذا إلى إنشاء مدن المايا.
وقد أصبحت الزراعة أكثر فاعلية خلال هذه الفترة ،ويرجع ذلك على الأرجح إلى تربية أشكال أكثر إنتاجية من الذرة وربما الأهم من ذلك إدخال عملية “نيكستمال” حيث يتم في هذه العملية نقع الذرة في الجير أو ما شابه وطهيها مما يزيد بشكل كبير من القيمة الغذائية للذرة.
وقد أفاد باحثون في عام 2014 في مجلة علم الآثار أنّ الذرة مكملة للقرع والفاصوليا والفلفل الحار والمنيهوت (أو الكسافا) والتي كانت تستخدم بالفعل من قبل المايا .
من المحتمل أن تكون حضارة المايا قد تأثرت بالأولمكس وهي حضارة تقع إلى الغرب من المايا في ولايتي فيراكروز وتاباسكو المكسيكية في العصر الحديث.
وجد علماء الآثار أن مدن المايا الأولى كانت مخططة بعناية فقد بني فيها أهرامات ومعابد وهياكل أخرى مرتبة باستخدام نظام الشبكة مما يوضّح التخطيط الحضري وقد ازدهرت المدن لدى المايا بين 600 قبل الميلاد و 300 قبل الميلاد.
تقويم المايا
تمّ تطوير نظام كتابة يستخدم رموزاً تسمى الحروف الرسومية لتمثيل الكلمات أو الأصوات وكثيراً ما يتم نقشها على المباني والنماذج والتحف والكتب التي تسمى المخطوطات.
تقويم المايا كان معقداً وهو يتألف من 18 شهراً وكل شهر من عشرين يوماً.
تضمّن هذا النظام أيضاً ما يسميه العلماء تقويم العد الطويل الذي يتتبع الوقت باستخدام وحدات مختلفة تتراوح في الطول من يوم واحد إلى ملايين السنين.
وقد عرفت المايا مايسمى بالبكتون وهو عبارة عن دورة من التقويم يبلغ طولها 144000 يوماً أو ما يقرب من 400 عام.
كان لدى المايا العديد من الوحدات التي نادراً ما تستخدم والتي كانت أكبر من البكتون مما يمنحهم القدرة على عد ملايين السنين في المستقبل.
يشترك نظام تقويم المايا في العديد من أوجه التشابه مع التقويمات الحديثة كالجمع بين التقويمات الدورية المتعددة (على سبيل المثال الأشهر القمرية والسنوات الشمسية) وعد السنوات الخطية (على سبيل المثال 2020 ، 2021 ، 2022).
حضارة المايا في ذروتها
بلغت حضارة المايا القديمة ذروتها بين عامي 250 و 900 بعد الميلاد خلال هذا الوقت الذي يسميه علماء الآثار الفترة الكلاسيكية ازدهرت العديد من مدن المايا في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
ووصلت إلى مستويات فكرية وفنية لا مثيل لها في العالم الجديد حيث كانت قلة في أوروبا يمكن أن تضاهيها في ذلك الوقت.
نهاية المايا
على عكس الاعتقاد السائد لم تختف حضارة المايا فعلى الرغم من أن العديد من المدن الجنوبية بما في ذلك تيكال وكوبان وبالينكي أخليت منذ حوالي 1100 عام لأسباب غير معروفة فقد يكون السبب هو الجفاف وإزالة الغابات أو الحرب أو تغير المناخ ويعتقد أنّ للجفاف دوراً مهماً في ذلك حيث أظهرت دراسة عن المعادن من كهف تحت الماء في بليز أنّ الجفاف دمّر أجزاءً من أمريكا الوسطى بين 800 و 900 بعد الميلاد.
ومع ذلك من المهم ملاحظة أن مدن المايا الأخرى مثل تشيتشن إيتزا نمت خلال القرن التاسع وبعده على الأقل لبعض الوقت. تأسست مدينة تشيتشن إيتزا في القرن الخامس تقريباً لكنها نمت لتصبح واحدة من أهم المدن في عالم المايا عندما انتقلت القوة من الأراضي المنخفضة الجنوبية إلى شبه جزيرة يوكاتان في الشمال خلال القرن العاشر.
عندما وصل الأسبان إلى أمريكا الوسطى في القرن السادس عشر دمرت الأمراض التي جلبوها شعب المايا بالإضافة إلى ذلك أجبر الأسبان العديد من المايا على التحول إلى المسيحية وذهبوا إلى حد حرق كتبهم الدينية وهذا هو السبب وراء بقاء عدد قليل جداً من مخطوطات المايا حتى اليوم.
ومع ذلك يعيش شعب المايا اليوم في جميع أنحاء العالم فشعب المايا ليسوا كياناً واحداً أو مجتمعاً واحداً أو مجموعة عرقية واحدة. فهم يتحدثون العديد من اللغات بما في ذلك لغات المايا (اليوكاتيك ،والكيشي ،والكيكي ،والموبان) إضافة إلى الإسبانية والإنكليزية.