يختلف مدلول كل لون عن آخر باختلاف الأشخاص وذلك تبعاً لسماتهم الشخصية والاجتماعية والمؤثرات المحيطة بهم من البيئة وغيرها فضلاً عن السياق المعرفي الثقافي السائد في المجتمع فما يراه شخص ما في وصف دلالة لون ما قد لا يوافق رأي شخص آخر لكن هناك اتفاق بين أغلب الباحثين على أن لكل لون مجموعة من الدلالات ترتبط به دون غيره.
الألوان الأولية
هناك ثلاثة ألوان أولية رئيسية منها تشتق باقي الألوان وهي الأحمر والأزرق والأصفر
اللون الأحمر
لون قوي وجريء يمتاز بجاذبية كبيرة يرمز للثورة والقوة والنشاط والدم والقتال والعنف فهو لون مثير بطبيعته.
فإذا استخدم هذا اللون في أي مجال مرئي كان كافياً لجذب الانتباه نظراً لتأثير هذا اللون على الحواس وقدرته على إثارة الغدد كما أنّ له أثراً في زيادة ضربات القلب ويشيع حالة من التوتر العصبي والهياج الشديد.
والأحمر لون التحيّز والأفعال بلا قيود فهو أقوى الألوان تأثيراً في النفس ويفضّله الكثيرون على سائر الألوان لأنه يضاعف نشاطهم وحيويتهم ويساهم في إدخال السرور لنفسهم وهو يصلح لمن يتمتعون بعواطف جياشة وللعابسين والذين يلازمهم الشعور بالانقباض ويشير الأحمر للحرائق والشمس والنار وهذه الأشياء مهيجة ومنبهة للمخ وتتميز بالعدوانية والإثارة وكونه يمتاز بأطول طول موجة بين كل الألوان يعدّ من أكثر الألوان رؤية عن بعد.
اللون الأزرق
لهذا اللون تأثير شديد أيضاً على العين لأنه يثير مشاعر متناقضة بين الإثارة والاسترخاء فلون السماء بما تشمل من امتداد لا محدود والبحر بما يمنح من اتساع وأفق يشعر بعدم الانتهاء لذلك يعدّ رمزاً للعلو والشموخ والسمو والارتفاع والميل إلى الرومانسية لارتباطه بلون السماء كما يوحي بصفاء النفس وهدوء الطبع واتساع الأفق والثقة بالنفس والميل الفطري إلى التحفظ في العلاقات مع الآخرين ومحبو هذا اللون من النوع العاطفي ويتمتعون بذكاء حالم لكنهم يستطيعون التحكم في أنفسهم في أوقات الشدة ولاسيما علاقاتهم العاطفية فهم يمتازون بقدرة كبيرة على ضبط أنفسهم والسيطرة على أعصابهم.
ارتبط اللون الأزرق إلى حد كبير بالأرستقراطية والطبقات المخملية للدلالة على السمو والرفعة وترتبط أيضاً بالطبقات الشعبية المتوسطة الدخل التي تعمل في مهن مختلفة ولاسيما الصناعية بعد ظهور الثورة الصناعية في أوروبا وشاع استخدام تعبير ذوي الياقات الزرقاء لتعطي مدلولاً جديداً في العمل والكفاح والجهد.
اللون الأصفر
اللون الأصفر من أكثر الألوان إثارة وإشراقاً ولا يوجد بشكل قاتم إلا إذا اختلط بعناصر أخرى فلون الذهب أصفر في حالته الخالصة ويشيع هذا اللون في النفس البهجة لارتباطه بالإشراق واللمعان والشخصية الصافية.
والأصفر يحمل قدراً من الضوء لذلك يستخدم في الرسم لتحديد اتجاه الضوء وإشاعة الحركة في التصميم فضلاً عن تأكيده بعض المعاني المراد إبرازها.
ويعدّ الأصفر رابطة بين ظاهرتين لهما أهمية كبيرة للغاية في التاريخ الإنساني هما الشمس التي تهب الحياة والذهب وهو مقياس الثراء الحقيقي.
وغالباً ما يكون الأصفر فاتحاً ومشرقاً بالمقارنة بغيره من الألوان وهذا ما يجعله رمزاً طبيعياً للتنوير ومن هنا يعبّر الأصفرعن العقل والذكاء والفطنة لذلك نجد مراكز البحث العلمي والجامعات تلوّن شعاراتها بهذا اللون.
وللأصفر مدلولات اجتماعية وبيئية متنوعة فالضحكة الصفراء تدل على الخبث والمكر والخديعة، والعين الصفراء للدلالة على الحسد والغيرة، والأصفر في المحيط الطبيعي يشير إلى القحط والجدب والصحراء، والأصفر في الجو يشيع في النفس خوفاً من الرياح والرمال والعواصف.
الألوان الثانوية
اللون البرتقالي
لا يوجد لون يمكن أن يعتبر ثابتاً لذلك نستطيع بسهولة كبيرة أن نكثف اللون الأصفر لجعله محمراً وذلك بتقتيمه أوتعتيمه فاللون الأصفر في هذه الحالة تزيد طاقته ويبدو البرتقالي أكثر قوة وروعة فالبرتقالي يمنح انطباعاً بالدفء والسعادة لأنه يمثل لون وهج النيران الكثيف كما أنه يمثل الأشعة الأقل حدة للشمس في وقت الغروب.
اللون الأخضر
هو ناتج مزج الأصفر والأزرق وأوّل ما يتبادر إلى الذهن عند رؤية اللون الأخضر، الربيع والخضرة ونظراً لارتباط هذا اللون بلون الربيع والزرع والحياة في الريف ويدلّ على شخصية بسيطة تكره التعقيد ويفيد في حالات التهاب الأعصاب فهو مهدئ لها ويبدل الأفكار فهو اللون المفضل في المستشفيات ويختص به الأطباء الجراحون لأنه يخفف من رؤية الأحمر حين يسقط الدم على الملابس الخضراء في غرف العمليات الجراحية.
ويبعث اللون الأخضر في النفس الشعور بالتفاؤل والإقبال على الحياة ويخفف الإحساس بارتفاع درجات الحرارة نظراً لأن الربيع هو أكثر الفصول اعتدالاً في درجة حرارته، ولأنه يعكس قدراً معتدلاً من ضوء الشمس.
والأخضر يدل على الشخصية المتدينة لذلك نراه يدخل في صناعة ملابس المتدينين ويرمز للحياة والخصب ويرتبط بأضرحة المتدينين.
اللون البنفسجي
رمز العاطفة والعشاق يثير الخيال ويدعو للعاطفة الرقيقة كما يرمز للإبداع يفضله من لا يحب التقليد ويقع تحت تأثيره الفلاسفة الذين يظهرون بشخصية مختلفة عمن يحيطون بهم وبطموح زائد عن الحد والغيورون والحساسون جداً والمندفعون ويسهم تأثير هذا اللون الانفعالي في إزالة الحقد والهياج والخوف والسخط كما يرتبط بالنزعة الذاتية والتسامح والعلو فهو يشير إلى المشاعر ويتم تفسيره في الجو الإنساني المميز على أنه روحاني إذا كان فاتحاً وبالكآبة إذا كان قاتماً.
الألوان الوسيطة
بما أن هذه الألوان تتكون أساساً من مزج لونين أساسي وثانوي فإنه يصعب وصف كل لون على حدة لأن الدرجة اللونية تنحرف إلى أحد اللونين المكونين لهذا اللون فمثلاً حين نمزج الأصفر مع الأخضر يتكون أصفر مخضر إذا كانت قيمة اللون تنحرف باتجاه اللون الأصفر.
وإذا انحرفت باتجاه اللون الأخضر يسمى الناتج الجديد أخضر مصفر.
وهناك ألوان في الطبيعة ما هي إلا درجات مخففة من الألوان الأولية مثل الذهبي والفضي.
واللون الأرجواني درجة ضعيفة ومخففة للغاية من اللون البنفسجي يمنح إحساساً مختلفاً ويشير للانغماس في الشهوات الحسية.
الألوان المحايدة
اللون الرمادي
يوحي هذا اللون لدى البعض بالذكاء ويجمع بين التفكير الذي يتميز بالصفاء والوضوح والارتباك وافتقاد الوضوح في عالم لا يوجد فيه شيء أسود أو أبيض بصفة قطعية ومن يعشقون الرمادي ترتبط بهم مجموعة من الصفات منها الغموض والسلبية وسهولة الانقياد.
اللون الأسود
يجسد قوة الظلام التي تمثل الصراع الدائم مع النور كما يدل على الغدر بدلاً من البراءة، والحزن بدلاً من السعادة ويعبر عن الخطيئة والباطل ويرتبط اللون الأسود بالمناسبات الحزينة و يبعث على التشاؤم في النفوس فهو لون الحزن والحداد.
اللون الأبيض
يعد رمزاً للسلام والنور والطهارة والفرح والصفاء كما يدل على العلم والتنوير نتيجة لارتباط التعليم عموماً بضوء الشمس والإقبال على الحياة وصفاء القلب وهو الزي المرتبط بلباس العرائس ويعتبر الصفة المميزة للطبقات الراقية التي تعمل بالأعمال الفكرية والسياسية وطبقة النبلاء