يُعدّ داء النّقرس أحد أشكال التهاب المفاصل، ومنه يمكن أن نقول بأن داء النقرس هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الذي يسبب للمصاب شعوراً بألم حاد وشديد في المفصل ويترافق هذا الألم مع انتفاخ واحمرار، وإن الأصابع الكبرى للقدم هي أكثر الأجزاء تأثرا بهذا الداء إلا أن ذلك لا يمنع أنه من الممكن للعديد من الأجزاء الأخرى أن تتأثر به، مثل: الكاحلين والقدمين والمعصمين وأصابع اليدين والركبتين أيضاً.
تجدر الإشارة إلى أن داء النقرس يختلف عن الأنواع الأخرى من أمراض المفاصل أنه في حين أن باقي الأنواع تظهر بشكل تدريجي يظهر داء النقرس فجأة، وقد يكون ذلك خلال ليلة واحدة فقط.
أعراض داء النقرس
تظهر أعراض داء النقرس غالبا في الليل و بشكل مفاجئ، ويمكن تعدادها أهمها فيما يأتي:
1- ألم شديد في المفصل: يشعر المصاب بداء النقرس بألم شديد في المفصل خلال الفترة التي تتراوح بين 4 إلى 12 ساعة من بداية نوبة النقرس، وكما ذكرنا سابقا فإن أكثر المفاصل تأثراً هو مفصل إصبع القدم الكبرى.
2- الانزعاج لمدة طويلة: بعد انتهاء فترة النوبة و توقف الألم الشديد من الممكن أن يعاني المصاب من انزعاج في المفصل المتأثر ويستمر هذا الانزعاج لفترة تتراوح بين عدة أيام إلى بضعة أسابيع.
3- التهاب المفاصل المتأثرة واحمرارها: يصاب المفصل المتأثر بداء النقرس عادة بالاحمرار و يشعر المصاب بدفء فيه، إضافة إلى وجود احتمالية بأن ينتفخ.
4- محدودية حركة المفصل: يعاني المصاب بداء النقرس من عدم القدرة على أن يحرك مفصله بشكل طبيعي وذلك مع تقدم حالة النقرس.
5- هناك أعراض أخرى تظهر لمن يعاني من النقرس بشكل مزمن كظهور كتل بيضاء اللون تحت الجلد، ومن الممكن أن تنتفخ هذه الكتل، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه الحالة تظهر عادة في الحالات التي تكون فيها مفاصل أصابع اليدين أو الكوع هي المتأثرة.
6- قد ترافق الإصابة بالنقرس حالات من الشعور بالتعب و الإرهاق والإعياء إضافة إلى المعاناة من الحمى و القشعريرة.
أسباب داء النقرس
يوجد في الحقيقة العديد من العوامل و الأسباب التي تقف خلف المعاناة من داء النقرس، نذكر منها الآتي:
1- إن مادة اليوريك الموجودة في الجسم و التي يتم الحصول عليها أيضا من بعض الأطعمة يقوم الجسم بتحطيمها إلى مركبات تعرف باسم حمص اليوريك، إن حمض اليوريك من الأحماض الذائبة في الماء ويتخلص الجسم منه عن طريق الكلى، وبالتالي فإن تراجع قدرة الكلى على التخلص من هذا الحمض أو انتاج الجسم لكميات كبيرة منه أكبر من الحد الطبيعي يسبب ذلك ارتفاع مستوياته في الدم وتعرف هذه الحالة بفرط حمض يوريك الدم، إن هذه الحالة من الممكن أن تسبب المعاناة من داء النقرس و ذلك نتيجة لتجمع أو تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، تجدر الإشارة إلى أن في أغلب حالات فرط حمض اليوريك لا تنتهي بداء النقرس وإنّما يتطلب الأمر بأن تترافق هذا الحالة مع عوامل أخرى كالجينات مثلا.
2- شرب الكحول: فقد بيّنت الدراسات بأن شرب الكحول يزيد من إنتاج الجسم لحمض اليوريك.
3- الإكثار من تناول بعض الأطعمة كاللّحوم الحمراء والمحار والعصائر المحلاة إضافة إلى الأطعمة المالحة.
4-بينت الدراسات أن الإصابة ببعض أمراض الدم أو مشاكل الأيض قد تكون سببا للإصابة بداء النقرس.
5- ضعف قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك وذلك نتيجة لعوامل عديدة منها: الامتناع عن تناول الطعام والجفاف، الإصابة ببعض أمراض الكلى، وجود مشاكل في الدرقية، استخدام بعض أنواع الأدوية كمدرّات البول وبعض مثبطات المناعة.
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بداء النّقرس
على الرغم من وجود العديد من مسببات الإصابة بداء النقرس، إلا أنه يوجد عوامل تزيد من فرصة الإصابة بهذا الداء، نذكر منها:
1- إن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بداء النقرس هم من تتراوح أعمارهم بين أربعين وخمسين عاماً من الرجال، وأيضا مَن تجاوزت سن اايأس من النساء.
2- ترتفع احتمالية الإصابة بداء النقرس عند وجود تاريخ عائلي مع المرض.
3- إن هذا الداء يصيب الرجال أكثر من النساء.
4- الإصابة ببعض الأمراض كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس النومي تزيد من احتمالية الإصابة بداء النقرس.