هو داء يؤثر في الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على حركة المريض ، تبدأ أعراضه تدريجياً برجفة قد لا تلاحظ أو ربما قد يحدث تيبس بالعضلات في بداية المرض ، وقد يضعف النطق وكلما تطور المرض تزيد اﻷعراض سوءاً.
هذا المرض يعتبر من اﻷمراض المزمنة والتعايش معه يكون أمراً صعباً بالنسبة للمريض حيث يشعر بالغضب واﻹحباط في بعض اﻷحيان.
يستفحل هذا المرض ببطء في مناطق محددة في الدماغ حيث يسبب رعاش المريض حتى ولو كانت العضلات في حالة استرخاء ويسمى (رعاش الراحة).
يحدث التنكس في الخلايا العصبية في جزء من المادة السوداء والعقد القاعدية في الدماغ مما يؤدي إلى اضطراب في حركة ونشاط المريض ، وعند تنكس الخلايا العصبية في العقد القاعدية يقل إنتاج الدوبامين في هذه الخلايا مما يقلل عدد الوصلات داخل الخلايا فلا تستطيع العقد القاعدية في الدماغ السيطرة على حركات العضلة كما تكون عادةً مما يؤدي إلى حدوث الرجفة وقلة الحركة وفقدان التوازن.
ويعتبر هذا المرض ثاني الاضطرابات التنكسية في الدماغ بعد داء الزهايمر ويبدأ من عمر 50عاماً ونادر الحدوث عند اﻷطفال والمراهقين.
اﻷسباب :
عند اﻹصابة بداء باركنسون يتراكم البروتين الموجود في الدماغ (السينوكلين) في المادة السوداء التي تتواجد في عمق الدماغ والجهاز العصبي مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في تلك المناطق مما يؤثر على النشاط والحركة واضطراب العضلات ورعاش المريض.
كما أن للوراثة دوراً هاماً في حدوث هذه الاضطرابات فهناك 10%من مرض داء باركنسون لديهم أقارب مصابين بهذا المرض.
اﻷعراض :
العرض اﻷول هو الرعاش وهو يصيب ثلثي المرضى وضعف حاسة الشم عند أغلب المرضى وضعف في الحركة.
يحدث الرعاش عادةً عند بداية المرض في يد واحدة فيسمى رعاش الراحة ، ويقل عندما تتحرك اليد ويختفي تماماً عندما ينام المريض، قد يزيد هذا الارتعاش عند الانفعال والتعب.
وعندما يتقدم المرض يصيب اليد اﻷخرى والذراعين والساقين ويؤثر في الفكين والجبهة والجفنين ويؤدي أيضاً إلى تيبس العضلات وصعوبة الحركة وبطئها ، وقد يميل المريض إلى السقوط ولا يستطيع التوازن عند المشي ويواجه صعوبة في التوقف عن المشي والاستدارة ، يصعب على المريض ركوب السيارة أو النزول منها أو التقلب في السرير كما أنه لا يستطيع القيام بمهامه اليومية كارتداء ملابسه وتنظيف أسنانه وتناول الطعام وتمشيط الشعر. ويواجه صعوبة في بعض المهام مثل إرتداء القميص وربط الحذاء كما تقل تعابير الوجه عند المريض ﻷن العضلات لا تتحرك في الوجه.
مضاعفات هذا المرض :
قد يعاني المريض من صعوبة التفكير والادراك مثل الخرف ويحدث عادةً في المراحل المتقدمة من المرض كما يمكن أن يصاب المريض بالاكتئاب وتغير بالشعور العاطفي كالخوف والقلق واضطرابات في النوم ومشاكل في التبول ومشاكل في اﻷداء الجنسي ومشاكل في المضغ والبلع.
علاج داء باركنسون :
يمكن للعلاج الدوائي أن يساعد في السيطرة على الرجفة ومشاكل بطء الحركة عن طريق رفع مستوى الدوبامين في الدماغ والدواء ، كما يمكن استخدام أدوية أخرى كأدوية موازنة الدوبامين ومضادات الفيروسات.
العلاج بالجراحة :
العمل الجراحي اﻷكثر شيوعا لمعالجة داء باركنسون يشمل زراعة موصل كهربائي في المناطق العميقة من الدماغ المسؤولة عن حركات الجسم ، غالباً ما يتم اللجوء إلى الجراحة في مراحل متقدمة من هذا المرض للذين لا يستفيدون على العلاج الدوائي.
العلاج بالتدليك قد يكون مفيداً في التخفيف من حدة التوتر والشد العضلي ويحفز هدوء الجسم والاسترخاء للأشخاص الذين يعانون من التيبس العضلي الناتج عن هذا المرض.
سمي هذا المرض بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب الذي اكتشفه في القرن التاسع عشر وهو الطبيب البريطاني جيمس باركنسون.