سلوكيات التكيّف البيئي عند الحيوانات

تدل كلمة سلوك على كل نشاط يقوم به الكائن الحي فالسلوك إذاً ما هو إلا نتاج العلاقات الديناميكية الصادرة عن تفاعل الكائن الحي بميوله وحوافزه مع إمكانيات البيئة التي تؤثر بدورها في السلوك ومصطلح السلوك يستخدم عادة ليدل على جميع الاستجابات للتغيرات البيئية.

أنواع السلوك

السلوك الذي يقوم به الكائن الحي في بيئته لتحقيق هدف معين إمّا أن يكون سلوكاً فطرياً غير متأثر بخبرة سابقة أو بتجربة وإما أن يكون سلوكاً مكتسباً بالتعلّم نتيجة لتعرض هذه المخلوقات لظروف معينة في بيئتها ولكن لا يمكن الفصل بين السلوك الفطري والسلوك المكتسب حيث يعد الأول أساساً لتعلم الثاني ويمكن التمييز بين هذين السلوكين كما يلي:

السلوك الفطري: مشترك بين جميع أفراد النوع الواحد، وهو عبارة عن حركات ثابتة.

السلوك المكتسب: خاص بالفرد الواحد عن بقية أفراد النوع، وهو عبارة عن حركات متجددة مرنة وهادفة.

تضمّ المملكة الحيوانية أنواعاً كثيرة جداً من الحيوانات تختلف عن بعضها في سلوكها ويمكن تصنيف سلوك الحيوانات خلال العمليات التالية:

البحث عن الغذاء

يقصد بسلوك البحث عن الغذاء جميع الحركات التي يقوم بها الحيوان للحصول على الأكل والشرب حتى يحافظ على بقائه حياً.

وهناك طرق مختلفة عند الحيوانات للبحث عن الغذاء وتناوله ومنها مثلاً الطيور الجارحة الكبيرة التي تتغذى على بعض الطيور الأخرى.

تقوم الحيوانات المفترسة بمفاجأة فريستها واصطيادها فمنها من يصطاد ضمن جماعات مثل الذئاب وبعضها الآخر بمفرده مثل الفهد الصياد.

سلوك بناء المسكن

تعد العناكب من أكثر الحيوانات انتشاراً في البيئة وتقوم هذه العناكب بنسج شباكها العنكبوتية بدقة عالية حيث تقوم بإفراز سائل يتجمّد عند تعرضه للهواء الخارجي بسرعة ليكون خيطاً أشبه ما يكون بخيط الحرير وتتميز كل عائلة بهندسة خاصة لنسج شبكتها حيث يمكن عن طريق شبكة العنكبوت تمييز العوائل المختلفة في العناكب وتستعمل العناكب شبكتها النسيجية هذه في عدة أغراض منها:

1. أماكن لوضع البيض.
2. شباك لصيد الحشرات الأخرى لتتغذى عليها.
3. وسيلة للحماية من الأعداء وللتنقل.

سلوك مواجهة الأعداء

تسعى بعض الحيوانات وخاصة الذكور منها إلى فرض سيطرتها على مناطق محددة في بيئتها وتهاجم الحيوانات الأخرى التي تحاول دخول هذه المنطقة وما يحدث في البيئات الطبيعية للحيوانات أن القوي منها يهاجم الضعيف ليفترسه ويتغذى عليه.

لدى هذه الحيوانات الضعيفة وسائل دفاعية تساعدها على الاختفاء وهو سلوك فطري يختلف من نوع لآخر من الحيوانات وكذلك قد يختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى من عمر الحيوان نفسه ومن الأمثلة على سلوك مواجهة الأعداء:

سلوك الهرب أو التخفي من الأعداء:

يعيش الحبّار في البحر ويحوي بطنه كيساً مملوءاً بصبغ ذي لون أزرق وحين يهاجمه الأعداء يقوم بالضغط على الكيس فيخرج الصبغ الأزرق في الماء ويتمكّن الحبار من الهرب.

عدد من الحشرات عند مهاجمتها تبدو وكأنها جزء من النبتة مثل حشرة فرس النبي.

الحرباء تغير لونها بسرعة عندما ترى أي خطر لكي تنسجم مع أي نوع يحيط بها.

هناك حيوانات تبقى ضمن قطيع كبير لتحمي نفسها.

سلوك العدوان على الآخرين

كثير من الحيوانات الضخمة تملك أسلحة إمّا بشكل أسنان حادة أو مخالب أو قرون والكثير من هذه الحيوانات يعيش ضمن قطعان كبيرة ويوجد عادة قائد قوي لكل قطيع فهو كثيراً ما يحتاج إلى منازلة غيره لذلك يكون عادة قائد القطيع أقواهم.

سلوك التزاوج

جميع الكائنات الحية تتزاوج وتتكاثر وهناك نوعان من التكاثر هما

1- التكاثر اللاجنسي

وهنا تنقسم الخلية الواحدة إلى قسمين متشابهين عندما تصبح بالغة.

2- التكاثر الجنسي

وهذا يتطلب اتحاد خليتين معاً كلاً منها تحوي على نصف المعلومات الوراثية اللازمة لإنتاج نسل جديد.

سلوك الهجرة

الهجرة هي حركة تنقلية للحيوانات أحياناً لمسافات بعيدة وتقوم بها بعض الحيوانات كل سنة بانتظام تهاجر إلى مكان تستطيع فيه أن تتوالد أو حيث تجد غذاء يكفيها وبعد التوالد تعود أدراجها إلى موطنها الأصلي بانتظار قدوم موسم هجرة جديد.

دور السلوك في تنظيم حياة الحيوانات

تصنّف الحيوانات من حيث معيشتها في بيئتها الطبيعية وقدرتها على التفاعل مع أفراد النوع نفسه إلى:

1. حيوانات تعيش حياة انفرادية مثل العقارب والعناكب وبعض الزواحف.
2. حيوانات تعيش حياة جماعية أي أنها تشكل جماعات ولكن لكل منها حريته في البحث عن الغذاء أو غيره فقد تعيش في جماعة لفترة وعندما تكبر يصبح كل فرد مسؤولاً عن نفسه مثل الأسد والنمر وقد تعيش في جماعات طيلة حياتها كالطيور والأسماك.
3. حيوانات تعيش حياة اجتماعية بحيث يكون هناك مجموعة من نوع واحد من الحيوانات تعيش في مسكن واحد غالباً وتتقاسم المسؤوليات فيما بينها داخل بيئتها بحيث يصبح كل فرد أو مجموعة من الأفراد مسؤولين عن عمل محدد ويقوم كل فرد بالمحافظة على المصلحة العامة مثل النمل والنحل.