يعرف الألم بأنه ارتكاس بيولوجي للحفاظ على العضوية حيث يصاحب الألم ويلازمه الإثارة الانفعالية والتوتر العضلي والقلق وفي حال تحول هذا القلق من مستوى حاد إلى مزمن سوف يرافقه الاضطراب الاكتئابي.
يختلف منشأ الألم بين عضوي ونفسي ويتم التمييز بينهما من خلال دراسة الحالة المرضية دراسة مستفيضة ويعبر عن الألم دائم بوجود مشكلة أو أذية عضوية ولكن قد يكون هذا الشعور نتيجة صدمة تعرض لها الشخص وغير قادر على تقبلها فتتفسر عنده على شكل آلام كوسيلة للهروب من الواقع.
نظرية بوابة الألم
تنص هذه النظرية على أنه يمكن تثبيط تنبيهات الألم الذاهبة إلى الدماغ فهذه التنبيهات لا تنقل من خلال الأعصاب الحسية انتقالاً آلياً وثابتاً باتجاه واحد وإنما تسير في الكثير من المحطات العصبية وذلك بفعل إيعازات عصبية تأتي من مراكز ومصادر عصبية أخرى ومن ضمنها الحبل الشوكي والدماغ أو الاثنين معاً وتكون إمكانية تعديل الألم والسيطرة عليه موجودة في هذه المحطات العصبية.
العوامل المعرفية في الألم
تؤثر الطريقة التي يفكر بها الناس في صورة الألم وشدته ويمكن أن نتعلم أضعاف شدة الألم من خلال تشتيت الانتباه والانشغال بموضوعات أخرى متضاربة مع حالة الألم كمشاهدة أفلام جميلة أو تخيل ذكريات سارة فالكثير من الناس بمجرد إحساسهم بالألم يضخمونه ويتعاملون معه بطريقة سلبية وتسيطر عليهم أفكار خاطئة مثل أنهم غير قادرين على السيطرة على الألم وأنه سيظل مستمراً وهذه الأفكار الكارثية من شأنها أن تجعل الألم أكثر شدة وإزعاجاً مما يخلق مشاعر اليأس التي تغذي الإحساس بالألم.
العوامل الإدراكية في الألم
لوحظ أنّ الأفراد الذين يركزون انتباههم على مراكز الألم في أجسادهم قد يكونوا أكثر شعوراً وإحساساً بالألم.
العوامل الانفعالية في الألم
تسبب خبرة الألم التوتر والانفعال والقلق فالألم يرافقه القلق ويكون القلق في ذروته عند الألم الشديد وعلى هذا قد يزيد قلق المرضى بسبب توقعهم زيادة الألم.
أنماط الألم
على الرغم من أن كثيراً من الناس يعتقدون أن الألم هو إحساس موحد وعلى نمط واحد ولا يختلف إلا بشدته إلا أنه في واقع الأمر هناك العديد من أنماط الألم وهي:
1- الألم الحاد
وهو ألم يحدده الزمن ومدته أقل من ستة أشهر وهذا الألم يعقبه عادةً إما المداخلة الجراحية أو ألم الولادة أو ألم الأسنان ويتضاءل هذا الألم تدريجياً في الشدة وبالتالي فان تقنيات الاسترخاء وغيرها من التقنيات المضعفة للقلق تبدو كافية لتخفيف الألم وإضعافه.
2- الألم المزمن والدوري
يكون هذا الألم شديداً ومتقطعاً بنفس الوقت مثل الصداع الوعائي وعلى الرغم من أنّ العوامل النفسية تلعب دوراً في هذا النوع من الألم إلا أن العلاج العضوي يكون أكثر فعالية ويتركز العلاج فيه على تقنيات تخفيف الألم مثل الإيحاءات النفسية المباشرة أو تقنيات الاسترخاء إضافة إلى الأدوية النوعية المناسبة.
3- الألم المزمن المعنّد الحميد
وهو ألم مستمر تقريباً ويختلف من حين لآخر بمستوى الشدة مثل ألم الظهر القطني وهنا تلعب العوامل النفسية دوراً أكبر من العوامل العضوية لذا فإنّ أي برنامج علاجي لهذا الألم لابد أن يأخذ بالحسبان متغيرات البيئة المعززة لاستمرار الألم.
4- الألم المزمن المترقي
ويعد من أصعب أنواع الألم ويتواجد عادةً عند مرضى السرطان وغيره من الأمراض الخبيثة وهنا لا يمكن تخفيف الألم بشكل كامل فالطبيعة المستمرة والمترقية للألم تنهك القوى البدنية والانفعالية للمريض وتستنفذها مما يجعل الجهود المبذولة لإضعاف الألم صعبة جداً ونادراً ما تكون العوامل النفسية مجدية.