اهتم علماء النفس بالدلالة النفسية للحمل كونه يشكل أزمة كبرى بالنسبة للمرأة وقد تضاربت الآراء حول العلاقة بين سلوك الأم في مرحلة الحمل وترجمة عاطفتها بما يخص سلامة الجنين مثل الضغوط الانفعالية وتناول أنواع معينة من الطعام والشراب والسلوك الجنسي أثناء الحمل وأيضاً بما يخص عملية الولادة والعوامل المؤثرة عليها من طريقة الولادة وضرورة تواجد الأب في غرفة الولادة.
سلوك الوالدين خلال الحمل
من الممكن اعتبار الاستجابة للحمل عاطفية لاعقلانية فهناك الكثير من الأزواج الذين يخططون للحمل وينتظرونه بفارغ الصبر إلا أنهم يصابون بخيبة أمل عند تلقيهم الخبر وفي الجهة المقابلة هناك العديد من الأزواج الذين يبتهجون بمعرفة حدوث الحمل من دون تخطيط مسبق له.
يعتبر الحمل بالنسبة للأم المرتقبة فرصة لتعزيز الروابط مع ذويها وهذا ما يفسر رغبة بعض النساء الحوامل بقضاء الشهور الأخيرة من الحمل بجانب أمهاتهم كما أنه يعد رمز لنضجها وزيادة مسؤولياتها والتخلي عن الاتكالية.
يرى بعض الرجال في الأبوة زيادة المشقة وتعزيز الارتباط الدائم بالإضافة إلى اعتبارهم الحمل رمزاً للفحولة والخصوبة.
التقلبات النفسية للمرأة أثناء الحمل
من المعلوم أن الحمل يمر بثلاث مراحل وتختلف اتجاهات ومشاعر الحامل في كل مرحلة عن الأخرى وخاصة في الحمل الأول حيث تميل الحامل في الثلث الأول إلى ملاحظة التغيرات التي تطرأ على جسمها وتسود مشاعر الضعف والتحولات المزاجية وفي نفس الوقت تشعر بأنها شخص مهم وفاعل شأنها شأن المراهق الذي يشعر بالنضج الجنسي.
تقلل المرأة من التفكير في ذاتها في الثلث الثاني من الحمل حيث ينمو الجنين ويبدأ بالحركة داخل رحمها وقد تحس بعض النساء بالبشاعة بسبب تغير المظاهر الخارجية وهنا قد يتسلل اليأس والشك بالزوج لشعورها بأنها غير مرغوبة وهنا يأتي دور الزوج لدعمها ومراعاتها ومحاولة إبعادها عن تلك الوساوس.
خلال الثلث الأخير من الحمل تتغير توجهات الأم حيث تتنظر جنينها بفارغ الصبر لرؤيته إلا أنها تعد مرحلة صعبة جداً بسبب عجز الحامل عن القيام بأبسط الفعاليات كما أنها فد تتعرض لاضطرابات عضوية تزيد قلقها وخوفها من مخاطر الولادة وإمكانية حدوث مضاعفات بعد الولادة مثل النزيف.
بين الأساطير الشعبية والعلم الحديث
دحض العلم الحديث الكثير من التقاليد الشعبية المتوارثة عن الحامل مثل أن تخويف الأم بأرنب يعطيها طفلاً جباناً وأيضاً قراءتها للكتب من الممكن أن يمنحها طفلاً ذكياً.
تؤثر الضغوط الانفعالية في نمو الجنين مثل تشوه شكل الأذنيين والفراغ بين إصبعي القدم الأول والثاني خلال تشكل البنية العضوية وليس بالضرورة أن تكون تلك التشوهات وراثية على الرغم من أنها تحدد خلال مرحلة النمو الجنيني فهي تنجم عن تلف المواد الصبغية وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى إمكانية تحديد العلاقة بين الضغوط الانفعالية التي تتعرض لها الأم ونمو الجنين وتشوهه.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتكرر لديهن الإجهاض يعانين من صراعات نفسية كثيرة وعميقة كما أن تكرر الإجهاضات يبعث القلق في نفوس تلك النساء حول الحمل اللاحق.
عادات الأم أثناء الحمل
من أهم العادات التي تؤثر سلباً على الجنين وتؤدي إلى انخفاض وزنه التدخين كما أنّ نوعية الغذاء الذي تعتمد عليه الأم له تأثير كبير على الجنين فإذا نقصت المواد الكلسية من غذاء الحامل عملت العضوية على تجريد العظام من الكلس وفي حالات النقص الغذائي الحاد يمتد الأذى إلى الجنين وقد يؤدي إلى انخفاض معدل ذكائه بالإضافة إلى ضرورة التزام الحامل بعدم تناول أي نوع من العقاقير والأدوية إلا باستشارة الطبيب.