صعوبات التعلم

إن الاهتمام في مجال صعوبات التعلم ليس وليد العصر الحالي، حيث إنه يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث تم اكتشافه والعمل على إيجاد المسببات التي تؤدي إليه ، وفي هذا المقال سوف نتعرف سوياً إلى هذا المجال الهام جداً في حياتنا.

ـ التعريف بصعوبات التعلم :

1- تعريف كريك لصعوبات التعلم :

إن مفهوم صعوبات التعلم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام ، اللغة ، القراءة ، الكتابة، الحساب ، أو أية مواد دراسية أخرى ، وذلك نتيجة لوجود خلل مخي أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية ، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي ، أو الحرمان الحسي ، أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية .

2- تعريف باتمان :

ينص على أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم ، هم أولئك الأطفال الذين يظهرون تبايناً أو تباعداً تعليمياً بين قدرتهم العامة ومستوى إنجازهم الفعلي ، من خلال ما يظهر لديهم من اضطرابات في عملية التعلم مصحوبة أو غير مصحوبة بخلل ظاهر في الجهاز العصبي المركزي ، بينما لا ترجع إلى التخلف العقلي أو الحرمان الثقافي أو الاضطراب الانفعالي الشديد أو الحرمان الحسي .

3- تعريف اللجنة الاستشارية القومية للأطفال المعوقين :

تشكلت هذه اللجنة بقيادة كريك حيث أشارت إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم هم الأطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية ، التي تطلب فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة ويتضمن حالات الإعاقة الإدراكية والإصابات الدماغية والخلل المخي الوظيفي البسيط وعسر القراءة.

ـ العوامل المؤدية إلى صعوبات التعلم :

إصابات الدماغ المكتسبة وتأتي نتيجة عدة عوامل عدة وهي :

عوامل ما قبل الولادة مثل نقص تغذية الأم والأمراض التي تصيبها وتعرضها للأشعة وتناول الأدوية والعقاقير.
-عوامل أثناء الولادة مثل الولادات المبكرة ونقص الأكسجين واستخدام الأدوات غير المناسبة وقصر مدة الطلق.
عوامل ما بعد الولادة مثل إصابات الرأس والجلطات الدماغية ، الحمى المرتفعة والتهاب السحايا وحوادث السقوط والسير.

– العوامل الوراثية :

يمكن للعوامل الوراثية أن تكون مباشرة أي تنتقل من الآباء للأبناء ، وعوامل غير مباشرة وهي التي تنتج عن خلل أثناء التكوين الجنيني مثل الاختلالات الكروموسومية .

– العوامل الكيميائية الحيوية :

وهي ترتبط بخلل في عناصر التوازن الكيميائي وهي عدم توازن في إنتاج النواقل العصبية التي تنقل النبضات العصبية من خلية دماغية إلى أخرى ،حيث تعمل على خلل بوظائف الدماغ ، مما ينتج بالتالي مشكلات تعلمية وسلوكية ، ويرجع قصور التوازن الكيميائي الحيوي في الجسم إلى طبيعة ونوعية الأطعمة التي يتناولها الأطفال التي تحتوي روائح وألوان ومواد حافظة.

– العوامل البيئية :

تتلخص بأشكال الحرمان البيئي المبكر من مثيرات حسية ونفسية لا يتلقاها الطفل بصورة طبيعية ، كما أن الكثير من أطفال الطبقات الاجتماعية الفقيرة يعانون قصوراً في المهارات اللغوية الأساسية عندما يدخلون إلى المدرسة ، وهذا القصور يؤثر على مهارات القراءة والكتابة والحساب عبر مراحل الدراسة المختلفة .