إن ما نواجهه مع المراهقين من مشاكل مزعج للغاية لأنّ الطفل الذي كان يلقي بنفسه إلى أحضان أمه أصبح يريد الاستقلال ويرفض الكثير من الأمور المفيدة والمناسبة له حتى يؤكد للغير أنه كبر وأصبح مسؤولاً عن نفسه.
والآباء في العادة يرون أبناء الآخرين من المراهقين أفضل من أبنائهم ولكن هذه النظرة تتغير بمجرد التقرب من أبناء الآخرين ومعاشرتهم.
ومن المعروف أن نصائح الآباء في هذه المرحلة وغضبهم ما هو إلا رغبة في أن يكون أبناؤهم الأنجح والأفضل ولأنهم يريدون أن يبقى الأبناء في أمان.
كيف نستطيع تقبل المراهق؟
رغم كل النصح والإرشاد يستمر المراهق بأخطائه ولن يتعلم إلا منها لذا يجب علينا في هذه المرحلة الحساسة تقبل أخطاء أبنائنا وتصرفاتهم والتعامل معهم بحكمة ونضوج وسعة صدر ولعل أكثر أمرين يسهلان على الآباء ذلك هما:
- تذكّر الأخطاء والمشكلات التي مر بها عندما كان مراهقاً وهذا يساعده على فهم تصرفات ابنه وإبداء التسامح والعفو نحوها.
- سوف تتحسن الأمور مع مرور الزمن فما يقوم به المراهق مؤقت وغير دائم فالإنسان في عمر متقدم يلوم نفسه على كثير من الأشياء التي فعلها في عمر صغير ويخجل منها.
صعوبة المراهقة
المراهق فردٌ من المجتمع قد يكون طالباً أو يعمل في مهنة ما وعندما يحظى المراهق بأسرة جيدة وأصدقاء جيدون تمر هذه المرحلة بسلام ولكن عندما يكون الأب إنساناً عصبياً والأم كثيرة الشك والريبة والأصدقاء سيئين يزينون الانحراف والتمرد للمراهق ،هنا تكون الأمور مختلفة ويصبح عبور هذه المرحلة أمراً صعباً ومعقداً.
لذلك فالأهل يتحملون مسؤولية مساعدة أبنائهم في هذه المرحلة الصعبة حتى يتمكن المراهق من العبور إلى بر الأمان لذلك عليهم بالدرجة الأولى التخفيف من المشاكل الأسرية وخلق جو مريح في المنزل يسوده الطمأنينة والهدوء لينمو المراهق نمواً سليماً خالياً من الأمراض.
الارتباك صفة المراهقين
إنّ الطابع الأساسي الذي يؤثر على نفسية المراهق هو الحيرة والارتباك فالمراهق يسأل نفسه الكثير من الأسئلة حول كفاءته ويشعر أن تجربته محدودة في كل شيء ويمتلك بالمقابل طموحات كثيرة ولا محدودة ولكنه لا يعرف ما يريد وهو يريد من الآخرين معاملته كالكبار بينما يتصرف كالأطفال.
المراهق والمثالية
يتجاوب المراهق مع كل ما يقرأه ويعرفه بعقله وبعاطفته فتراه حاداً في كثير من المواقف التي تخرج عما يعد فضيلة وفي بعض الأحيان تتخطى هذه المثالية الانتقاد حيث تجدهم ينكرون جهود الأهل في الخدمة والإنفاق عليهم.
حب الاستقلال
يسعى المراهق للاستقلال وهذا يتجلى في مشاكله مع والديه والتشديد على رأيه فكثرة الخروج من المنزل تعد استقلالاً فهو يرى تلقي الأوامر في المنزل بعد عن الاستقلالية ويرى نفسه طفل صغير يخضع لسلطة الكبار لذلك فإن المراهق يميل للخروج مع أصدقائه ويحب قضاء وقت كبير معهم ويتصرف كأنه إنسان كبير ويشعر بالانزعاج عند أقل تنبيه أو تعليق من قبل الأهل ويواجه ذلك بالصراخ والغضب والعصيان وعدم الموافقة في معظم الأحيان.
مجموعات الانتماء
بسبب اختلاف الأجيال بين المراهق ووالديه نجده يظن أنّ أهله لا يعرفون التطور ونجد بعض المراهقين يرفعون صوت الموسيقا عندما يستمعون إليها و يضحكون بصوت قوي وإذا علق أحد الكبار على أفعالهم يتهامسون على أنه بعيد عن الحداثة و التطور فهم يشعرون بوجود فجوة بينهم وبين أهلهم وهذا يدفعهم إلى البحث عن أشخاص من عمرهم يشاركونهم الحياة وهؤلاء الأصدقاء الذين يتعرفون عليهم يكونون من الحي أو المدرسة أو من الأقارب فيندمجون معهم ويعتقدون أن هؤلاء الأصدقاء أقدر من الأهل على مساعدتهم في حل مشاكلهم والاستماع إلى همومهم.
بهذا نرى أنّ المراهقة مرحلة حساسة ودقيقة في حياة الأبناء يجب التعامل معها بذكاء وحكمة حتى لا نخسر أبناءنا في لحظة طيش أو غضب وحتى تمر هذه المرحلة بهدوء وسلام في حياتنا.