الإنسان على مرّ العصور استخدم الأدوات التي تلزمه في مساعدته على البقاء وتسيير حياته، والأبحاث، والدراسات، والأحافير، والرسومات أثبتت أنّ الإنسان البدائيّ استخدم أدوات عديدة قام بصنعها من الخشب، وعظام الحيوانات التي صنع منها رؤوس الرماح، والفؤوس، والمطرقة وأدوات أخرى تساعده على الصيد، وعلى الزراعة، والبناء وغيرها من الأعمال التي تضمن بقاءه على قيد الحياة.
عبر العصور تطورت صناعة الأدوات مع التطوّر الذي حققه الأنسان لتحدث نقلة نوعية في حياته من استخدام أدوات بسيطة وبدائية، إلى مواد أكثر تطوراً ومن أهم الأمثلة على ذلك الزجاج الذي يدخل في الكثير من الأدوات المهمة التي يحتاجها الإنسان ولا يمكنه الاستغناء عنها في حياته اليومية.
اكتشاف الزجاج
الكثير من علماء التاريخ اختلفوا حول فترة اكتشاف الزجاج والطريقة التي حُضّر بها للمرة الأولى، وقد اعتمدوا على مجموعة من المعلومات التي قالت أن مجموعة من البحارة وصلوا إلى الشاطئ الفينيقيّ، ثمّ قاموا بصنع مواقد للطبخ من مادة كلسيّة أقوى من الملح تدعى النطرون، وعند إشعال النار تفاعلت هذه المادة مع الرمل النقيّ وذابا سوياً فتشكل سائل شفاف وبعد تصلبه تكوّنت أول قطعة زجاج، لم تحظ هذه النظرية بتأييد؛ لأنّ هناك قسم آخر من العلماء قدّموا نظرية أخرى تم إثباتها بالأدلة العلميّة وهي أنّ السومريّين هم أوّل من اخترع طريقة النفخ في الزجاج وهذا دليل يؤكد أنّ الزجاج كان معروفاً قبل خمسة آلاف سنة في حضارة وادي الرافدين، ثمّ انتقلت إلى مصر، وصيدا، وصور، وبلاد فارس، وروما.
عرف الزجاج منذ أربعة آلاف سنة أيام المصريين القدماء على الرغم من أنه وقتها لم يكن يستخدم في البناء ولكنه كان يدخل في صناعة بعض الأشياء الصغيرة فقط، وبعد المصريين أصبح الرومان من الأوائل في صناعة الزجاج في طرقهم المستعملة حتى القرن الثامن عشر، أصبح الزجاج في نهاية القرن التاسع عشر عنصر كمالي فقط، لكنه بعدها تحول إلى أحد مواد البناء الشائعة كالفولاذ، والإسمنت.
طريقة صنع الزجاج
فيما يلي طريقة صنع الزجاج:
تصنع الصفائح الزجاجيّة الشفافة من العديد من الموادّ غير مطهوّة والممزوجة بقليل من الماء، هذه المواد هي رمل السيلكا، ورماد الصودا، والحجر الكلسي، والدونومايت، والنفتالين سينايت، وملح الطعام.
توضع جميع المكوّنات السابقة في وعاء كبير وبعد مزجها يتم ادخالها إلى فرن يعمل على الغاز، والحرارة داخل الفرن هي ألف وخمسمئة درجة مئوية، تبدأ المواد بالانصهار ويحرّك الزجاج المذاب.
يسكب الزجاج في مغسل من القصدير السائل حيث يطفو كالحلوى وهو طريّ ويقولب في الشريط، يتم تبريد جميع المحتويات في مغسل القصدير بالماء لمنع انكسارها بفعل الحرارة، يكون الزجاج على حرارة ستمئة درجة مئوية عند خروجه من المغسل حيث يجب أن يبرد الزجاج مرة أخرى، بعدها يتدحرج شريط الزجاج إلى البكرة بدقة ويبرد تدريجيا، كما يجب أن تكون كثافة الزجاج واحدة حيث تقيس كثافته آلة تدعى بالآلة الناسخة حيث تقدر كثافته بالمائة مليمتر. بعد أن يصبح الزجاج قاسياً يبدأ قطعه بواسطة بكرة قاسية.