يتأثر الأطفال بطقوس شهر رمضان الفضيل وما يرافقه من عادات تقوم بها الأسرة في هذا الشهر الكريم ويلحون ويصرّون على ذويهم لتركهم يقومون بتجربة الصيام.
وذلك لشعورهم بأنهم قد أصبحوا كباراً ورغبة منهم في تقليد والديهم لذلك من الواجب على الآباء والأمهات التعامل مع هذا الموضوع بجدية وحذر وتوجيه الطفل لاتباع العادات الصحيحة وذلك بناء على عمره والعمل على استغلال شهر رمضان المبارك لغرس القيم الإنسانية والأخلاق الحسنة في نفوس أطفالهم.
وينصح الأهل بالتدرج في صيام طفلهم في كل سنة من حيث عدد ساعات الصيام ويفضل عدم السماح للأطفال في سن صغيرة تحت العاشرة بالصيام لما له من تأثير على نموهم من حيث الوزن والطول ولا يجوز إجبار الأطفال على الصيام.
تعليم الفضائل وغرس الخصال الحميدة
يعتبر تعليم الطفل من المهام الصعبة وخصوصاً تعليمه الأخلاق ونرى الطفل يقلد في أغلب الأحيان والديه في تصرفاتهما وأفعالهما وحتى في أخلاقهما، فهو يحاكي ما يقوم به والديه.
ويعتبر التعلم بالمحاكاة من أسرع الطرق وأكثرها تأثيراً في الطفل وأفضل من تلقين الطفل والشرح المطول لساعات وأيام لذا كان من الواجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم ووجب عليهم استغلال الشهر الفضيل لغرس مبادئ البذل والإحسان ومساعدة المحتاجين في نفوس أطفالهم.
وتشجيعهم على التعاون مع الغير وتنمية مفهوم الصدقة لديهم وأن الإنسان كلما كان خيّراً كلما كان أجره أكبر كما أنّ الصيام يعلّم الطفل الصبر وبالأخص عندما يصبر الطفل على الجوع والعطش.
صيام الأطفال
من الضروري أن يقوم الطفل بالجلوس على مائدة الإفطار مع أسرته في الشهر الفضيل وذلك حتى لو كان غير صائم ومن المحبب تعليم الطفل وتعويده على الصيام منذ صغر سنه.
وهناك عدة طرق لجعل الطفل يعتقد أنه يصوم فعندما يقوم الوالدان بتأخير موعد وجبة الإفطار الاعتيادي فإذا كان موعد الفطور الاعتيادي للطفل في السابعة صباحاً يمكن تأخير هذا الموعد إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً.
وبعد إفطاره يعود للصيام حتى موعد الإفطار على أذان المغرب ليأكل مع أسرته وهكذا يكون الطفل قد صام خمس أو ست ساعات ومن الممكن إيقاظ الطفل على وجبة السحور ومن ثم تقديم وجبة الفطور له في الساعة الواحدة بعد الظهر وبهذا يكون الطفل قد صام حوالي ثمان ساعات.
كيف نغذي طفلنا الصائم
لعل ما يهم كل أب وأم عندما يصوم طفلهم هو تغذيتهم وصحتهم البدنية والنفسية لذلك تسعى كل أم لمراعاة ظروف طفلها الصائم ويجب عليها الانتباه لاحتياجاته فجسده في طور النمو لذلك من المهم أن تحرص على تقديم وجبة السحور وعدم تركه يتخطاها.
فقد يتسبب الصيام بالجفاف وانخفاض السكر وخاصة إذا استمر الصيام طول اليوم فوجبة السحور الغنية بالمواد النشوية البطيئة الامتصاص تحافظ على مستوى السكر في الدم وتعطي الطاقة خلال اليوم ويجب أن تحتوي أيضا الحليب ومشتقاته الغنية بالبروتين والكالسيوم لنمو الطفل.
ويجب أن تكون قليلة الحلويات والمقالي التي تؤدي إلى العطش كل اليوم وعلى الإفطار يجب تقديم السوائل ولكن ليس بكميات كبيرة وبالأخص إذا كانت المشروبات باردة.
ومن المحبذ تناول التمر على وجبة الإفطار وذلك بسبب احتوائه على نسبة عالية من المعادن والفيتامينات مما يقي الطفل الصائم من الإصابة بفقر الدم والتمر يعوض ما يفقده الجسم من سكريات.
ويجب نصح الطفل الصائم بعدم القيام بأنشطة متعبة ومجهدة خلال النهار وتوجيهه إلى قراءة الكتب أو تلاوة القرآن أو ممارسة بعض الألعاب الذهنية الخفيفة.