ضعف القدرة على التركيز والانتباه عند الطلاب

تعد مشكلة ضعف القدرة على تركيز الانتباه عند الطلاب من المشكلات التربوية التي شغلت تفكير المربين منذ القديم إلى الآن.

حيث نجد أن نسبة تقدر بحوالي 5% إلى 10% من طلاب المدارس يعانون من قصر فترة الانتباه وتشتته ، بالرغم من أن طول فترة الانتباه تزداد مع التقدم في العمر.

أما معدل فترة الانتباه عند طفل الخمس سنوات فهي عبارة عن 14 دقيقة وتزداد كلما تقدم بالعمر لتصل إلى النصف ساعة أو تزيد عن ذلك حسب طبيعة المهام التي يتفاعل معها طالب المدرسة ، ومدى ميله لها وجاذبيتها لانتباهه.

فتركيز الانتباه عند الطالب يحتاج  منه إلى التركيز على المهمة التعليمية المطلوبة وإهمال ما هو غير ضروري فهنا تضعف قدرته على التميز بين الضروري والهام وغير الضروري فهذا يعمل على تشتت انتباه الطالب.

ومنه يمكن تعريف ضعف القدرة على التركيز والانتباه بانخفاض قدرة الطفل على التركيز عندما يوكّل بأي مهمة حيث ينتقل من نشاط إلى أخر دون اتمام أي منهم  وهذا يؤدي إلى تشتته عن هدفه الأصلي.

ولضعف التركيز والانتباه عند الطالب عدة أسباب حيث تقسم إلى :

– أسباب جسمية

– أسباب عقلية

– أسباب نفسية

– أسباب مدرسية

اولاً- الأسباب الجسمية :

 ويمكن أن تحدث نتيجة خلل عضوي في الدماغ حيث أن آليات الدماغ هي التي تجعل الطالب قادراً على التركيز واستبعاد الإثارة غير المناسبة.

ثانياً- الأسباب العقلية :

لابد للطالب أثناء تركيز انتباهه في مهمة تعليمية ما ، أن يتمتع بمهارات إدراكية مناسبة.

فالأدراك السمعي والبصري يقوم على استقبال الأصوات والمناظر ثم يدرك معناها ، وبعد ذلك يستجيب لها استجابة مناسبة.

فإذا لم يتمتع الطالب بقدرة على تمييز العلاقات بين المنبه الأساسي ( هنا صوت المعلم ) عن المنبهات الأخرى ( الأصوات غير الضرورية ) فإنه لا يكون قادر على التركيز وسرعان ما يتشتت انتباهه إلى الأشياء غير المهمة.

من جانب آخر فإن الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو تخلف أو إعاقة عقلية من شأنها أن تعيق قدرتهم على تركيز الانتباه لفترة طويلة.

ثالثاً- الأسباب النفسية :

إن ضعف إحساس الطلاب بالأمن النفسي والقلق والخوف من الفشل أو ضعف الكفاءة في الأداء ، يؤدي إلى ضعف قدرتهم على الانتباه ويعانون من تشتت في التفكير ، ولا يتمكنون من إنجاز وجباتهم بمفردهم دون دعم وتشجيع خارجي مستمر.

رابعاً- أسباب مدرسية :

من الممكن أن يكون المعلم أحدى الأسباب التي تؤدي إلى ضعف قدرة الطالب على التركيز والانتباه .

فالمعلم الذي لا يستخدم أساليب جذابة في تعليمه ، ولا يستخدم وسائل تعليمية مثيرة للانتباه ولا يراعي حاجات الطالب النفسية والتربوية ، وعدم استخدامه للتعزيز عند نجاح الطلاب وعدم مراعاته للفروق الفردية كل ذلك من شأنه  أن يضعف قدرة الطلاب على التركيز ويؤدي إلى تشتت انتباههم.

طرق الوقايا والعلاج لضعف القدرة على التركيز والانتباه عند الطلاب :

– ضرورة الاهتمام بصحة الأم الجسمية والنفسية :

فالاهتمام بصحة الأم الحامل الجسمية والنفسية ، من شأنه أن يمنع حدوث ضعف القدرة على التركيز الناتج عن أي ضرر يتعرض له دماغ الجنين أثناء الحمل.

فتعاطي الأم الحامل للكحول والمخدرات أو التدخين أو تعرضها لأزمات نفسية تؤدي جميعها إلى تعرض الجنين لضعف القدرة على التركيز وصعوبات في التعلم فيما بعد.

– الإقلال من مشتتات الانتباه :

الابتعاد عن المشتتات الصوتية والبصرية سواء في المنزل أو غرفة الصف.

– التخطيط الدقيق للمهمات التعليمية :

الطلاب يستجيبون بشكل أفضل للمواد التي يحبونها ويميلون إليها.

كما يجب أن تكون الواجبات المنزلية مخصصة وغير عامة لأن الطالب يحب أن يشعر بالنجاح عندما ينجز مهمات قصيرة ومحددة.

– أن يقدم للطالب إرشادات بشكل واضح ومحدد :

من المهم أن يقدم الوالدان أو المعلم إرشادات واضحة للطالب الذي يعاني من ضعف انتباه وتركيز بطريقة واضحة ، وتجنب كثر الكلام والأوامر والتروّي في الطلب.

– تعزيز الانتباه ومقاومة التشتت:

تزداد فترة الانتباه كأي سلوك آخر عن طريق التعزيز ويمكن أن يكون عن طريق المدح والمكافأة.

– التدريب على الاسترخاء والتنفس بعمق :

حيث تجعل عملية الانتباه أكثر تلقائية وفعالية مع استخدام التغذية الراجعة.

ومن طرق الوقاية أيضاً تشجيع الطالب على ممارسة رياضة الجري يومياً حيث تشير الدراسات إلى أن الجري يساعد الإنسان على زيادة نشاطه العقلي وزيادة القدرة على الانتباه.