هي ظاهرة غير مرغوب بها في المجتمع نشأت بسبب عوامل عدة ولم يستطيع أحد إيجاد حل لهذه الظاهرة حتى اﻵن ، فهي تبدأ بطلب المال أو أي شيء آخر كلباس أو طعام وطلب اﻹحسان من الناس وخاصة في الشوارع ، والشخص المتسول يتخذ هذا العمل مهنة له بدل أي عمل آخر حتى ولو كان العمل متاح له فإن الكسل يتسلل إلى نفوس بعض اﻷشخاص المتسولين ويجدونها مهنة سهلة للحصول على المال دون أي تعب أو مجهود بدني ، وهو ظاهرة تهدد أمن واستقرار المجتمع ونوع من أنواع التخلف وقد تكون أساليب عند بعض اﻷشخاص المتسولين لادعاء احتياجات غير حقيقية لإثارة العواطف.
هناك علاقة بين التسول والتشرد حيث أن 80%من اﻷشخاص المتسولين يعانون من الفقر والحرمان وليس لديهم مأوى وهم الفئة اﻷضعف في المجتمع، ومن الممكن أن يقترن التسول بالجشع فهناك بعض اﻷشخاص المتسولين يتسولون من أجل الحصول على المخدرات والكحول وينتمون إلى عائلة تعاني من البطالة ولديهم نقص في تقدير الذات ، وبعض اﻷشخاص الذين يعملون في هذه المهنة قد يكونوا ضحايا للعنف والابتزاز والتهديد من قبل أشخاص آخرين.
اﻷسباب :
يلجأ بعض اﻷشخاص إلى التسول نتيجة الظلم المادي أو الاجتماعي من أجل إعالة شخص قريب وتوفير حاجاته ، كما أن الجوع يدفع البعض إلى اللجوء إلى التسول والتخلي عن عزة النفس والعيش بكرامة ، و اﻷمر الذي لا يستهان به هو تسرب بعض اﻷطفال من المدارس وتواجدهم في الشوارع وذلك قد يكون أحد الدوافع التي تجعل بعض اﻷشخاص ضعاف النفوس لتجنيد هؤلاء اﻷطفال واستغلال براءتهم للعمل في هذه المهنة لصالحهم مقابل مبلغ زهيد من المال.
كما أن التفاوت بين الطبقات وعدم وجود توازن بين الغني والفقير يدفع بعض اﻷشخاص للقيام بذلك العمل، إن تقاعس السلطات والمسؤولين في مكافحة ظاهرة التسول تجعل هذه الظاهرة تتفاقم مع مرور الوقت ، وبعض المتسولين وخصوصاً النساء يستغلون أطفالهم الصغار أو حديثي الولادة من أجل جذب عاطفة اﻵخرين والشفقة ، بالإضافة إلى عدم توفير فرص عمل للشباب يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع.
كما أن التفكك اﻷسري وظاهرة الطلاق بين الوالدين يمكن أن يؤدي إلى تشرد اﻷطفال وعدم توفير احتياجاتهم وفقدان الثقة بأنفسهم مما يدفعهم لممارسة التسول ، وتدهور الاقتصاد الذي تسببه الحروب وسوء اﻷوضاع اﻷمنية تدفع بعض اﻷشخاص لإيجاد المال بطرق غير مشروعة.
بالإضافة إلى ذلك إن أكبر فئات المتسولين أصبحوا محترفين في هذه المهنة حيث يستغلون الفقر والبطالة واستعطاف الناس كما أنهم يستغلون الدين ﻷن جميع اﻷديان تقدم المساعدات للناس المحتاجين فيذهبون إلى اﻷماكن الدينية ويطلبون الصدقات من المصلين ، وبعض اﻷشخاص يستغلون اﻹعاقة العقلية والجسدية من أجل جذب مشاعر الناس تجاههم والشفقة عليهم فيعطونهم المال أو غير ذلك
أنواع التسول :
- أن يقوم الشخص المتسول بارتداء ملابس تدل على فقره وسوء وضعه المادي أو ادعاء بعض اﻷمراض أو يقوم بإظهار عجز ما أو تشوه في جسمه فيطلب المال من اﻷشخاص مباشرةً ، و يعتبر هذا التسول تسولاً مباشراً.
- تسول غير مباشر : يقوم الشخص المتسول بتقديم خدمات كتنظيف زجاج السيارات أو بيع بعض السلع في الشوارع لكي يحصل على المال.
- إجبار بعض اﻷشخاص على التسول كاﻷطفال من قبل شخص معين وتوظيفهم في هذه المهنة لجلب المال له.
- التسول الموسمي : وهو التسول الذي يحدث في المناسبات واﻷعياد.
- أن يكون الشخص قادر على العمل وليس لديه أي مرض أو إعاقة جسدية أو عقلية ولكن نفسه تسوله لممارسة هذا العمل لسهولة الحصول على المال.
- الشخص الذي يعجز عن العمل لأسباب صحية يمكن أن يلجأ لهذه المهنة.
كيف يمكن مكافحة ظاهرة التسول :
مكافحة البطالة عن طريق إيجاد فرص عمل للشباب وتوفير دور الرعاية الاجتماعية لبعض اﻷطفال المشردين وتعليمهم وتوفير احتياجاتهم الخاصة ، ومساعدة اﻷسر الفقيرة عن طريق الدعم المادي من قبل بعض الجمعيات الخيرية ، كما يمكن تشجيع هؤلاء اﻷفراد من خلال تنمية شعور السعي لجلب الرزق والبحث عن مصادر أخرى لجلب المال بطرق صحيحة ، والقبض على المتسولين ومعاقبتهم ووضع قوانين حازمة لمنع استغلال اﻷطفال في هذه الظاهرة ، وأن تقوم الدولة بتنمية الوعي لدى اﻷفراد عن طريق اﻹنترنت واﻹعلام لمعرفة مخاطر هذه الظاهر وأثرها على الفرد والمجتمع.