يعتبر إنريكو فيرمي من أهم رواد علم الذرة حيث كان فيرمي أستاذاً للطبيعة في جامعة روما وكان من أكثر المهتمين بأبحاث الذرة ،تناولت أبحاثه الجدول الدوري للعناصر ويعود إليه الفضل في اكتشاف العنصر رقم 93.
حصل البروفيسور الإيطالي فيرمي على جائزة نوبل عام 1940 وكانت أفكاره الطريق الذي حول المعادلات الرياضية التي انبثقت من عبقرية أنيشتاين إلى التطبيق العملي.
أبحاثه واكتشافاته
كان شغل العلماء الشاغل في تلك الحقبة هو تحويل عنصر إلى آخر وخاصة بعد اكتشاف ماري كوري عنصر الراديوم المشع الذي يمكن من خلاله تحويل عنصر إلى آخر ولكن بسبب غلائه لم تقدر جامعة روما تحمل تكاليفه فلم يستطع فيرمي أن يجري أبحاثه.
لذلك قام باستخدام الغاز المشع المسمى الرادون وهو عبارة عن غاز يتشكل من مصادر طبيعية وبعد محاولات حثيثة وجد ضالته باستخدام عنصر الفلورين الذي يعطي إشعاعات بمعدل أعلى من غاز الرادون.
انتقل فيرمي إلى أمريكا للهروب من النازية وبدأ دراساته في جامعة كولومبيا وهناك اكتشف عنصراً جديداً وهو نظائر اليورانيوم التي كانت قابلة للانشطار بعد القذف بالنترونات وكانت هذه العملية تتم من خلال ما يسمى المعجل الرحوي لكنّ ظروف الحرب لم تمكن أمريكا من بناء معجل فضلاً عن افتقارها لخام اليورانيوم وهنا فجر فيرمي اكتشافه وهو إمكانية الاستغناء عن المعجل بالركام.
استخدام فيرمي للركام
تعاون كل من فيرمي والعالم المَجري سيزيلارد لبناء ركام تجريبي بدلاً من المعجل الرحوي حيث قام أسطول من الطائرات بنقل خام اليورانيوم من كندا وزائير ووضعه تحت تصرف فيرمي وقام بصف طبقات اليورانيوم فوق بعضها البعض ووضع بينها طبقات من الجرافيت لتقليل سرعة انطلاق النيترونات بعد انقسام ذرات اليورانيوم لكن هذا لم يكن هدف فيرمي الذي كان يطمح إلى انقسام متسلسل في توال وهذا ما دلت عليه النظرية النسبية لأنيشتاين وهو تحرير الطاقة من المادة.
في تلك الحقبة الزمنية وخلال الحرب أصدر هتلر أوامره إلى جميع العلماء للعمل في بحوث الذرة لاستخدام نتائج تلك الأبحاث في الحرب الأمر الذي جعل فيرمي يشد رحاله إلى واشنطن وذلك لإقناع المسؤولين بفكرة أن تفجير كمية من اليورانيوم قوي أكثر من أي مفجر آخر.
تعاون فيرمي مع أينشتاين الذي كان يتمتع بمكانة علمية وصلات وعلاقات واسعة آنذاك وأرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لحثه على تبني بحوث تفجير الذرة ووقع أنشتاين على تلك الرسالة نتيجة لذلك شكل الرئيس الأمريكي روزفلت لجنة علمية ضمت العديد من العلماء الذين تركوا أوروبا لاستكمال بحوثهم بدعم مكثف من السلطات الأمريكية وفيما بعد أخذت البحوث الذرية في الولايات المتحدة مساراً جديداً.
حرب الذرة
أحدث قصف اليابان لميناء بيرل هاربر الأمريكي تحولاً جذرياً في مسار الحرب انتهى بشن أمريكا الحرب على اليابان وسارعت ألمانيا وايطاليا أيضاً لشن الحرب عليها وانتقلت الحرب إلى سباق ذري للوصول لأسرار السلاح الذري في الوقت الذي كانت أمريكا قد قطعت شوطاً بعيداً حيث كانت لجنة أبحاث اليورانيوم قاب قوسين أو أدنى للوصول إلى ابتكار سلاح ذري يمكن أن يحول دفة الحرب.
تلك هي الشيفرة التي بعثها العلماء إلى الحكومة بعد أن غمرتهم الفرحة بالتوصل إلى تحقيق مشروع فيرمي وأصبح الثاني من ديسمبر لعام 1942 هو المولد الحقيقي لعصر الذرة وعلى الفور تم بناء مفاعل لكي يتم فيه تشعيع اليورانيوم لإنتاج البلوتونيوم مع تبريد الحرارة العالية التي تصدر منه من خلال مضخات مياه ضخمة.
تم فيما بعد بناء مدن سرية وتجهيزها بكافة وسائل العمل وإعاشة العاملين وتم إخفاء تلك المشاريع بأسماء وهمية لتأمينها والحفاظ على سريتها وفي عام 1945 استخدمت أمريكا القنبلة الذرية الأولى وفجرتها فوق مدينة هيروشيما والثانية فوق نجازاكي الأمر الذي أدى بالطبع إلى استسلام اليابان وانتصار أمريكا.