الإنسان الذكي هو ذلك الإنسان الذي يستطيع السيطرة بصورة جيدة على مشاعره وعواطفه وإعادة بنائها بطريقة أفضل وتحقيق التوازن بحيث لا يكون متبلد الإحساس وباردأً ولا مندفعاً في عواطفه.
من الممكن توجيه العواطف والانفعالات بحيث تكون هدفاً لتحسين قدرات الإنسان بالإضافة إلى استعمالها كوسيلة للوصول إلى أهداف أخرى وعندما تكون العواطف والانفعالات هدفاً بحد ذاتها ينبغي أن تكون قادرة على إبقاء الإنسان في حالة مثلى لفترة مستمرة نسبياً فتكون مصفاة تظهر التجارب اليومية بأفضل طريقة ممكنة.
يظن بعض الناس أن البيئة الخارجية تؤثر على مزاجهم فالبعض يتفاءل بهطول الأمطار والبعض الآخر يضطرب لقصر النهار في فصل الشتاء ومنهم من يقلق ويتوتر بلا سبب لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن بعض الناس الذين يعتبرون يومهم سيئاً يكون شعورهم سيئ بمعنى آخر أننا نستطيع السيطرة على العواطف بدلاً من ترك المجال الخارجي والبيئة المحيطة مسؤولة عن الشعور والعواطف.
ماذا نحتاج للسيطرة على عواطفنا؟
إنه سؤال بسيط وسهل لأن الإجابة تشير إلى الدافع الذي يعتبر المفتاح حيث يمكن السيطرة على هذا المفتاح من خلال السيطرة على المشاعر والعواطف حيث تعني السيطرة على العواطف أن تكون سيد نفسك وبالتالي يمكنك تحقيق الأفكار التجريدية عن المثابرة والسيطرة على الذات وعلى الحماس والتحكم بها من خلال تفعيل الحالة المناسبة ومما لاشك فيه أن العواطف والانفعالات تتأثر بثلاث عناصر رئيسية هي الأفكار والمشاعر والسلوكيات فسلوك شخص ما يعكس حالته الداخلية وتشكل السيطرة على العواطف جزءاً أساسياً من الذكاء العاطفي لسببين هما:
1ـ تيسر العواطف طريق النجاح في العلاقات مع الآخرين مثل السيطرة على الغضب والثقة في النفس.
2ـ يعتبر الإحساس بالعاطفة هدف بحد ذاته ويمكن من خلاله تحديد النتائج النهائية وفقاً للمشاعر.
السيطرة على المشاعر السلبية
هل أنت حزين أو غاضب؟ يمكننا اتباع بعض الخطوات للهروب من هذه الحالة النفسية من خلال اتباع الخطوات التالية:
- الفهم الحقيقي للوضع المراد تغييره.
- التفكير بالحالة النفسية التي تفضّل الوصول إليها والطريقة التي تمكنك من الوصول إلى هدفك.
- البحث عن تجربة مماثلة حصلت في الماضي.
- تخيّل الإنسان أنه موجود في أي مكان بالعالم من الممكن أن يجعله سعيداً.
- تذكر الأوقات الجيدة التي يمر بها الإنسان والحالة التي يعيشها في تلك الأوقات.
- البحث عن حافز أو دافع يجعل الإنسان يخرجه من حالته السيئة.
- محاولة الاقتناع بالدافع والخروج من دائرة الحالة النفسية السيئة ومحاولة الدخول في حالة جديدة مفعمة بالحيوية.
العواطف وفهمها
تتضمن تحديد العلاقة بين سلوك الإنسان وقيمه واستخدام معتقداته بطريقة عاطفية انفعالية تجعلها تعمل لصالحه.
بمجرد فهم الإنسان ومعرفته لذاته سيؤدي ذلك إلى تحسن تفاعله مع الآخرين من خلال معرفة المستوى العصبي المناسب للتعامل معهم فالعواطف ليست فقط موجودة في داخلنا بل لها دور تلعبه وتكمن أولى الخطوات للسيطرة عليها في الطريقة التي تعزز المعرفة الذاتية للإنسان.
لتحديد دور العاطفة من خلال الطريقة التي يفكر بها الشخص نحتاج أولا لمعرفة أنّ كل ما نفعله يتألف من مركب عاطفي وعقلاني وأنّ التواصل مع النفس ومع الآخرين أساس لتحقيق تواصل ناجح ومن الواضح أنه بدون التواصل مع الآخرين لا يمكن تحقيق نجاح في الحياة والإنسان الذكي يتقن هذا الفن تماماً فهو قادر على فهم عواطف وانفعالات الآخرين عندما يجيد لغة الجسد ولغة الفم ومدى التطابق بينهما فعندما تتطابق لغة الجسد لشخص مع ما يقوله فهو صادق والعكس صحيح.