Dina Al Yasseen
ويقصد بالماء البارد الماء الذي تقل درجة حرارته عن سبعين درجة فهرنهايت والاستحمام بهذا الماء له فوائد عديدة صحية وقد استخدم كعلاج لعدة قرون حيث تم الاستفادة من قدرة الأجسام على التكيف مع الظروف القاسية فتصبح أكثر مقاومة للتعب والإرهاق.
وهذا السلوك لا يعدّ علاجاً رئيسياً للحالات المرضية ولكنه يساعد كثيراً في التخفيف من الأعراض ويرفع مستوى التحسن والإحساس بالرفاهية العامة وسنستعرض فوائد الاستحمام بالماء البارد ونتائجه المذهلة على الجسم.
1- يرفع من مستوى الأندروفين
الاكتئاب مرض منتشر كثيراً في الآونة الأخيرة والمراكز المختصة في علاج الأمراض هذه والوقاية منها استخدمت طرق علاج شاملة والمعالجة المائية لاقت شعبية كبيرة وقد أكدت هذه المراكز أنّ أخذ حمام ماء بارد لمدة خمس دقائق ثلاث مرات في الأسبوع يخفف من أعراض الاكتئاب كما يمكن كنوع من العلاج إرسال الصدمات الكهربائية عند الاستحمام البارد، وهي عبارة عن عدة نبضات كهربائية يرسلها الماء البارد إلى العقل فتساهم في زيادة اليقظة والانتباه وترتفع مستويات الطاقة ويزداد الوضوح كما يساعد ذلك في إفراز هرمون الأندروفين أو هرمون السعادة كما يعرف الذي يسبب الشعور بالتفاؤل والإحساس بالرفاهية العالية.
2- يتحسّن التمثيل الغذائي بالاستحمام البارد
هناك نوعين من الدهون في جسم الإنسان الدهون البيضاء وهي دهون مرتبطة بالأمراض كالسمنة ومرض القلب والدهون البنية التي توجد معنا منذ الولادة وهي مهمة جداً وتلعب دور هام في صحة الإنسان ووجود الدهون البنية في مستوى صحي يعني أن الدهون البيضاء ستكون في مستوى صحي أيضاً وعادة ما تنشط الدهون البنية المفيدة عند التعرّض للماء البارد ولا يعني ذلك أنّ الأشخاص البدينون إذا استحموا بالماء البارد سينقص وزنهم هذا يحدث فقط عند تغيير نمط حياتهم.
والأكيد أنّ الاستحمام بالماء البارد ثلاث مرات في الأسبوع يحسن عملية التمثيل الغذائي ويقضي على السمنة والدهون الخطيرة مع مرور الوقت وقد يسهم الماء البارد في مساعدة الجهاز الهضمي على الشفاء من أمراضه.
3- الاستحمام بالماء البارد يحرّك الدورة الدموية في الجسم
قد نكون غير مرتاحين عند الاستحمام بالماء البارد ولكن فعلياً هذا سيعطينا الانتعاش فالماء إذا كان أكثر برودة من حرارة جسم الإنسان هذا يجعل الجسم يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الطبيعية وهذا ما يجعل الدورة الدموية في الجسم أكثر كفاءة وتتحسّن البشرة تدريجياً عند التعرض للماء البارد بفعل تحسن الدورة الدموية.
والرياضيون اعتمدوا على هذه الميزة في الآونة الأخيرة وخاصة بعد الإصابات الرياضية وهذا ما يفسر وضع الثلج على الكدمات لتخفيف الالتهابات أو عند تمزق العضلات فخفض درجة حرارة الجسم يسهم في تحريك الدم المؤكسج إلى تلك المنطقة المصابة وهذا بالتالي يسرع الشفاء ويستفيد بعض المرضى من زيادة حركة الدم كالأشخاص المصابون بضعف الدورة الدموية وارتفاع الضغط أو مرض السكري.
4- يحارب الماء البارد بعض الأمراض المنتشرة
إنّ صدمة الماء البارد التي يتعرض لها جسم عند الاستحمام تحفز الكريات البيض المسؤولة عن مكافحة الأمراض والقضاء عليها والدفاع عن الجسم وهذا يعني زيادة مقاومة الجسم لبعض الأمراض الشائعة كالإنفلونزا ونزلات البرد والرشح والزكام وإضافةً إلى كل هذا الاستحمام بالماء البارد يجعل الجسم مقاوم للأمراض مثل مرض السرطان فهو يرفع مناعة الجسم.
وفي النهاية الاستحمام بالماء البارد ليس علاجاً نهائياً ولكن يستخدم مع العلاجات الأساسية ولا يستخدم أبداً كعلاج بديل وخاصة عند المصابين بأمراض نفسية كمرض ثنائي القطب أو الشخصية الحدية لا يجب على هؤلاء المرضى أن يستبدلوا علاجاتهم بالاستحمام بالماء البارد تحت أي ظرف.
