استخدم البشر العسل منذ قديم العصور أي قبل ما يقارب 5500عام، والعسل سائل لزج ذو مذاق حلو يتدرج لونه بين الأصفر والبني الغامق، يقوم نحل العسل بصناعة العسل حيثُ إنّه يتم استخلاصه من رحيق الأزهار، ويُخلَط مع إنزيمات النحل لتكوين هذا المزيج قبل تخزينه في خلايا قرص العسل لإبقائه طازجاً.
يوجد للعسل أنواع كثيرة تقدر بحوالي 320 نوعاً تختلف هذه الأنواع عن بعضها في اللون والرائحة والنكهة، وذلك بناء على نوع الأزهار التي استُخلص الرحيق منها، ومن الجدير بالذكر أن العسل الطبيعي الخام لا يتم تسخينه أو معالجته بينما يتم تسخين العسل المبستر وذلك لمنع تبلوره أو اختمار الخميرة أثناء التسخين.
مكونات العسل :
يحتوي العسل على العديد من العناصر الغذائية، ولكنه يتكون بشكل أساسي من الكربوهيدرات والتي تكون على شكل سكريات أحادية، وهي: الفركتوز، والجلكوز، حيث أنه تشكل نحو 95% من وزن العسل.
كما يحتوي العسل على كمية قليلة نسبياً من البروتينات والأحماض الأمينية تشكل 0.7% من وزنه، مع العلم أن بروتينات العسل هي عبارة عن أنزيمات يضيفها النحل خلال عملية إنضاج العسل، أمّا الحمض الأمينيّ الرئيسيّ فيه فهو البرولين؛ الذي يُعدّ مؤشراً لنضوج العسل.
كما يحتوي العسل على عنصر أساسي يتوفر فيه هو معدن البوتاسيوم؛ وعلى بعض الفيتامينات، مثل: فيتامين ب2، وفيتامين ب3، وفيتامين ب5، وفيتامين ج.
فوائد العسل :
للعسل فوائد كثيرة وعديدة، نذكر بعضاً منها :
1- التخفيف من السعال: هناك دراسات وأبحاث عديدة تقول أن العسل قد يؤدي إلى تخفيف أعراض السعال عند الأطفال، كما يقلل من مدة الإصابة به.
2- التقليل من مستويات الكوليسترول: تتباين الدراسات حول هذه الفائدة ، حيث أجريت دراسة على أشخاص يعانون من السمنة أو فرط الوزن عام 2008م وقد تبين أن استهلاكهم للعسل مدة 30 يوماً ساعدت في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والضار وثلاثي الغليسريد ومستوى الدهون إضافة إلى انخفاض وزنهم بشكل بسيط،
ولكن هناك دراسة أجريت عام 2009م على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وبيّنت هذه الدراسة أن استهلاكهم للعسل مرة واحدة لمدة 14 يوم لم يقلل من مستويات الكوليسترول وبالمقابل لم يسبب زيادته كما يفعل استهلاك السكر، بالتالي فإن استهلاك العسل بدلاً من السكر يعتبر مفيداً،
وتجدر الإشارة إلى أن بعض منتجات العسل كالعسل الملكي قد تتداخل مع النترات التي يستهلكها المصابون بارتفاع الكولسترول عادة، لذا تنصح إدارة الدواء والغذاء بعدم استهلاك المصابين للعسل الملكي.
3- التقليل من خطر الإصابة بتقرحات الجهاز الهضمي: أشارت دراسةٌ أوليّةٌ أُجريت على الفئران ونُشرت عام 2015م إلى امتلاك عسل المانوكا لخصائص تقلل بشكل واضح من خطر الإصابة بالقرحة، إضافة إلى أنها تحافظ على الغشاء المخاطيّ، وتقلل من خطر إصابته بالآفة والضرر، وكذلك تقوم بالحفاظ على الإنزيمات المضادة للأكسدة، والبروتين السُكري المخاطي في المعدة، وأيضا تقلل السيتوكينات التي تحرض على الالتهابات، وفوق أكسدة الدهون.
4- التقليل من الآلام المرافقة للدورة الشهريّة: أجريت دراسة عام 2017م على 56 فتاة للكشف عن تأثير تناول العسل في آلام الدورة الشهريّة، وأظهرت النتائج أنّ العسل قلل الألم لدى الفتيات المُصابات بعسر الطمث الأولي.
5- أشارت دراسات أوليّةٌ أُجرِيت على الفئران إلى أنّ استهلاك العسل أدى إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلببية وأمراض الأوعية الدموية؛ حيث إن تناول العسل أدى إلى تحسّن كبير واضح في مستويات الدهون، يجب الإشارة إلى أنّ استهلاك العسل الذي يتم انتاجه من رحيق شجر الورد يمكن أن يسبب مشاكل لصحة القلب ويرجع ذلك لاحتوائه على مادة سامة وبالتالي فإنّ استهلاكه يُعدُّ غالباً غير آمن، وأيضا ينصح مرضى القلب بعدم استهلاك العسل الملكي لأنه يتداخل مع النترات التي يقومون باستهلاكها عادة.
6- يقلل استهلاك العسل من الالتهابات وذلك لاحتوائه على مركبات الفينولات، ويرتبط بزيادة مستوى الخلايا اللمفاوية من نوع الخلايا التائية والخلايا البائية والأجسام المضادة، وعند زراعة الأنسجة يحفز إنتاج الخلايا الفاتكة الطبيعيّة خلال الاستجابة المناعيّة الأوليّة والثانويّة.
7- تختلف قدرة العسل الطبيعي على التقليل من الميكروبات اختلافاً كبيراً؛ ويرجع ذلك لاختلاف مصادر رحيق الأزهار المُستخلص منه، وقد تبيّن أنّ هذا التأثير يعود في معظم أنواع العسل إلى الإنتاج الإنزيمي لبيروكسيد الهيدروجين، وعلى الرغم من أنّ هذا تأثير هذا الإنزيم غير موجود في عسل المانوكا، إلّا أنّ هذا النوع من العسل يقلل من البكتيريا بشكل ملحوظ.