الألم هو تجربة نعرفها جميعاً، على الرغم من أنه غير مرغوب فيه، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في لفت انتباهنا إلى مصدر الانزعاج الجسدي أو الإصابة، بحيث يمكن معالجته. ومع ذلك، يبدو أحيانا أن الألم يدوم لفترة أطول من هذه الوظيفة ويستمر دون سبب واضح، يمكن أن يكون التعامل مع هذا النوع من الألم المزمن معركة.
في بعض الحالات، يمكن أن يساعد الفحص الطبي في تقييم وتشخيص السبب الجسدي للألم. ومع ذلك، في بعض الأحيان تكون العوامل الجسدية غير قابلة للتحديد أو غير قادرة على حساب مدة وشدة الألم الذي يتم الشعور به. في هذه الحالات، قد يوصى بإجراء تقييم نفسي شامل لفهم العوامل العاطفية التي يمكن أن تسبب الألم أو تؤدي إلى تفاقمه. لكن هل هناك حقاً جانب نفسي للألم؟
كان الألم يُفهم على أنه إحساس جسدي بحت. ومع ذلك، على مر السنين، تم الاعتراف بأن الألم يتأثر بعدد من العوامل النفسية والاجتماعية بما في ذلك العواطف، والسياق الاجتماعي والبيئي، والخلفية الاجتماعية والثقافية، ومعنى الألم للشخص، والمعتقدات، والمواقف، والتوقعات، وكذلك العوامل البيولوجية. بالتالي الألم هو مزيج من هذه العوامل الجسدية والعاطفية والاجتماعية التي تعمل على التسبب في الألم المزمن أو زيادته أو الحفاظ عليه.
بدورها ، تسبب تجربة الألم المزمن أيضاً الغضب والحزن والقلق، وتؤثر على أدائنا الاجتماعي. لذلك يتطلب العلاج معالجة ليس فقط للمصدر العضوي، ولكن أيضاً للعوامل النفسية والاجتماعية الأخرى التي تدخل في تجربة الألم.
تساعد العديد من العلاجات الطبية مثل الأدوية أو الجراحة أو العلاج الطبيعي في علاج الألم المزمن. لكن يجب أن نتذكر أن العلاج النفسي هو أيضاً جزء مهم من إدارة الألم. نحن بحاجة إلى فهم وتطوير استراتيجيات التأقلم لإدارة الأفكار والعواطف والسلوكيات التي نمر بها جنباً إلى جنب مع الألم بشكل أفضل.
إذا كنت تتعامل مع الألم المزمن، فإليك 5 نصائح يمكنك تجربتها:
أولاً: ابق نشطاً
لا تدع ألمك يعيقك. ضع توقعات واقعية لنفسك واستمر في المشاركة في الأشياء التي تحبها. لا تدفع نفسك إلى ما هو أبعد مما يمكنك التعامل معه جسديًا.
ثانياً: حافظ على لياقتك
يمكن أن تساعد التمارين منخفضة التأثير مثل التمدد أو السباحة أو اليوجا في الحفاظ على لياقة جسمك دون التسبب في ألم إضافي. تعرف على التمارين التي تناسبك، وانخرط فيها بانتظام. لا تدع ألمك يعيقك. ضع توقعات واقعية لنفسك واستمر في المشاركة في الأشياء التي تحبها، ولا تدفع نفسك إلى ما هو أبعد مما يمكنك التعامل معه جسدياً.
ثالثاً: ابق اجتماعياً
في أوقات الشدة، يكون الدعم الاجتماعي مهماً. تحدث إلى الأشخاص المقربين منك. تظهر الأبحاث أنه يمكن أن يجعلك أكثر مرونة وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.
رابعاً: ابق منخرطاً
يمكن أن يؤدي الانخراط في أنشطة أخرى إلى تشتيت انتباهك عن ألمك. تأكد من أن لديك قائمة بالأنشطة التي تستمتع بها، لتجربتها عند حدوث الألم. يمكن أن يساعدك أي شيء من مشاهدة فيلم إلى المشاركة في نادٍ محلي.
خامساً: التزم بالمسار
إذا كنت تتبع روتيناً بدنياً منتظماً أو دواءً، فحافظ عليه، حيث يمكن أن يكون للتغييرات غير المخطط لها عواقب وخيمة. لا تغير أو توقف روتين العلاج الخاص بك دون استشارة طبيبك أو المعالج أولاً.