كيف تؤثر نظرتك لجسدك على صحتك العقلية؟

في المرة القادمة التي تمشي فيها أمام مرآة، توقف للحظة وانظر إلى نفسك – أيا كانت النسخة التي تراها في الانعكاس هي صورة جسمك. يمكن أن تكون هذه الأفكار والمشاعر إيجابية أو سلبية.

بينما يفخر الكثير من الناس بمظهرهم، هناك فصيل من الآخرين لديهم مشاكل مع نسختهم من أنفسهم. يمكن أن يكون لهذه الآراء السلبية تأثير على صحتك الجسدية والعقلية. سنشرح بالتفصيل الجوانب الأربعة لصورة الجسد، وكيف تؤثر المعايير المجتمعية على صورة الجسد ونبرز النصائح حول كيفية الحفاظ على صورة إيجابية للجسم.

ما هي صورة الجسد؟

نظراً لأن كلمة “جسم” هي مصطلح عام، فإن ما تراه يمكن أن يكون أي شيء من وزنك إلى وجهك إلى بشرتك. بمعنى آخر، صورة الجسد لا تعتمد دائماً على وزنك؛ يمكن أن تكون أيضاً مشكلة تتصورها في أنفك أو بعض أجزاء الجسم الأخرى.

هناك أربعة جوانب لصورة الجسد. وهي تشمل ما يلي:

الجانب الحسي: هذا ما تراه من حيث صورة جسمك. الإدراك ليس دائما حقيقة. ما تتصوره وما يراه الآخرون يمكن أن يكون مختلفاً تماماً. على سبيل المثال، قد تعتقد أنك تعاني من زيادة الوزن عندما تكون نحيفاً بالفعل.
الجانب العاطفي: هذا ما تشعر به حيال صورة جسمك. قد تكون سعياً بشأن جوانب معينة من جسمك، ولكنك تكره مناطق أخرى.
الجانب المعرفي: هذه هي الطريقة التي تفكر بها في جسمك. يميل النقد المستمر والأفكار المشغولة إلى الظهور بسبب هذا الجانب من صورة الجسد. على سبيل المثال، قد تعتقد أنك ستكون أكثر شهرة أو أنك ستحظى بحياة مواعدة أكثر نجاحا إذا كنت نحيفا أو تمتلك عضلات أكثر.
الجانب السلوكي: هذه هي الطريقة التي تتصرف بها فيما يتعلق بصورة جسمك. قد يختار الأشخاص غير الراضين عن أجسامهم ممارسة المزيد من التمارين أو تجربة نظام غذائي مقيد أو الخضوع لعملية تجميل.

قضايا صورة الجسم

صورة الجسد ليست مشكلة سوداء أو بيضاء – هناك بعض المناطق الرمادية المعنية – ولكن يميل الأشخاص إلى أن يندرجوا تحت فئة قبول الجسم أو فئة عدم الرضا عن الجسد.

قبول الجسد هو مجرد تعلم قبول جسدك على ما هو عليه. فعل القبول يعني أنك تحترم جسدك وتفهمه، مع العلم أنك قد تصارعه وتحتفل به في بعض الأحيان.

هناك ثلاثة أنواع من قبول الجسم:

إيجابية الجسم: الأشخاص الذين يمارسون إيجابية الجسم لديهم حب غير مشروط لجسمهم، بغض النظر عن شكلهم أو شعورهم. الراحة والثقة هي الركائز الأساسية.
حياد الجسم: وجهة النظر المحايدة هذه لا تبالغ في التأكيد على الإيجابية لكنها لا تركز على الحكم على أجسادهم.
تحرير الجسد: بدلاً من أن تكون إيجابيا طوال الوقت، فإن تحرير الجسد يعزز الاستقلالية والتنوع بين أشكال وأحجام الجسم.

وبالمقارنة، فإن عدم الرضا عن الجسد – الذي يُطلق عليه أيضا صورة الجسم السلبية – يتضمن أفكارا ومشاعر سلبية مرتبطة بصورة جسمك. غالبا ما يكون هذا الاستياء نظرة مشوهة لما تشعر به أو مظهرك حقا. بشكل عام، تتمتع المرأة بصورة سلبية عن الجسد أكثر من الرجل، ويرجع ذلك أساسا إلى الأعراف المجتمعية.

لسوء الحظ، تميل هذه الأفكار والمشاعر السلبية إلى الظهور في سن مبكرة. حوالي نصف فتيات المدارس الابتدائية لديهن مخاوف تتعلق بالوزن أو قلقات من أن يصبحن بدينات. من المرجح أن يعاني الأطفال من مشكلات في صورة الجسد إذا تعرضوا للتنمر في المدرسة بسبب مظهرهم أو نشأوا في منزل حيث يمثل الوزن مشكلة.

صورة الجسد والصحة العقلية

المشاكل مع جسمك لا تبدأ وتنتهي بالمظهر الجسدي، حيث يمكن للجانب العقلي لوجود صورة سيئة للجسم أن يخلق بيئة سامة، فالشخص الذي يعتقد أنه يعاني من زيادة الوزن أو أنه ليس لديه عضلات كافية هو جزء فقط من المشكلة، تنشأ المزيد من المشكلات عندما يبدأ الناس في تخمين قيمتها.

على سبيل المثال، قد لا تعجبك مظهرك الجسدي وتسمح لنفسك بالتفكير بشكل سلبي في كونك لست جيدا بما يكفي أو أنك لست جذابا بما يكفي.

يمكن أن يؤدي وجود أفكار سلبية حول صورة جسدك إلى مجموعة كاملة من المشاكل، بما في ذلك المشاعر والأفعال التالية: