العواطف عادةً تؤثر على كل القرارات التي نتخذها وهذا إيجابي نوعاً ما فالمشاعر تعطينا التحفيز والإلهام ولكن في بعض الأحيان عندما نترك هذه المشاعر المؤقتة تتحكم في اتخاذنا لبعض القرارات قد تؤدي أحياناً إلى أفعال قد نندم عليها.
فالمشاعر التي نحسّ بها غريزية ولا يمكن التحكم في هذه المشاعر في أي لحظة لكنك في تفاعلك مع هذه المشاعر يمكنك السيطرة عليها والتحكم بها وهناك استراتيجيات عديدة يمكن الاعتماد عليها تساعد في إدارة العواطف والتحكم بردود الأفعال قدر الإمكان:
1- التوقف وهو يعني أخذ وقت كافي للتفكير قبل أن تقوم بأي تصرف أو قبل أن تتفوّه بأي كلام قد تندم عليه لاحقاً فالتوقف يمنعك من الندم كأن تتوقف مثلاً عن إرسال رسالة الكترونية.
تحمل مشاعر الغضب إلى شخص ما ويمكن أن يحدث هذا عندما تشعر أنّ مشاعرك خرجت عن السيطرة لذلك يمكنك التوقف بعض الشيء وأخذ نفسك في نزهة قصيرة وعندما تشعر نفسك مرتاحاً وهادئاً يمكنك العودة لتحل مشكلتك وتأخذ قرارك السليم بشأنها.
2- التحكم بالصوت فمن الملاحظ عادةً أنه عندما تتكلم مع شخص بلهجة ما وبمستوى صوت معين فهو سيستجيب بنفس اللهجة والأسلوب فإذا كنت إنساناً هادئاً وعاقلاً سوف تجد الناس يتعاملون معك بالمثل.
وإذا كنت إنساناً تعتمد على الصراخ والشتيمة فستجد الآخرون يفعلون الشيء نفسه معك لذلك حاول دائماً أن تتحكم بمستوى صوتك حاول دائماً التزام الهدوء عند المحادثات المشحونة فإذا رأيت أنّ المناقشة بدأت تذهب نحو التصعيد حاول أن تعيد الاتصال مرة أخرى فخفف من نبرة صوتك وستندهش من النتائج.
3- كتم الصوت إذا وصلت إلى مرحلة التفاعل مع شخص يمكنك كتم الصوت والتوقف عن الكلام فذلك مفيد جداً في حال كان الشريك الذي تتناقش معه إنساناً عاطفياً فهذه الطريقة ستسمح له بالتعبير وإبداء الرأي.
وهنا يمكنك أخذ نفس عميق وتذكير النفس أنّ مزاجك ومزاج شريكك في وضع عاطفي مشحون ومؤقت وإنّ كل ما يصدر عنه من أقوال يكون متطرفاً فلا تفعل مثله وحاول كتم صوتك قدر الإمكان.
4- اعتماد التسجيل وهو أن تستمع بشكل مركّز لمعرفة كل شيء عن الشخص الآخر فالاستماع بتركيز يمكّنك من معرفة الكثير عن الشخص الآخر ويجعلك ترى ما لم تكن تراه وتكتشف سوء الفهم الأساسي بينك وبين الشخص الآخر.
لذلك عند الخوض في أيّ نقاش ركّز مع الشخص الآخر وافهم كيف يرى الموضوع من وجهة نظره وهذا يساعدك في التناغم مع الشخص بشكل أفضل.
5- حاول أن تقوم بتقديم سريع للأحداث فهو سيريك النهاية وهذا شيء مفيد لك يجعلك تتوقف بشكل مؤقت وتتراجع لأنك سترى عواقب تصرفاتك المستقبلية وهذا يساعد في التفكير السليم والرؤية الواضحة واتخاذ القرار الحكيم.
6- الاعتماد على دفتر يوميات تدوّن فيه مشاعرك وردود أفعالك في المواقف المزعجة ويمكّنك هذا الدفتر من قراءة هذه المشاعر بالشكل الصحيح والتأمّل فيها ويساعدك هذا الأمر في معرفة الأمور التي يصعب عليك فيها التحكّم بمشاعرك وهذا يمكّنك من إدارتها بالشكل السليم.
7- جرّب رياضة التأمل التي تساعدك في التغلب على المشاعر السلبية وتزيد وعيك بالتجارب المحيطة ويساعدك أيضاً التأمل في تعلّم قبول كل مشاعرك وهذا يساعد على استرخائك ويمكّنك من الحصول على نوم أفضل.
8- اللجوء إلى معالج في حال تأزمت مشاعرك وخرجت عن السيطرة كلياً وتحتاج إلى دعم مختصين ومساعدتهم فالمعالج يقدّم الدعم العطوف الخالي من الأحكام المسبقة.