تثار كلمة إبداع عندما يبرز إلى حيز الوجود شيء جديد تحلّى بثناء الآخرين وساهم في إضافة حقيقة وأفاد صاحبه واستفاد به الناس الذين يرتبط بهم الإبداع.
لماذا الابتكار والإبداع؟
نبدع لأننا بحاجة إلى الإبداع فالأعمال في المنظمات متعددة والأنشطة متنوعة والأعباء كثيرة والمشاكل متداخلة، إن هذه الاعتبارات كفيلة بأن تجعل من الابتكار ضرورة لتذليل المعوقات وتحسين وتطوير الأعمال سواء في طرقها أو أدواتها، إنً الإبداع دعوة للتجديد والتطوير ونداء للإحساس بالمشكلات التي تواجه رجال الإعلان في مواقع عملهم وتلمس الفرص المتوفرة للتطوير والتحسين وصرخة عالية لترك الجمود وترحيب بربط الأشياء ببعضها والتوفيق بينها سعياً للخروج بإنجازات جديدة تنطلق بها المؤسسات.
إنً الابتكار دليل صادق للحكم والاستدلال من خلاله على صاحبه الذي يتسم بالأصالة والجدة والحداثة في طرح الأفكار التي تؤدي إلى بلوغ الأهداف والإبداع والابتكار دعوة للتميّز والتفوق.
من أين يبدأ الفكر الإبداعي؟
يبدأ التفكير الإبداعي من حيث النظام الذي يعد الفرد ليكون متسائلاً وناقداً لا يقبل كل ما يقال له بدون أن يناقشه ويقتنع به ،وهو النظام الذي يطرح من الأسئلة أكثر مما يجيب عنها ويعتمد على التعلم الذاتي لا على التعليق ويعوّد طالب العلم منذ بداية تعلمه على البحث في المراجع ويعلم أسلوباً جديداً للمعرفة.
وبهذا تنضج الشخصيات وتتسع المدارك وتصبح مصادر المعرفة متعددة ومتنوعة ترتبط بالعالم المحيط بلا حدود أو قيود.
إنّ التفكير الإبداعي والابتكاري ينمو في هذا النظام ومن هنا يأتي دور مسؤولي المنظمات في العمل على خلق هذا النظام وذلك بتوفير الإمكانيات المادية والمالية والتنظيمية والإدارية كافة وهي التي تجعل الصعب سهلاً والعسير يسيراً.
ولكن هل يكفي هذا الأمر لخلق الكوادر الإعلانية المبتكرة والمبدعة؟
بالطبع لا لأن المبدع لا يصنع ولكننا نساهم في تأهليه للإبداع والابتكار وذلك بتذليل المعوقات التي تواجه إبراز ملكاته الشخصية التي هي حصيلة تفاعل مجموعة من العوامل الفطرية الموروثة والمكتسبة.
والإبداع لا ينحصر في مكان معين ففي حياتنا اليومية كثير من لمسات الجمال في الشارع أو في البيت أوفي مكان العمل تعد إبداعاً.
ألم يحدث يوماً أنك شعرت وكأنك تشم الروائح التي يضعها فنان ما بوصفه أو تصويره أو تشعر بمذاق الكلمات وتعيشها أو تكاد تسمع صوت الرياح في صورة مرسومة إذن الإبداع لا يقتصر على موقع واحد أو مكان واحد.
متى نبتكر؟
يبدأ الإبداع من حيث يوجد المبتكر:
إنّ الفرد العامل المبدع يعيش مع عمله قصة حب فيشعر دائماً بأنّ عمله يحتاج إلى لمسات من العطاء فيسعى إلى التطوير والتحسين، وبذلك هو في حالة تستدعي التغيير وجمع المعلومات وتوليد الأفكار وتقييم الحلول وإخراج الفكر الإبداعي الذي يعبر عن حبه لعمله ووظيفته.
يبدأ الابتكار من حيث يتوفر موقف الابتكار:
إن الحياة مليئة بالقضايا والمشاكل وكثيراً ما يعترض الإنسان موقف يجعله يفكر لساعات كيف سيتعامل معه ويمكن أن يتبنى أحد الموقفين:
1- موقف التلقي السلبي واللامبالاة.
2- موقف التلقي الإيجابي والاحترام والمشاركة بالاهتمام والتفاعل ،وهنا يبدأ الإبداع.
من هو المبدع؟
المبدع هو الفرد الذي تتوافر فيه الصفات التالية:
1- لديه ملكة الإحساس بالمشكلات وهذه الحساسية أو دقة الملاحظة تجعله يمسك بكلمة هنا أو ملحوظة هناك وتكون هي مفتاح الفكرة الابتكارية.
2- لديه قدر كبير من المرونة حيث إنً المرونة تعطي صاحبها إمكانية رؤية الأشياء في ضوء جديد ومن زوايا مختلفة.
3- لديه قدرة على استخدام منهجي الأصالة والحداثة في التفكير وصولاً إلى ابتكار لحل مشكلة موجودة.
4- لديه قدرات ومهارات خلّاقة ترتبط بمهارات تعليمية وتدريبية مثل الاتصال والتعامل مع البشر والإدراك والابتكار وحل المشكلات والتفاوض والرغبة.
وبالتالي الفرد المبدع الذي يتوافر له كل عناصر الرضا يكون حريصاً على أن يخرج كل ما في جعبته من مهارات فنية وإدارية وتنظيمية فيحقّق التفكير المبدع الذي يرضيه عن نفسه ويرضي الناس عنه.