الحوار أحد أساليب الاتصال الفعالة وبما أن الخلاف صفة بشرية عامة فالحوار يؤدي إلى تقريب وجهات النظر ويتطلب الحوار قواعد معينة ومهارات تحكم سيره حتى نحقق المطلوب منه.
هدف الحوار
الهدف من أي حوار هو الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين ويختلف هدف الحوار باختلاف عمر وجنس وثقافة الأشخاص المتحاورين فحوار الأطفال يختلف عن حوار المراهقين أو كبار السن.
أهمية الحوار
الحوار من أفضل الطرق الموصلة إلى الإقناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك وتتجلى أهميته في دعم التطور النفسي وتحرير المشاعر المكبوتة.
كيف تجعل الحوار مجديا ؟
حتى يكون الحوار مجديا وبعيدا عن الجدل العقيم يجب أن تتوافر فيه الأمور التالية :
١_ تحديد الهدف من الحوار بشكل واضح ودقيق بحيث لا نخرج عن الهدف المحدد أثناء الحوار.
٢_ التحضير النفسي والعقلي لتقبل الآخر والاستماع والإصغاء وإنتاج الحوار الإيجابي البعيد عن الجدل بصدق وموضوعية في الطرح مع التمسك بالهدوء واللباقة والأخلاق.
٣_ عدم إصدار أحكام على المتحاور أثناء الحوار حتى وإن كان مخطأ حتى لا يتحول الموقف إلى جدال عقيم دون فائدة.
٤_ التركيز على محاورة شخص واحد في كل مرة دون تشتيت الحوار مع أكثر من شخص وذلك حتى يلمس الشخص الذي تحاوره الاهتمام مما يجعل الحوار مثمرا أكثر.
٥ _ اختيار الوقت والمكان المناسبين ومراعاة الظروف بالاتفاق بين الطرفين المتحاورين.
القواعد الأساسية للحوار :
١_ الإصغاء الإيجابي: وهو أسلوب فعال في تنمية العلاقة بين المتحاورين ويحتاج إلى رغبة حقيقية في الإصغاء مما يؤدي إلى فهم رأي الآخر واستيعاب وجهة نظره.
٢_ الفصاحة واللغة الجيدة: حيث يحتاج المحاور إلى لغة صحيحة سهلة بليغة غير معقدة الألفاظ والتراكيب ومدعومة بأمثلة وأرقام وأدلة وشواهد، ويجب على المحاور أن يعرض أفكاره بهدوء وبطء وترتيب متناسق للأفكار.
٣_ ينبغي على المحاور أن يستخدم نبرة صوت مريحة وهادئة وعليه أن يضبط انفعالاته وألا يتعجل في الرد قبل أن يفهم تماما ما يقول المحاور.
٤_ يجب أن يكون المحاور جذابا وينتبه إلى أسلوبه في تقديم التحية وعليه أن يبدأ بنقاط الاتفاق بينه وبين محاوره لتكون البداية مريحة وتقلل الفجوة بينه وبين الآخر وكلما كانت البداية جذابة وملفتة للانتباه كان الحوار أسهل فيما بعد.
٥_ يجب أن يبتعد المحاور عن استخدام كلمات مثل لا، أنا، أو أي كلمات أو جمل فيها أمر للطرف الآخر أو لوم له.
٦ _ على المحاور أن يخاطب محاوره باسمه أو لقبه الذي يحبه.
٧_ يجب على المحاور ألا يتعالى بكلمة أو إشارة أو نظرة، كما ينبغي أن يعترف بالخطأ.
كيف تجعل الشخص الآخر يتحدث؟
يوجد أربعة أساليب لتشجيع الآخرين على الحديث وهي:
١_ أسلوب الأسئلة المحفزة أي الأسئلة التي تتطلب شرحا وتفسير ورأياً وهذا يفيد مع الأشخاص سريعي الغضب ومن أمثلة الأسئلة المناسبة هنا، ما أهم ثلاث أولويات في هذا الموقف؟ ما رأيك؟
٢_ أسلوب عكس الأسئلة ،هذا الأسلوب يشعر الآخر أنه مهم وعليه التحدث بإسهاب لأنك ترغب في سماعه والأسئلة هنا غير تقييمية ومن الأمثلة على الأسئلة المناسبة هنا: لماذا يجب أن نختارك؟ كم سيكلفنا ذلك؟
٣_أسلوب الاستماع التأملي وهو ما يسمى بالاستماع النشط وهي طريقة توضح من خلالها للآخر أنك مهتم بالحوار وهنا يمكن أن تعلق تعليقا بسيطا مثلا، رائع، لم أسمع بهذا من قبل، إنك تمزح.
٤_الاسلوب الارتدادي :وهنا يجب أن تعيد آخر كلمة لفظها الآخر وهذا الأسلوب يستخدم غالبا في المحاكم لدفع الناس إلى التحدث بالتفصيل.
في النهاية حتى تكون محاورا ناجحا يجب أن تتذكر في كل لحظة أنك تحاور فقط ولا تجادل خصما.