التربة تشكل المادة البنائية لبعض المنشآت (كالسدود الترابية، وطبقات الطرق)، كما تشكل الأساس التي تستند إليه كل المنشآت الأخرى من أبنية، وجسور، وغيرها.
يجب علينا أن نتعرف على التربة على طبيعتها وخواصها الفيزيائية والكيميائية والميكانيكية والمائية، هناك صعوبات كثيرة تعترض دراسة التربة.
لقد تطور موضوع دراسة التربة تطوراً كثيراً، وبما أن التربة هي أكثر المواد الطبيعية انتشاراً، فإن لدراستها انعكاسات اقتصادية هامة.
إن التربة عبارة عن نظام معقد غير متجانس يتكون من أطوار متعددة، الطور الصلب والطور السائل.
حيث الطور الصلب يتألف من شقين، أحدهما من أصل معدني، والآخر من أصل عضوي، ويمثل الشق المعدني من هذا الطور جانباً يتعلق بدراسة فلزات التربة، أما الشق العضوي يتألف من الطور الصلب فهو يعدّ جزءاً مكملاً للشق المعدني.
أما الطور السائل ف دراسته تعتمد من ناحية كونه الوسط الكيميائي المؤثر في التربة.
لابد من دراسة طبيعة التداخل بين مكونات نظام التربة وكذلك التفاعل بين الطور السائل والطور الصلب وما يفرزه من ظواهر هامة، مثل ظاهرة التبادل الشاردي، التي تؤدي دوراً رئيساً في تحديد خواص التربة الفيزيائية، والكيميائية، والبيولوجية، وغيرها. ونتيجة للتداخل بين مكونات نظام التربة، فإن التربة تكتسب خصائص كيميائية وفيزيائية معينة، يترتب على ذلك نشوء أنواع من الترب تختلف في صفاتها، مثل: الترب الحمضية، والكلسية (الجيرية)، والملحية، وغيرها.
إن دراسة خصائص مكونات نظام التربة، وتركيبها الكيميائي، والتغيرات في طبيعة العمليات الكيميائية والفيزيوكيميائية السائدة في النظام والتي ترافق العمليات الزراعية المختلفة، ستكشف ظروف نمو النباتات في مختلف الترب وكذلك طرائق التأثير على الصفات الكيميائية والفيزيائية للترب بغية زيادة خصوبتها.
أهمية دراسة كيمياء التربة
1. إن لدراسة التركيب المعدني للطور الصلب من مكونات نظام التربة أهمية قصوى في معرفة طبيعة مكونات أساس الترب وكذلك لتحديد مدى الاختلاف بينها، وذلك عند تصنيف أنواع الترب.
2. يدخل الغضار في تفاعلات كيميائية هامة نتيجة لخواصه الكهروكيميائية المختلفة، مثل: تبادل الشوارد والتي تعدّ ذات أهمية في تحديد صفات التربة الكيميائية، ومدى ملاءمتها لتغذية النبات. يؤثر الطين في خواص التربة الفيزيائية مثل النفاذية والبناء، وذلك نظراً لما لحبيبات الغضار من صفات خاصة مثل: الانتفاخ، والتجمع، والتفرق.
هذا بالإضافة لكون العناصر المعدنية في الغضار بحد ذاتها مصدراً لبعض العناصر اللازمة لنمو النبات خاصة تلك العناصر الدقيقة التي تدخل في تركيب الغضار، مثل عناصر: التوتياء(الزنك)، والنحاس، والمنغنيز، والحديد لذا فإن دراسة التركيب المعدني والكيميائي لمعادن الطين ساهمت مساهمة جادة في تطور دراسة كيمياء التربة.
3. يؤدي الجزء العضوي من مكونات نظام التربة دوراً رئيسياً في زيادة خصوبة التربة، وتحسين الإنتاج الزراعي. فالمادة العضوية تساهم في زيادة تحسين خواص التربة الفيزيائية، كما وأنها تعمل كمخزن لكثير من العناصر الغذائية اللازمة للنبات.
وتتأثر صلاحية كثير من هذه العناصر في صورتها غير العضوية أيضاً بمحتوى التربة من المادة العضوية بسبب التفاعلات المتداخلة التي تتم بينهما.
4. تهتم كيمياء التربة في تحديد كمية العناصر الغذائية، والصيغ الكيميائية التي تتخذها، والعوامل التي تؤثر في هذه الكمية وطبيعة الصيغ الكيميائية. وهذا يعني دراسة حركة العناصر الغذائية من التربة إلى النبات، ورجوع هذه العناصر مرة أخرى إلى التربة، وما يرافق ذلك من عمليات تحلل للمخلفات النباتية والحيوانية التي تصل إلى التربة من مصادر متعددة.
إن الفهم الدقيق لعمليات التحلل وما يرافق ذلك من تغيرات في العمليات الكيميائية والفيزكيميائية، يساهم في معرفة المسار الصحيح في حل بعض المشاكل المتعلقة بعلاقة التربة والنبات.