يعتبر النوم من الحاجات الأساسية في حياة الإنسان والتي تؤثر بشكل كبير على نشاطه اليومي وقدرته على التركيز والتفكير بشكل جيد وإذا كنت من سكان كالاتشي ستجرّب النوم ليس لساعات محددة.
وإنما لفترات طويلة حيث تقع هذه القرية الفريدة والغريبة في كازاخستان على بعد حوالي 230 ميلاً شمال غرب العاصمة ويعيش فيها حوالي 600 شخص حيث ينام الناس فيها ليس ليوم أو يومين بل لعدة أسابيع.
بداية الظاهرة
بدأ سكان قرية كالاتشي في نهاية عام 2012 فجأة في النوم بشكل غير متوقع و فقدان الوعي أثناء الصيد أو أمام الموقد أو حتى عند القيادة حيث لم يكن هناك وقت محدد للنوم فمن الممكن النوم أثناء الأكل والشرب والاستحمام وحتى أثناء المشي والأغرب عدم قدرتهم على تذكر أي شيء بعد الاستيقاظ وشعور البعض بمستوى عالي من النشاط الجنسي والإثارة.
لم يستطع أحد أن يفهم في ذلك الوقت سبب حدوث ذلك حتى أنّ الفحوصات الطبية لم تستطع تفسير سبب النوم وهذا ما جعل الكثير من الناس يعتقدون أن القرية مسكونة تطاردها الشياطين والأشباح.
بالإضافة إلى الأعراض التي ظهرت على السكان المصابين بهذه الظاهرة بدؤوا أيضاً يعانون من الهلوسة الشديدة والغثيان والنشوة قبل النوم وبعد الاستيقاظ وبعد استعادة وعيهم يشعر معظم المصابين بفقدان كبير في الذاكرة مما أثار الذعر بين السكان ويرجع ذلك أساساً إلى إصابة العديد منهم بالمرض عدة مرات والنوم لمدة تصل إلى ستة أيام متتالية ومما زاد الطين بلة وجعل سكان قرية كالاتشي أكثر خوفاً إصابة حتى الحيوانات الأليفة بهذه الحالة.
بعد إجراء التقييمات والإشارة إلى أنه حتى الحيوانات كانت تعاني من المرض شخّص الأطباء هذه الظاهرة بأنها اعتلال دماغي مجهول المنشأ وهو مصطلح عام لأمراض الدماغ حيث لم يكن لديهم أي تفسير آخر.
حل لغز قرية كالاتشي
وفقاً للعلماء فإن تأثير الغاز السام المصنوع من اليورانيوم في هذه القرية مرتفع جداً مما يجعل الناس ينامون أكثر من المعتاد و أن المياه في هذه القرية تحتوي على كمية كبيرة من غاز اليورانيوم السام والذي جعل المياه سامة وملوثة وقد كشفت الأبحاث أن كمية غاز أول أكسيد الكربون في الماء مرتفعة والتي تسبب نوم الناس لشهور.
صُدم الأطباء لعدم قدرتهم على تفسير هذه الظاهرة وبدؤوا في الشك في السماء والهواء والماء وحتى الفودكا التي كان السكان يشربونها واعتقدوا أنّ الناس قد تسمموا بالفودكا وبسبب تواجد هذه القرية بالقرب من مدينة أشباح قديمة تحتوي على مناجم اليورانيوم بدأت الشكوك تدور حول هذه المناجم.
تم الكشف عن هذا اللغز العظيم والغريب وتفسير هذه الظاهرة الغريبة هو اتحاد أول أكسيد الكربون مع جزيئات الهيدروكربون الموجودة في الغلاف الجوي للمكان.
كان السبب في هذا المرض الغامض والذي استغرق وقتاً طويلاً لاكتشافه هو أنّ قياسات كل من هذه المكونات أظهرت أن المؤشرات كانت دائماً طبيعية ولكن هذه الظاهرة حدثت فقط عند تكون مزيج غريب من كمية قليلة جداً من الأكسجين مع فائض من ثاني أكسيد الكربون والميثان وقد حدث هذا المزيج في ظروف جوية معينة.
لأنه عادةً ما تتواجد هذه المكونات الثلاثة دائماً بشكل منفصل عند مستويات النشاط الطبيعي حيث تم إنتاج أول أكسيد الكربون بكميات كبيرة في هذه القرية بسبب استخدام العديد من الهياكل الخشبية في مناجم اليورانيوم وملئها بالماء حيث سبب تلامس الخشب مع الماء إنتاج تلك الكميات الكبيرة من غاز أول أكسيد الكربون.