اتصفت البشرية بالعنف والعدائية بشكل كبير مما يجعل قيام الحروب أمراً بديهياً ولا مهرب منه ولما كانت بعض الأنظمة تميل لشن الحرب أكثر من غيرها وتؤيد فكرة الحروب وإشعال المنطقة بالكوارث البشرية والمادية ومنذ أقدم العصور وصولاً للعصر الجاهلي.
كانت أشهر الحروب بين الأقارب وتقوم لأسباب تافهة وتستمر طويلاً كحرب البسوس بين قبيلتي تغلب وبكر وحرب داحس والغبراء وغيرها من الحروب لكن في العصر الجاهلي اقتصرت الحروب على معدات اعتبرت بسيطة مقارنة بيومنا هذا بين سيف وترس.
أما اليوم فقد أصبحت معدات الحرب أكثر تعقيداً وتسبب الإيذاء بشكل كبير فقد تعددت بين المتفجرات والدبابات والألغام وللوقاية من مخلفات الحروب علينا بالانبطاح على الأرض بسرعة والابتعاد عن النوافذ والهروب إلى الملاجئ أو إلى غرف داخلية أو الدخول في ممرات محمية للوقاية من الطلقات الطائشة.
ماذا يقصد بمخلفات الحروب؟
يطلق اسم مخلفات الحرب على مجموعة من الأجسام القابلة للانفجار متروكة في مكان ما فوق الأرض أو تحتها والأجسام المتفجرة فعلياً وتشتمل هذه المخلفات على القنابل اليدوية وقذائف المدفعية والذخائر الصغيرة والقواذف وغيرها من المواد القابلة للانفجار.
أخطار مخلفات الحروب
لا تتوقف أخطار مخلفات الحروب على نتائج عسكرية بهزيمة أو انتصار فقط وإنما يتعدى ذلك إلى ضعف الاقتصاد واستنزاف الحروب أيضاً الموارد البشرية وتزهق الأرواح ويتعرض العديد من العسكريين وحتى المدنيين لعاهات مستديمة.
الآثار السلبية للحروب
عدا عن أنّ الحروب مما تخلفه من ويلات قد تغيّر من الشكل الديمغرافي للمناطق التي أصابتها تلك الحروب لذلك تعتبر الحروب من أكثر و أسوأ ما يصيب الإنسان من المصائب فهي تشل كل نواحي الحياة وتدمر الاقتصاد ولها آثار سلبية على كل مما يلي:
الهواء
تؤدي الحروب بشكل عام إلى تلويث الهواء وبشكل خاص إلى اختلاف في بيئة الغلاف الجوي المحيط بالأرض وذلك بسبب زيادة المواد الكيماوية الناتجة عن الانفجارات و هذا بدوره أحدث خللاً في نسبة الغازات في الغلاف الجوي وبالتالي عند الإنسان والحيوان والنباتات.
الماء
حيث أنّ المواد التي تطرحها المواد المتفجرة تقتل الكائنات البحرية التي تعيش في قاع البحار والمحيطات وتقتل الأسماك أيضاً فيؤثر ذلك على الثروة السمكية وهذا يؤدي إلى خلل في هيكلها الاقتصادي.
التربة
تؤثر مخلفات الحروب على التربة فتسبب تسممها وتجعلها غير صالحة للزراعة بالإضافة إلى أنها تسبب حرق الغابات والأشجار و هذا بدوره ينهي الحياة النباتية وانتهاء الحياة النباتية يؤدي إلى مزيد من التلوث وزيادة نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون في الهواء وبالتالي ظهور ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤثر مباشرة على مناخ الأرض.
طرق الوقاية من أخطار مخلفات الحروب
على الرغم من انتهاء الحروب في بعض المناطق التي إلا أن معركة جديدة تبدأ مع الأنقاض والمواد المتفجرة التي تبقى متناثرة ومبعثرة ومدفونة بالأرض أو حتى فوقها ويجب أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأشياء.
لذلك يجب أن يكون هناك حملات توعية للسكان وتلجأ معظم الدول إلى وسائل الإعلام رغبة منها في إنقاذ ومساعدة الأطفال والكبار العائدون إلى منازلهم من أعمالهم أو مدارسهم حتى لا يتعرضوا للخطر بسبب جهلهم وعدم درايتهم بانفجار لغم إذا تم العبث أو اللعب به.
و من أساليب الوقاية أيضاً الانبطاح على الأرض بسرعة والابتعاد عن النوافذ والهروب إلى الملاجئ أو إلى غرف داخلية أو الدخول في ممرات تكون محمية للوقاية من الطلقات الطائشة.
للحروب آثار عديدة وكبيرة على كل من الإنسان والحيوان والنبات وعلى كل عناصر البيئة لذلك يجب أن تسنّ قوانين وتشريعات تمنع الحروب في المستقبل رغبة منا في إنقاذ البيئة من الهلاك.