يمر الإنسان في حياته بمراحل متعددة منذ ولادته، حتى مماته، والتي تبدأ منذ مرحلة الطفولة، مروراً بمرحلة البلوغ والشباب، وانتهاءً بمرحلة الشيخوخة والكهولة.
ومع أهمية كل مرحلة من المراحل في تحديد شكل معين لحياته، وإعطائها معنىً معين كذلك؛ إلا أنه يمكن القول بأن مرحلة الطفولة تعد البنية الأساسية التي تحدد الجزء الأكبر من نمط شخصية كل فرد منا.
ولذلك من المفيد جداً التعرف إلى طبيعة هذه المرحلة سريعاً، والتعرف إلى مكوناتها أيضاً، بحيث يخطئ الكثير من البشر باعتبارهم إياها مرحلة واحدة ، فهي على العكس من ذلك تنقسم إلى مراحل متعددة أيضاً.
ففي مرحلة ما بعد الولادة على سبيل المثال إلى عمر السنتين ، يمر الطفل بتغيرات فجائية وكبيرة وسريعة في ذات الوقت ، ويبدأ هذا التغيير تدريجياً بالتضاؤل بعد السن الثانية إلى السادسة ، وتبدأ حالة الطفل الجسدية والعقلية بالاستقرار نوعاً ما والتطور شيئاً فشيئاً بعد ذلك.
وهذا بعكس المرحلة التي تمتد من السادسة حتى العاشرة ، والتي يكون فيها التغير أبطأ من سابقتها، وهكذا حتى وصوله إلى سن الثامنة عشرة بحيث يكون قد اكتمل نموه غالباً بنسبة كبيرة.
ولكن قد تتساءل السؤال التالي: ما المفيد في معرفتي لهذه المراحل؟
إن الإجابة بسيطة، وهي أنه معرفة طبيعة كل مرحلة من مراحل الطفولة، يوضح للشخص العديد من المؤثرات المحيطة التي أثرت فيه وكونت تفكيره الحالي.
كما يساعده في فهم طبيعة أطفاله وكيفية التعامل معهم بناءً على احتياجات وخصائص كل مرحلة من مراحل النمو لديهم، وهذا الأمر مهم جداً من أجل نموهم نمواً سليماً، يخلو إلى حد كبير من الآثار النفسية السلبية.
لكن سوف نكتفي في هذا المقال بعرض خصائص كل مرحلة بشكل عام، وسوف يتم التطرق إلى التفصيل في كل مرحلة في مقالات أخرى منفصلة.
ويمكن القول أن مرحلة الطفولة تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية:
- من الولادة حتى سن السادسة.
- من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة.
- من سن الثانية عشرة حتى الثامنة عشر.
وبالرغم من أن هذه المراحل تحتوي على مراحل أخرى، إلا أن ما يهمنا هو إلقاء نظرة شمولية عليها للتعرف على أبرز مميزاتها.
بحيث تتميز المرحلة الأولى كما ذكرنا سابقاً بالتغيرات السريعة أولاً من حيث وزن الطفل وشكله وعملياته العقلية وما إلى ذلك.
وفي هذه المرحلة يعد كقطعة اسفنجية، فهو يمتص كل ما يحيط به من أقوال، وأفعال، وسلوكيات، ويحاول تقليد الكبار في كل شيء.
كما أن العلماء يجمعون على أن هذه المرحلة هي ما تحدد أكثر من 60 بالمئة من شخصية الطفل لاحقاً ، وهو دليل على مدى أهميتها الكبيرة.
أما في المرحلة الثانية ، والتي تمتد من السادسة حتى الثانية عشرة ، يكون نمو الطفل أبطأ بكثير من المرحلة السابقة ، لأنه جسده يكون قد أخذ شكلاً معيناً ، ولا تتضح الفروقات كثيراً بين سنة وأخرى إلى أن يصل إلى المرحلة الأخيرة.
وتتميز هذه المرحلة بانجذاب الطفل إلى أقرانه من جنسه نفسه، وابتعاده عن الجنس الآخر، وكما أنه يحب في هذه المرحلة الخروج أكثر مع أصدقائه، والتشبه بعاداتهم أكثر فأكثر.
أما المرحلة الأخيرة فهي الأكثر حساسية، والتي يجب أن تولى اهتماماً أكبر من قبل الوالدين ، لما تنطوي عليه من تناقضات.
فعلى سبيل المثال: يشعر الطفل أنه أصبح شاباً أو تشعر أنها شابة ، ويجب أن يؤخذ في رأيهم ، وفي نفس الوقت يشعر بأنه أو أنها طفل يحتاج إلى الرعاية والحنان.
وهذا ما يجعل الأمر يختلط على الوالدين فلا يعلمان كيفية التصرف معهم في هذه المرحلة.
وتمتاز هذه المرحلة بعودة الطفل إلى الانجذاب إلى الجنس الآخر ، ومحاولته تكوين صداقات معه، والخروج معه في مناسبات عديدة.