تشهد البشرية في الآونة الأخيرة حرب بيولوجية تهدد وجودها من خلال انتشار أوبئة جديدة بدءاً بفيروس كورونا المستجد الذي حصد ملايين الأرواح تلاه انتشار مرض الفطر الأسود ودعم انتشاره ضعف الجهاز المناعي للأشخاص المتعافين من الكورونا ويسمى هذا المرض أيضاً بالفطر العفني أو فطر الأغشية المخاطية وهذا الفطر موجود بشكل طبيعي في الأتربة والخضروات والفواكه المتحللة ويعتبر مرض الفطر الأسود مرض انتهازي إذ أنه ضعيف ليصيب الإنسان بالحالة الطبيعية ولكن إذا ضعفت مناعة الإنسان بصورة غير مسبوقة فإنه يغزو الأغشية المخاطية للأنف والعين والرئتين والمخ ويحدث أضراراً جسيمة من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة.
ما هو هذا المرض؟
على الرغم من ندرة هذا المرض إلا أنه عدوى خطيرة ينتج عن تلقي نوع من الفطريات الموجودة بشكل طبيعي في البيئة ويبرز تأثيره بشكل كبير على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية تحتم عليهم تناول أدوية معينة تؤدي إلى تقليل مناعتهم.
تتأثر الجيوب أو الرئتان للمصابين بمرض الفطر الأسود وقد لاحظ الأطباء ارتفاع حالات الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي وخاصة للأشخاص المتعافين من مرض الكورونا.
علامات الإصابة بمرض الفطر الأسود
تشمل العلامات التحذيرية ألماً واحمراراً حول العينين أو الأنف مع ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وسعال وضيق في التنفس وقيء دموي وتغير في الحالة العقلية ويشتبه بالإصابة بهذا المرض عند ظهور عدد من الأعراض وهي
- التهاب الجيوب الأنفية و انسداد أو احتقان بالأنف وإفرازات أنفية سوداء أو دموية.
- ألم موضعي في عظم الوجنة و ألم في الوجه مع تنميل أو تورم.
- ظهور لون أسود على جسر الأنف أو الحنك.
- ارتخاء في الأسنان و الفك.
- عدم وضوح الرؤية.
- تخثر و نخر مع حدوث آفة جلدية.
- ألم في الصدر و انصباب جنبي يؤدي إلى تفاقم أعراض اعتلال الجهاز التنفسي.
ما هو علاج مرض الفطر الأسود؟
يتم علاج هذا المرض بمضادات الفطريات ولكن قد يؤدي فطر الغشاء المخاطي إلى الجراحة في النهاية حيث أوصى الأطباء بأنه من الأهمية بمكان السيطرة على مرض السكري وتقليل استخدام الستيرويد ووقف الأدوية المعدلة للمناعة للحفاظ على الترطيب الجهازي الكافي و يشمل العلاج ضخ محلول ملحي عادي (IV) قبل تسريب الأمفوتريسين B مع تطبيق العلاج المضاد للفطريات لمدة 4-6 أسابيع على الأقل.
شدد الأطباء على ضرورة السيطرة على ارتفاع السكر في الدم ومراقبة مستوى السكر في الدم بعد الخروج من المستشفى بعد علاج الكورونا واستخدام الأدوية باعتدال عند مرضى داء السكري أما بالنسبة لعلاج الأشخاص المصابين بالكورونا يتعين اتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل أطباء الأسنان والعصبية والداخلية والجراحين والتنسيق فيما بينهم للسيطرة على هذا المرض.
الحياة بعد الجراحة إثر الإصابة بالفطر الأسود
يمكن أن يؤدي فطر الغشاء المخاطي إلى فقدان الفك العلوي وأحياناً العين الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة في المضغ والبلع وفقدان الثقة بالنفس وآثار نفسية سلبية بسبب فقدان جمالية الوجه بعد الجراحة.
كيف يمكن منع انتشار العدوى؟
على الرغم من اعتبار مرض الفطر الأسود مرض نادر إلا أنه ظهر بشكل كبير في الآونة الأخيرة والجدير بالذكر أن هناك فئة معينة معرّضة أكثر من غيرها للإصابة بهذا المرض ومنهم مرضى داء السكري غير المنضبط والأشخاص الذين يتمتعون بمناعة قليلة نسبياً بالنسبة لغيرهم.
ينصح الخبراء باستخدام الأقنعة الواقية في حال التواجد في أماكن بناء مليئة بالتراب وارتداء أحذية وسراويل طويلة وقمصاناً بأكمام طويلة وقفازات أثناء التعامل مع التربة أو الطحالب أو السماد الطبيعي بالإضافة إلى الحفاظ على النظافة الشخصية.