اتضح من خلال دور وأهمية الائتمان في الاقتصاد الوطني، بأنه الرافعة المالية لهذا الاقتصاد، والمانع للأزمات ولكن بالطبع مثل ما يحمل الائتمان العديد من المزايا للاقتصاد، فهو يحمل بعض السلبيات في مواقع أخرى.
مزايا الائتمان
يحقق الائتمان للاقتصاد الوطني المزايا التالية:
1- الاقتصاد في استعمال النقود القانونية: إن تطور العادات المصرفية وزيادة حجم الإيداعات في المصارف والحصول على القروض سوف يخفف من استعمال النقود الورقية والمعدنية التي يصدرها المصرف المركزي ويزداد استخدام النقود الخطية.
2- يساعد الائتمان المصرف المركزي على التحكم في السياسة النقدية، فكلما ازداد حجم الائتمان، يزداد بالمقابل حجم الادخار وتزداد الودائع المصرفية، وعندها تزداد قدرة المصرف المركزي على معالجة التضخم أو الركود من خلال التحكم بنسبة الاحتياطي التي تجبر المصارف على التقيد بها، ففي أوقات التضخم يرفع المصرف المركزي نسبة الاحتياطي فتنخفض قدرة المصارف على خلق الائتمان، وبالمقابل في حالات الركود يخفض نسبة الاحتياطي فيزيد قدرة المصارف التجارية على زيادة الائتمان.
3- يساعد الائتمان أصحاب المواهب والمخترعين والمبدعين على تحويل أفكارهم النظرية إلى مشاريع وتطبيقات عملية، فالمخترع أو المبدع صاحب الفكرة إذا لم تتوفر له مصادر تمويل سيضطر لبيع فكرته إلى الشركات الاحتكارية.
4- يخفف الائتمان من تكرار الأزمات الاقتصادية، فقد كانت الاقتصاديات في السابق تنتقل من دورة اقتصادية إلى أخرى من الرواج والركود، وفي حالات الركود تزيد الدولة حجم القروض وتدعم المصارف لزيادة خلق الائتمان الأمر الذي يخفف من الآثار السلبية للركود.
5- يساعد الائتمان المؤسسات والشركات الإنتاجية على زيادة الإنتاج ويساعد التجار على زيادة عمليات الشراء من المصانع ويساعد المستهلكين على زيادة حجم مشترياتهم من السلع والخدمات وبالمحصلة يؤدي الائتمان لزيادة الناتج المحلي الإجمالي وزيادة معدل النمو الاقتصادي الأمر الذي ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين ومستوى المعيشة.
سلبيات الائتمان
1- يؤدي الائتمان لحدوث التضخم، لأنه يسهم في خلق أدوات دفع جديدة، فكلما ازدادت أدوات الدفع كلما شجع ذلك على زيادة الإنتاج، لكنه بعد وصول الاقتصاد لحالة التشغيل الكامل، لا يمكن بعدها زيادة الإنتاج، فالاستمرار في زيادة حجم القروض سوف يزيد الطلب وبما أن العرض توقف عن الزيادة لذلك يحصل التضخم وترتفع الأسعار، ويفضل أكثر الاقتصاديين في حالات التضخم تخفيض حجم القروض عن طريق رفع سعر الفائدة.
2- إن المبالغة في الحصول على القروض تؤدي للإسراف، فإذا وجد رجال الأعمال سهولة في الحصول على القروض، فإنهم يتجهون للاستهلاك الترفي، مثل بناء القصور والفيلات الفاخرة وما يستتبعها من زيادة في الاستهلاك الترفي، وقد نشأت هذه الظاهرة في أكثر الدول وقام الأغنياء ببناء قرى فاخرة حول المدن الكبرى.
3- يدعم الائتمان إقامة المشروعات ذات الكفاءة المتدنية أو متدنية الأرباح وهذا الإجراء غير اقتصادي لأن دعم شركات غير ذات ربحية يؤثر على كفاءة استخدام رأس المال الوطني ويعتبر هدرا للطاقات الوطنية.
4- يؤدي الائتمان لسرعة الوصول إلى الاحتكار، فالشركات الصغيرة أو المتوسطة التي تحصل على الائتمان اللازم نجدها بعد فترة قد تضخمت وإذا توفرت لها الإدارة الجيدة تنقلها من شركة صغيرة أو متوسطة إلى شركة تسيطر على إنتاج أو توزيع بعض المنتجات فتسيطر على الإنتاج أو التوزيع وتحتكر السوق وتضع الأسعار التي تريدها.