MONA AHMAD
تعتبر مهارة التصنيف عند الطفل من أوائل المهارات التي يستطيع عقله الصغير استخدامها وبالاستناد إلى هذه المهارة يستطيع الطفل عندما يكبر ويتقدم بالعمر اكتساب المفاهيم الرياضية وتكون لديه القدرة الكافية على فهم هذه المفاهيم.
ويجب تنمية قدرات الأطفال على التصنيف وتدريبهم بشكل جيد لأنّ ذلك من شأنه أن يساعدهم في استيعاب فكرة العدد ويختلف التصنيف عند الطفل حسب المرحلة العمرية التي يكون فيها فالطفل في عمر السبع سنوات يمتلك قدرات أكبر على التصنيف من الطفل في عمر الثلاث سنوات.
التصنيف بين عمر الثلاث والخمس سنوات
يقوم الطفل في هذا العمر بتصنيف الأشياء البسيطة معتمداً على ملاءمة الأشياء مع بعضها من وجهة نظره حيث يطبق معايير متعددة سرعان ما تختلف عند الطفل ذاته.
فمثلاً حين يقوم الطفل باللعب مع رفيقه في لعبة تجميع صورة ما فهو يبدأ بتصنيف الأشياء تبعاً لتشابهها وتتميز طريقة التصنيف بعدم وجود معيار ثابت.
وغالباً ما يكون الطفل في هذه المرحلة العمرية عاجزاً عن تشكيل تصنيفات تندرج تحتها الأشياء لذا نراه يكدسها فوق بعضها البعض ثم يحاول تصنيفها مرة أخرى من جديد.
التصنيف بين عمر الخمس والسبع سنوات
تنمو عند الطفل القدرة على التصنيف وذلك تبعاً لمعايير موضوعية مثل الشكل أو الحجم أو اللون ونجد أن التصنيف عنده يتطور تلقائياً من خلال اللعب والنشاط الموجه.
وتزداد الخبرة عنده تدريجياً وذلك نتيجة التدريب الذي يقدّمه الأهل في المنزل أو المعلم في الروضة أو حتى من خلال لعبه واكتشافاته وبالتالي فإنّ التدريب يؤدي إلى أن يكون الطفل قادراً على وضع تصنيفات متدرجة وتطبيقات متعددة.
ففي البداية يطلب منه تصنيف الأشياء بناءً على معيار أو صفة واحدة كاللون مثلاً ومن ثم يطلب منه التصنيف باستخدام معيارين كاللون والشكل وهكذا.
تدريب الطفل على التصنيف
يتطلب التصنيف أن يكون الطفل قادراً على التمييز البصري ليميز الأشكال والأحجام والألوان.
يكون الطفل بحاجة إلى مقارنة الأشياء مع بعضها البعض كي يتعلم أنّ بعضها يتشابه وبعضها يختلف ولن يكون الطفل قادراً على الوصول إلى هذه المعلومات إلا من خلال التفاعل الحسي مع المحيط والنظر إلى الأشياء الموجودة ضمن البيئة الموجود فيها.
وكي نساعد الأطفال على تنمية مهارة التصنيف لديهم نحتاج إلى إعدادهم عن طريق ألعاب متنوعة يجري تدريبهم من خلالها على تعرف الأشياء وإطلاق الأسماء عليها بشكل صحيح ومن ثم الانتقال إلى تعرف الألوان وبعدها التعرف إلى الأحجام والتمييز الصحيح بينها.
وعندها يصبح الطفل قادراً على التصنيف بناء على صفتين في آن واحد فمثلاً يمكن استخدام مجموعة مكعبات ملونة وتشكيلها بطرق مختلفة والطلب إلى الطفل في البداية تصنيفها تبعاً لخاصة اللون وفي المرحلة الثانية نطلب منه تصنيفها تبعاً لخاصتي اللون والحجم أو اللون والشكل وهكذا.
ولتحقيق ذلك لابد لنا من التركيز على بعض الأمور المهمة وهي:
- يجب توجيه الطفل إلى استخدام حواس الطفل من رؤية وسمع وشم ولمس.
- يجب على المدرب أو الأهل استغلال الميل الفطري عند الطفل إلى تجميع الأشياء.
- انتقاء أشياء متماثلة وجميعها مع بعضها البعض ووضع صور الأشياء مع مثيلاتها.
- انتقاء صورتين تنتميان إلى فئة معينة حسب معيار زمني محدد.
التناظر الأحادي أو المقابلة
هو أحد أنواع التصنيف ويعني امتلاك الطفل القدرة على إنشاء صلة وصل أو ربط بين شيئين لأنهما تنتميان إلى الفئة نفسها بمعنى آخر المواءمة بينهما مثل صحن القهوة وفنجان القهوة أو الكأس والإبريق أو المكعب الأحمر مع المكعبات الحمراء.
وفي مرحلة متقدمة يجب أنّ يعرف أن الواحد هو شيء واحد فقط والاثنين هي شيئين وهكذا وبالتدريب يمتلك القدرة على ربط الرقم بالعدد الصحيح.
ويجري تنمية هذه القدرة عند الطفل في المرحلة الحسية الحركية عند الطفل بمعنى آخر تدريبه أثناء اللعب ويعتبر مفهوم التناظر الأحادي ضرورياً حتى يتعلم الطفل الرياضيات والحساب.
