يختلف مفهوم الذكاء من شخص إلى آخر لكن مهما اختلفت الإجابات سنصل بالنهاية إلى معنى واحد وهو التفوق والتميز في موضوع ما.
يختلف مفهوم الذكاء في علم النفس عن مدلول الكلمة في الحياة اليومية حيث اعتقد علماء النفس ومنهم الرائد جولتون والعالم المعروف بينيه أنّ الذكاء هو قدرة فطرية وصنعوا عدداً من الاختبارات التي تقيس معدلات الذكاء واعتبروا أنّ أثر البيئة على الذكاء ضعيف بل معدوم.
تقدمت الأبحاث في هذا المجال وأكدت الدراسات الحديثة لبعض المعاهد الخاصة بالدراسات الإنسانية أنّ للبيئة أثر هام في تنمية القدرات العقلية وإمكانية زيادتها بالتدريبات العقلية المختلفة والتي تجعل الإنسان أكثر ذكاء.
المعنى اللغوي للذكاء
يشير الذكاء في اللغة إلى القدرة على سرعة الفهم ويقصد بالفهم العلم بمعاني الكلام ثم استعمال الذكاء في فهم الإشارات بمعنى آخر الفطنة وتمتع الشخص بعامل السرعة في الفهم وقوة الحدس من الذهن في وقت قصير يمكنه من فهم معنى القول عند سماعه.
مفهوم الذكاء من الناحية العضوية
يعد الذكاء من هذا المضمار أداة بيولوجية تعمل على جمع نتاجات عدة مؤثرات متشابكة وتوحيد أثرها في السلوك بمعنى آخر أن كل كائن حي يستطيع أداء أنماط معينة من السلوك حسب تكوينه الجسمي ويعتبر الكائن ذكياً إذا استطاع توظيف هذه الإمكانيات في المواقف الموجبة لاستخدامها وتعتبر هذه القدرة موروثة بين الكائنات الحية.
مفهوم الذكاء من الناحية الاجتماعية
تشير بعض الدراسات إلى ارتباط الذكاء بالنظم الاجتماعية التي تتشكل نتيجة التفاعل الاجتماعي أو التنظيم الاجتماعي في البيئات المختلفة التي نقصد بها الثقافة العامة مثل اللغة واستعمال المعاني الكلية بنجاح والأعداد التي تؤثر في سلوك الفرد وفي حل المشاكل التي تواجهه.
مفهوم الذكاء من الناحية السلوكية والنفسية
يقصد به أن معدل الذكاء يتحدد بنمط السلوك الذي يحدده نوع معين من الاختبارات والذي يتحدد بنوع السلوك المعتاد في الحياة العامة.
مفهوم الذكاء من الناحية العلمية
الذكاء مفهوم مجرد فهو لا يشير إلى شيء مادي أو ملموس يمتلكه الشخص الذكي إنما هو مفهوم نصف في السلوك والتصرفات التي تصدر عنه.
دعا العلماء في السنوات الأخيرة إلى الأخذ بعين الاعتبار حاصل الإبداع والحاصل الانفعالي اللذين باتت أهميتهما تعادل بل تتجاوز أهمية حاصل الذكاء فتمتع الشخص بالذكاء لا يعتبر الطريق الوحيد للنجاح فامتلاك الشخص لبعض الصفات الشخصية مثل الطموح والمزاج الجيد يدعم الشخص الذكي وتجعله يصل إلى قمة النجاح في حال امتلاكه مواصفات الذكاء مثل التفوق الفني أو الإبداعي أو العلمي.
الجدير بالذكر أنّ تمتع الشخص بمعدل ذكاء مرتفع لا يعني بالضرورة امتلاكه ذاكرة جيدة لان الذاكرة الجيدة نوع آخر من الذكاء طبعاً إنّ امتلاك الشخص لحاصل ذكاء مرتفع وذاكرة جيدة والتزام ذاتي سيجعله يحقق أفضل درجات النجاح.
أنواع الذكاء
للذكاء عدة أنواع أهمها:
الذكاء العملي
يتوفر الذكاء العملي في العلوم والمهارات الحركية والميكانيكية ويختص بعلاج الأشياء المحسوسة للفرد.
الذكاء المجرد
يبدو هذا النوع من الذكاء في دراسة العلوم الرياضية والفلسفية وما يشابهها ويتكون من القدرات التي تعالج الرموز المجردة كالأعداد والألفاظ.
الذكاء الاجتماعي
يتجلى الذكاء الاجتماعي في القدرات التي تدخل في عملية تكامل الأفراد فيما بينهم اجتماعياً.
إنّ تقسيم الذكاء كما ورد سابقاً لا يعني أنّ هذه الأقسام منفصلة بالأصل وليست مستقلة بل إنّ معاملات الارتباط بينها موجبة فالذكاء مفهوم علمي لا وجود مادي له ويصف نمط من أنماط العلاقة بين الإنسان وبيئته المادية أو الاجتماعية ويفسّر لنا أنواع السلوك الصادرة عن الأفراد في مواقف معينة تتطلب الأداء العقلي.