يتألف المنهاج التربوي الحديث من خمسة مكونات تشكل فيما بينها نظاماً متكاملاً وتعتبر حلقاتاً مترابطة مع بعضها البعض.
تتآلف هذه المكونات مع بعضها البعض وتتفاعل وتتبادل التأثير فيما بينها عبر عمليات محددة وذلك بغية الوصول إلى أهداف محددة لذلك كان لا بد من فهم هذه العناصر والتعرف إليها في سبيل بناء مناهج متطورة.
عناصر المنهاج التربوي الحديث
1- الأهداف
وهي المكون الرئيسي للمنهاج التربوي تعتمد عليها كل المكونات الباقية توضع الأهداف في بداية تأليف المنهاج وتكون مستمدة من طبيعة المتعلم وعملية التعلم ومستنبطة من فلسفة المجتمع وحاجاته ويقوم بوضعها المتخصصون في المادة الدراسية وفلسفة التربية أي أنّ الأهداف أو الغايات هي النتائج النهائية التي يجب أن يصل إليها المتعلم.
2- المحتوى
وهو ما تتضمنه المادة الدراسية يوضع المحتوى بشكل وحدات كل وحدة تكون عبارة عن عدد من الدروس تتضمن هذه الدروس الخبرات الواجب على الطلبة معرفتها وتعلمها يصمم المحتوى وفقاً لعامل الزمن تقوم لجان علمية وتربوية مختصة في كل مادة بوضع المحتوى في ضوء الأهداف التربوية المطلوبة وفق الخطوات الآتية:
- اختيار المواضيع الرئيسية في المقرر الدراسي.
- تحديد الأفكار الرئيسية المطلوب إدراجها في المواضيع كالمبادئ والقوانين والمفاهيم والحقائق.
- صياغة المضمون المعبر عن الأفكار الرئيسية.
- ترتيب محتوى المقرر وتنظيم أفكاره وفق نظام محدد.
3- الطرائق والتقنيات والأنشطة
الطرائق
هي الأسلوب الذي يتبعه المدرس ويتخذه كوسيلة اتصال بينه وبين طلابه في العملية التعليمية-التعلمية وتكون هذه الطرائق متنوعة يختار منها المدرس ما يناسبه في ضوء طبيعة المقرر الدراسي ومحتواه وتتالي موضوعاته والأسلوب المعالجة به.
ويستفيد المدرس في اختيار طريقة التدريس من المصادر والمراجع والمواقف التعليمية والأنشطة المصاحبة للمنهاج كما يجب على المدرسين الأخذ بعين الاعتبار مستوى المتعلمين ومراحل نموهم.
التقنيات التعليمية
وهي الوسائل المختلفة المستخدمة في عملية التعليم من سمعية وبصرية تسهم هذه التقنيات في تحسين جودة التعليم وتسهيل طرق فهم المعلومات واكتساب المهارات فهي تقدم الخبرات الحسية غير المباشرة.
وتتراوح هذه التقنيات بين القديمة والحديثة التي تتمثل بالحاسوب وفي الاتجاهات التربوية الحديثة تعد تقنيات التعليم جزء لا يتجزأ من المنهاج الدراسي والعملية التعليمية-التعلمية.
الأنشطة
وهي الجزء المهم لإثراء العملية التعليمية تقوم الأنشطة التعليمية بإكساب الطالب المعلومات والمهارات فعن طريقها يمرّ المتعلم بأكبر قدر من الخبرات التعليمية.
وتتكون العادات والاتجاهات الإيجابية عند المتعلم وتُشبَع ميوله ما يؤدي إلى تحقق معظم أهداف المنهاج الدراسي ويجب على المدرسة ومصادرها التدريسية إتاحة الفرص ليتمكن طلابها من ممارسة مختلف أنواع الأنشطة داخل حرم المدرسة أو خارجها.
كما يجب أن تكون هذه الأنشطة مستوحاة من المنهاج ومتوافقة مع موضوعاته ومكملة لها وينبغي أن يقوم المعلم بتوزيع الأنشطة بما يتناسب مع ميول الطالب.
4- التقويم
الهدف من التقويم هو تقييم مدى الفشل أو النجاح في الوصول إلى الأهداف المرجوة من المنهاج والتعرف على نقاط الضعف ومكامن القوة فيه وذلك بغية تحسينه وتطويره.
ويجب على التقويم أن يكون كاملاً وشاملاً وأن يتصف بالاستمرارية والتكامل والتعاون والاقتصاد في الوقت والجهد والمال.
وللتقويم وسائل متعددة نذكر منها الاستبيانات والاختبارات بأشكالها والملاحظة ودراسة الحالة والتقارير الذاتية ويجري تقويم المنهاج بشكل معياري نسبي أو من خلال تقويم المتعلم.
5- زمن التعلم
وهو مقدار الوقت الذي يحتاجه المتعلم لتعلم فكرة ما أو اكتساب مهارة أو خبرة محددة ويجري تحديد الزمن بالاستناد إلى مستوى صعوبة المادة الدراسية ومدى تآلف الطلاب معها أي مستوى خبرتهم في هذه المادة.