تنتشر الأراضي المتأثرة بالملوحة في المناطق الجافة والشبه جافة من العالم، بما أن 25% من سطح القشرة الأرضية مناطق جافة، فإن تراكم الأملاح في التربة أمر شائع.
ففي المناطق الرطبة تتعرض الأملاح القابلة للذوبان والموجودة أصلاً في التربة أو المشملة فيها، للرشح بمياه الأمطار، والفقد بمياه الأنهار إلى المحيطات والبحار. لذا فإن الأراضي المالحة غير موجودة في المناطق الرطبة، عدا ما يتأثر منها بمياه البحر أو تلك الموجودة في منخفضات متأثرة بمياه الصرف، أو بالمياه الجوفية المالحة الجارية من المناطق المجاورة.
أما في المناطق الجافة فرشح ونقل الأملاح القابلة للذوبان من القطاع الأرضي للتربة غير كامل، وقد يكون شبه معدوم، فلا تنقل الأملاح من القطاع الأرضي، ولا يعود ذلك فقط إلى قلة الأمطار في المناطق الجافة فحسب بل لزيادة التبخر المائي الذي تتصف به هذه المناطق والذي يعمل على تركيز الأملاح ونقلها وتراكمها في الطبقات السطحية، ولا سيما أثناء فترة الجفاف.
تشكل الملوحة
يقصد بالملوحة الحالة الناتجة عن تراكم الأملاح القابلة للذوبان في التربة. وتتشكل الملوحة في الأراضي تحت تأثير ظروف مختلفة. فقي المناطق الجافة يؤدي المناخ من أمطار وحرارة دوراً كبيراً في تشكل الملوحة.، فالأمطار القليلة في المناطق الجافة والنصف جافة لا تغسل القطاع الأرضي، فتتراكم التربة وتعمل النباتات المزروعة على تركيز هذه الأملاح بامتصاصها للماء من المحلول الأرضي.
يعمل ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الجافة وخصوصاً في الفصول الجافة على تبخر الماء من سطح التربة وتراكم الأملاح.
يعد الصرف المحدود للتربة عاملاً هاماً في نشوء الملوحة في التربة، وينشأ ذلك عن انخفاض نفاذية التربة، ومنع حركة الماء إلى الأسفل نتيجة أسباب مختلفة.
ويعدّ ارتفاع الماء الأرضي مهماً في تكون الملوحة ويرتبط بصرف التربة وبطبوغرافية المنطقة. فقد يكون صرف المياه السطحية في المناطق الجافة سيئاً لقلة نفاذية التربة، وتتراكم بذلك مياه الصرف في المنطقة، ولا تنصرف إلى الأنهار.
وأيضاً استعمال مياه ري غير جيدة أو عالية الاحتواء على الأملاح في بعض المناطق من شأنه أن يعمل على تراكم الأملاح في التربة تدريجياً وخاصة عند ري غير غزير.
تشكل القلوية
عندما يزداد تركيز الأملاح في المحلول الأرضي نتيجة تبخر الماء من سطح التربة، أو امتصاص النبات له، ازداد تركيز أملاح الكالسيوم والمغنيزيوم من كبريتات وكربونات، فإذا وصل هذا التركيز وزاد عن حد ذوبان هذه الأملاح، ترسب الكالسيوم والمغنزيوم، وزادت نسبة شوارد الصوديوم إلى الشوارد الموجبة الأخرى في المحلول الأرضي في الوقت نفسه.
ويؤدي ذلك إلى تشكل القلوية بزيادة الكميات المدمصة من الصوديوم على سطح الغرويات، ووصول هذه الكميات إلى حد تشغل شوارد الصوديوم في بعض الحالات أماكن كل شوارد الكالسيوم والمغنيزيوم المدمصين على سطوح الغرويات تقريباً.
أسس تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة
يتطلب تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة أسساً يعتمد عليها لتعيين الملوحة، ومعرفة مدى تراكم الصوديوم المتبادل المؤدي إلى تكوين أراضي قلوية فيما إذا غسلت الأملاح من التربة، وهذه الأسس هي:
1. الناقلية الكهربائية:
يتطلب اختيار طريقة مناسبة لتعيين الملوحة في التربة سهولة الطريقة، وقصر الزمن الذي تستغرقه، ودقة القياس وبما أن المقاومة الكهربائية تفي بمثل هذا الغرض من حيث سرعة الإجراء ودقة القياس وفضلاً عن استعمالها منذ زمن غير قصير لتعيين الملوحة، فإن الاتجاه انصب على ما يدعى التوصيل الكهربائي أو الناقلية الكهربائية.
2. النسبة المئوية للصوديوم المتبادل:
تمثل هذه النسبة درجة تشبع مركب الادمصاص في التربة بالصوديوم، ولا يدخل ضمن هذه النسبة المئوية شوارد الصوديوم الذائبة في المحلول الأرضي، وإنما تتوقف على التركيز الكلي للشوارد الموجبة الذائبة، وعلى نسبة شوارد الصوديوم إلى الشوارد الموجبة الذائبة الأخرى.