إنّ تواجد مجموعة من الأفراد في غرفة واحدة أو اشتراكهم في إتمام مشروع معين لا يعني بالضرورة أنهم ينتمون إلى مجموعة واحدة لكن الذي يجعلهم ينتمون لمجموعة واحدة هو وجود حد أدنى من التنسيق والتعاون فيما بينهم والاتفاق على مجموعة من الآليات التي تسيّر العمل وإذا توافرت هذه العناصر في مجموعة من الأفراد تفصل بينهم مئات الأميال فهم يشكلون جماعة بحيث يكون عمل كل فرد منهم داعماً مكملاً لعمل الآخر بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الأداء ورفع الإنتاجية وهذا هو الهدف الرئيسي من العمل الجماعي.
أهمية العمل الجماعي
إنّ العمل الجماعي يوفّر فرصة جيدة للاستفادة من كافة المهارات والخبرات التي يتمتع بها الأفراد العاملون في المنظمة ليس بشكل فردي ولكن بصورة جماعية تسهم في التنسيق بين هذه المهارات والقدرات بما يعزّز قدرة المنظمة على مواجهة التحديات التي يمكن أن تواجهها أثناء العمل بفضل تمكين مهارات وخبرات العاملين من أن تبرز وتتكامل مع بعضها البعض حيث يمثّل العمل الجماعي فرصة لاستغلال الموارد البشرية المتاحة لدى المنظمة بشكل أمثل.
فضلاً عن ذلك فإنّه يمكن النظر إلى كل جماعة باعتبارها وحدة مستقلة ذاتياً، وكلما كانت مهارات أفراد الجماعة رفيعة زادت قدرة الجماعة على التحكم الذاتي في أعمالها وكان من السهل تفويض المسؤولية إلى مثل هذه الجماعات وهو الأمر الذي يحقق مرونة أعلى في أداء الأعمال وسرعة في الاستجابة للتغيرات والمواقف الفجائية التي يمكن أن تحدث أثناء العمل.
ولا يقتصر دور العمل الجماعي عند هذا الحد بل إن تطوير هذا العمل الجماعي في أي منظمة لابدّ أن يؤدي على المدى البعيد إلى تطوير قدرة الفرد على تحقيق أهداف المنظمة، والتصرف على نحو إيجابي وبما يتفق مع أهداف المنظمة في المواقف ذات الطابع المفاجئ بما يجعل الفرد نفسه متلقياً جيداً لتفويض المسؤولية.
مراحل تطوير العمل الجماعي
تمرّ عملية تطوير العمل الجماعي بأربع مراحل أساسية هي:
المرحلة الأولى:
مرحلة تشكيل الاجتماعات حيث يكون كل فرد حريصاً على التعرف على الآخرين وتعريفهم بنفسه على نحو إيجابي ولذا فتكون الأصوات هادئة والاختلافات محدودة.
المرحلة الثانية:
مرحلة التعبير الفردي يبدأ كل فرد في التعبير عن رأيه بصوت مرتفع حيث تتضح خلالها ملامح الشخصية وآراء كل فرد داخل الجماعة وتعلو الأصوات خلال الاجتماعات لا أحد ينصت للآخر ويكون الاتصال مفقود بين أعضاء الجماعة.
المرحلة الثالثة:
وهي مرحلة التوافق حيث تبرز روح التعاون بين أعضاء الجماعة الذين يكتشفون في هذه المرحلة مزايا العمل الجماعي فيبدؤون في نبذ الخلافات فيما بينهم ويعبّر كل منهم عن رأيه بكل حرية ذلك الرأي الذي تتم مناقشته في إطار الجماعة ويصبح الإنصات إلى آراء الآخرين السمة الغالبة على أفراد الجماعة.
المرحلة الرابعة:
وهي المرحلة التي يخلص فيها أفراد الجماعة إلى الاتفاق على أطر محددة لتسيير العمل داخل منظومتهم وعلى الآليات التي سيتم بها تبادل الرأي بين أفراد الجماعة.
متطلبات العمل الجماعي
لضمان حسن سير العمل داخل الجماعة يتطلب الأمر توافر مجموعتين أساسيتين متلازمتين هما:
المجموعة الأولى تتضمن المهارات الإدارية اللازمة لتسيير عمل الجماعة.
المجموعة الثانية تشمل المهارات المتصلة بإدارة العلاقات بين الأفراد داخل الجماعة.
تطوير العمل الجماعي
وتعتمد عملية تطوير العمل الجماعي بشكل كبير على النقاط التالية:
- التركيز.
- الوضوح.
- المشاركة الجماعية في العمل واتخاذ القرار.
- توثيق القرارات.
- التقييم الإيجابي.
- التعامل مع الفشل.
- المعالم الرئيسية.
- تفادي الحلول الفردية.
- التواصل الجيد.