إحدى النظريات السلوكية التحليلية في التنظيم التي تهتم بالتحليل السلوكي وتدرس سلوك البشر داخل المنظمة وهي تنظر إلى الإنسان كما تنظر إلى المنظمة وقد انتقدت هذه النظرية المغالاة في الأسلوب الإنساني وتحاول التوفيق بين الاتجاهين الكلاسيكي والإنساني.
التنظيم السليم
التنظيم السليم كما عرفته هذه النظرية هو التنظيم الذي يكون واقعياً تجاه نفسه وتجاه الموقف والبيئة التي يتواجد فيها وإنّ التنظيم الرسمي هو أساس نظريته ولكن بشرط تعديله بطريقة تخفف من آثاره على الفرد.
وإنّ أي تنظيم يتكون من ثلاثة عناصر هي الفرد والتنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي حيث تعتبر أنّ الفرد جزء من التنظيم غير الرسمي فالشخصية الإنسانية تعتبر نظاماً مفتوحاً يؤثر أحد أجزائها في الأجزاء الأخرى ففي حالة انعدام التوازن الداخلي تميل إلى إحداث تعديل لاستعادة التوازن.
وهي تتأقلم مع البيئة الخارجية وتسعى لأن تكون متلائمة معها حيث تتركب من أجزاء مختلفة تعمل على حماية الشخصية الكلية والتي بدورها تحمي الأجزاء التي ترتبط مع بعضها حيث أنّ كلاً منها يستخدم الآخر لضمان البقاء.
وبالتالي تحقق توازن داخلي عندما تكون أجزاء الشخصية في حالة اتزان وتحقق توازن خارجي عندما تكون الشخصية الإنسانية ككل في تجانس مع البيئة المحيطة.
فالشخصية تعكس طاقات الإنسان ومصدر هذه الطاقات هو الحاجات الإنسانية التي يسعى الفرد إلى إشباعها والقدرات الإنسانية هي الوسائل التي بواسطتها يشبع الإنسان حاجاته التي لا تختلف باختلاف الأفراد.
ولكن طريقة تنظيمها تختلف من إنسان لآخر هذا هو مفهوم الذات حيث أنّ الفرد قادر على الدفاع عن ذاته بكافة الوسائل سواء بالعدوانية أو التبرير أو التمثل بالآخرين ومن وحي حاجاته وإدراكه للعالم المحيط به فإنه يسعى للاحتفاظ بتوازن شخصيته واستقرارها
التنظيم الرسمي
التنظيم الرسمي يعتمد على مبادئ أساسية وهي التخصص وتقسيم العمل وتسلسل السلطة ووحدة الأمر والتوجيه ويعتمد على القيادة المتسلطة وعلى نظم رقابية صارمة وهي ضرورية لتحقيق أهداف التنظيم ولكن تحتاج إلى تعديل.
لأنّ هذا الشكل الرسمي يخلق تناقضات بين متطلبات الشخصية الإنسانية التي تسعى لتحقيق ذاتها وبين خصائص التنظيم وعلى هذه الصورة فإنّ التنظيمات الرسمية تعمد إلى الحد من قدرة الفرد على التقدم ولا يأخذ فرصته في استخدام قدراته العقلية بحرية.
وترك الأعمال التي تحتاج إلى تفكير إلى الأفراد ممن يشغلون مناصب رئاسية وبالتالي يقضي معظم الأفراد وقتهم في العمل في ضبط مشاعرهم ليتمكنوا من مسايرة النظام الموضوع وهذا يسبب لهم الضيق ولا يشجعهم على النمو.
أي أنّ هذه المعاملة لها تأثير سلبي على نفسية الفرد وبالتالي على مستوى أدائه وتقدمه في العمل لأنّ الذات البشرية لها حدود للتحمل وتجاوزها يعني القضاء على روح الابتكار والرغبة في النمو وإنّ الإنسان في التنظيم يميل إلى التكيف مع الوضع الرسمي للتنظيم.
من خلال ترك العمل نهائياً أو صعود السلم الوظيفي واستلام منصب إداري يخلصه من ضغط المعاملة أو قد يكون باتباع أساليب دفاعية كالعدوانية والتمثل بالآخرين واستهتاره بالعمل وعدم الاهتمام به أو باللجوء إلى التنظيمات غير الرسمية للتصدي لهذه الضغوط كالإضراب.
حيث أنّ محور هذه النظرية يدور حول ضرورة تعديل المفهوم الرسمي للتنظيم بما يتناسب مع طبيعة الشخصية الإنسانية النامية وهذا كان شرط هذه النظرية في قبول مبادئ التنظيم الرسمي لأنّ التطبيق الحرفي لها سينتج عنه تناقص بين أهداف الفرد وأهداف التنظيم فالفرد يسعى لتحقيق أهدافه من خلال التنظيم الذي يعمل فيه فإذا لم يوفرها يحدث التناقض وبالتالي الجمود التنظيمي.