وضع العالم الأمريكي دوغلاس مكروجر (Dauglas Megregor) نظريتين متناقضتين عن طبيعة النفس البشرية والعوامل المحددة للسلوك الإنساني، وأطلق على الأولى اسم نظرية (X) ، وعلى الثانية نظرية (Y) .
نظرية (X) في الإدارة
تقوم نظرية (X) على مجموعة من الافتراضات عن حقيقة النفس البشرية ، ومحددات السلوك الإنساني من أبرزها ما يلي :
1- إن الإنسان بطبعه كسول لا يحب العمل ويسعى دائماً للتهرب منه .
2- إن الإنسان بطبعه خامل لا يريد تحمل المسؤولية في العمل ويسعى للتهرب منها .
3-يفضل الإنسان دائما أن يجد شخصا يقوده ويوضح له ماذا يجب أن يفعل.
4- إن العقاب أو التهديد به من الوسائل الأساسية لدفع الإنسان إلى العمل ، أي إن الإنسان يعمل خوفا من العقاب وليس حبا في العمل .
5- إن الرقابة الفعالة هي الوسيلة الوحيدة لإلزام الإنسان بشروط العمل.
6- إن الأجر والمزايا المادية هي من أهم حوافز العمل ، أي أن الفرد على استعداد للتضحية بأي شيء في سبيل الحصول على مزيد من الأجر والحوافز المادية الأخرى .
لقد سادت هذه النظرية في بداية نشأة الصناعة الحديثة في الدول الغربية ، ولا تزال أفكارها تحتل مكانا بارزا في فلسفة الإدارة في الكثير من الدول النامية ، والتنمية الطبيعية لأفكار هذه النظرية هي أن تقوم الإدارة العليا (المدير) بتركيز كافة السلطات في يديها، وتنظر إلى العمال على أنهم أداة من أدوات الإنتاج ليس عليهم إلا أن يطيعوا وينفذوا ما يصدر إليهم من أوامر .
إلا أن الوقائع اليومية والتجارب العملية أثبتت عدم صحة افتراضات هذه النظرية ، وعجزها عن حمل الإنسان على العمل الجيد وبأقصى قدر ممكن من الطاقة المتاحة لديه ، لأنها تتنافى مع طبيعة الإنسان ، فقد تبين للباحثين في ميدان العمل وعلاقاته أن الإنسان ليس كسولا بطبعه، فهناك الكثير من الأفراد الذين يعملون طواعية ساعات عمل أكثر من ساعات العمل المقررة ، كما اتضح أن الأجر ليس هو الدافع الوحيد للعمل لأن هناك الكثير من العمال الذين يرفضون العمل لفترات إضافية وهم يرفضون بذلك فرصة الحصول على معدلات أجر أعلى .
وتبين أيضا أن هناك الكثير من الأوامر التي تصدرها الإدارة لا تطاع أو تنفذ ، بل يتجاهلها العاملون وقد يتصرفون أحيانا في الاتجاه المعاكس لما تنادي به تلك الأوامر . وهذه الوقائع والأمور إن دلت على شيء فهي تدل على مدى إخفاق التفسير الذي تقدمه نظرية (X) للسلوك الإنساني .
نظرية (Y) في الإدارة
نظرا لإخفاق نظرية (X) في التطبيق العملي فقد قام دوغلاس مكروجر بوضع نظرية أخرى معاكسة في افتراضاتها لنظرية (X) ، وأطلق عليها اسم نظرية (Y)، وهي ترتكز على الافتراضات الآتية :
1- إن كل إنسان طبيعي يحب العمل ويفضله على الفراغ .
2- إن الإنسان يسعى بطبعه إلى حب المخاطرة وتحمل المسؤولية .
3- إن الإنسان بطبعه يحب الحرية ويكره التسلط والقيود ، لذلك فهو يفضل أن يكون قائدا وليس تابعا .
4- الوعد بالمكافأة دافع أساسي للعمل ، أي أن الإنسان يعمل ليس خوفا من العقاب ، ولكن آملا في الحصول على مكافأة.
5- لا يوجد ضرورة للرقابة الدقيقة على الإنسان ، بل يكفي أن تقوم الإدارة بتحديد الأهداف المطلوبة، ويترك للفرد حرية اختيار سبل الوصول إليها، وهو جدير باختيار أفضل السبل والوسائل المؤدية لذلك.
6- يعمل الفرد ليس من أجل الحصول على أجر فقط، بل من أجل إشباع حاجات ورغبات نفسية ومعنوية أخرى كالحصول على مركز اجتماعي مرموق …الخ .
إن تفسير السلوك الإنساني بالاستناد إلى هذه المجموعة الجديدة من الافتراضات أسهم في توجيه أساليب الإدارة في العصر الحديث نحو ما يسمى بالعلاقات الإنسانية.
وبناء عليه أصبح أسلوب القيادة الديموقراطية هو الأساس لضمان نجاح الإدارة في توجيه المرؤوسين وقيادتهم وإثارة دافعيتهم للعمل من خلال مشاركتهم في عمليات الإدارة واتخاذ القرارات التي ستوجه إليهم، ونبذت الأساليب الدكتاتورية والمركزية في القيادة والإدارة؛ لأنها أثبتت فشلها و عجزها عن تحقيق الأهداف المنشودة في عصرنا.