تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون هناك مكون وراثي للانتحار. ومع ذلك، فإن الباحثين غير متأكدين من مدى تأثير الجينات على السلوك الانتحاري.
تبحث هذه المقالة في أحدث التطورات العلمية حول كيفية تأثير الجينات على السلوك الانتحاري.
إحصائيات الانتحار
الانتحار هو حالة عالمية سائدة. كل عام =، ينتحر ما يقرب من 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وتقدر بعض الدراسات أن 1.4٪ من جميع الوفيات ناتجة عن الانتحار. حتى مع عقود من البحث، قد لا يفهم العلماء أبداً السلوك الانتحاري وأسبابه.
إذا كنت تمر بأفكار انتحارية، فقد يكون من المفيد معرفة أنك لست وحدك. ليس من غير المألوف تجربة الأفكار الانتحارية عند العيش في مواقف شديدة التوتر أو مع حالات عقلية مثل الاكتئاب.
في عام 2017، كان الانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 34 عاماً والسبب الرئيسي الثالث للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 44 عاماً.
خطر الانتحار: هل هناك مكون وراثي؟
في حين أنه ليس من المؤكد تماماً أن الجينات تلعب دوراً في الانتحار، إلا أن بعض الأدلة العلمية تدعم احتمال وجود صلة.
قد تزيد الجينات من مخاطر الانتحار
تم ربط حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطراب القلق واضطراب تعاطي الكحول واضطراب ما بعد الصدمة (من بين العديد من الاضطرابات الأخرى) بزيادة خطر الانتحار.
يمكن أن يؤدي وجود تاريخ عائلي لمثل هذه الحالات إلى زيادة خطر الإصابة بالسلوك الانتحاري
من الضروري أن تتذكر أن وجود تاريخ عائلي لهذه الحالات لا يعني تلقائيا أنك ستظهر علامات السلوك الانتحاري، بل هذا يعني فقط أنك في خطر أعلى من الشخص العادي.
إذا مات أحد أحبائك بالانتحار، فقد تزداد مخاطرك
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الانتحار، فإن العيش في ظل ألم فقدان شخص ما بسبب الانتحار يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ويزيد من خطر الانتحار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطبقة الوصمة والعار المرتبطة بالانتحار أن تؤدي إلى مزيد من الألم العاطفي.
قد يعاني أطفال الآباء المصابين باضطراب ثنائي القطب من الأفكار الانتحارية
فحصت دراسة أجريت عام 2011 مخاطر الانتحار لدى أطفال الوالدين المصابين باضطراب ثنائي القطب (أظهر الوالدان سلوكاً أو أفكاراً انتحارية)، ووجد الباحثون أن هؤلاء الأطفال لديهم على الأقل زيادة بنسبة 33٪ في التفكير الانتحاري إذا تعرض هؤلاء الأطفال أيضا إلى نوع من المشقة أو الصدمة.
التوائم والانتحار
كما تم إجراء العديد من الدراسات التوائم لتأكيد الصلة بين الانتحار وعلم الوراثة. في دراسة أجريت عام 2006 حول معدلات الأفكار والسلوكيات الانتحارية بين المراهقين الذين هم توأمان في الولايات المتحدة، وجد الباحثون ارتفاع معدل حدوث الانتحار بين التوائم المتطابقة مقارنة بالتوائم غير المتطابقة.
عوامل الخطر الأخرى
فيما يلي بعض العوامل الإضافية التي تزيد من خطر الانتحارك
العوامل البيئية يمكن أن تسهم في الانتحار
يمكن أن تؤدي العوامل البيئية إلى زيادة خطر الانتحار. قد تشمل العوامل البيئية ما يلي:
- الضائقة المالية
- قضايا العلاقات
- الوصول إلى مواد أو أسلحة مميتة
- عدم الحصول على الرعاية الصحية النفسية
يرجى ملاحظة أن هذه ليست العوامل البيئية الوحيدة التي تزيد من خطر الانتحار.
الأدوية قد تؤثر على مخاطر الانتحار
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب في الصحة العقلية، يمكن أن تساعد الأدوية في كثير من الأحيان في تخفيف الأعراض. ومع ذلك، قبل أن يتم وصف الدواء، سيفحص طبيبك بعناية إيجابيات وسلبيات تناول الدواء.
في حين أن مضادات الاكتئاب قد تزيد من خطر الانتحار لدى الأطفال والمراهقين، فإن عدم علاج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب قد يزيد أيضا من هذا الخطر إلى حد أكبر. قد تزيد الأدوية المنومة أيضا من خطر الانتحار.
بالإضافة إلى بعض الأدوية مثل الليثيوم والكلوزابين والكيتامين، على الرغم من أنه من الممكن أن تؤدي مضادات الاكتئاب إلى زيادة خطر الانتحار، فقد ثبت أن مضادات الاكتئاب تقلل من خطر الانتحار على مستوى السكان.
من المهم أن تتذكر أن كل شخص يتفاعل مع الدواء بشكل مختلف. لذلك قد يكون أحد الأدوية مفيداً لك وغير مفيد لشخص آخر. بعد وصف الدواء، من المهم جدًا الإبلاغ عن أي آثار جانبية أو أفكار انتحارية أثناء تناول الدواء. قد تضطر إلى التحول إلى دواء آخر أو تناول جرعة مختلفة.
استخدام المواد المخدرة
في دراسة صغيرة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب والذين يعانون أيضاً من اضطراب تعاطي المخدرات معرضون لخطر محاولة الانتحار بنسبة 39.5٪ مقارنةً بالأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب الذين لا يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات (هذه المجموعة لديها معدل 23.8٪. محاولة الانتحار).
هل يمكن أن تزيد جينات معينة من خطر الانتحار؟
في دراسة كبيرة أجريت عام 2020 شملت دراسة عينات الحمض النووي لأكثر من 14000 شخص، حدد الباحثون حوالي 22 جينا يمكن أن تزيد من خطر الانتحار لدى الأشخاص الذين يحملون هذه الجينات.
يمكن بالطبع أن تنتقل هذه الجينات إلى الأطفال والأقارب الآخرين. وأكد الباحثون أن الجينات ليست سوى عامل واحد من بين العديد من العوامل التي قد تعرض الشخص لخطر الانتحار، ووجدوا أن الأشخاص الذين ماتوا بالانتحار لديهم أيضاً استعداد وراثي لحالات مثل الاكتئاب والفصام.