انسحاب النيكوتين هو الشيء الوحيد الذي يخشاه العديد من المدخنين عند الشروع في خطة للإقلاع عن التدخين، يمكن أن تكون تجربة مؤلمة للبعض، حيث تؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، ولكن هذا لا يعني أن الجميع سيعانون من انسحاب النيكوتين بنفس الطريقة، عادة ما يعاني الأشخاص الذين يقلعون عن “الديك الرومي البارد” من أعراض أسوأ من أولئك الذين يتبعون نهجاً متماسكاً مع الاستشارة وأنظمة الدعم والإقلاع عن التدخين بما في ذلك العلاج ببدائل النيكوتين (NRT).
في حين أن انسحاب النيكوتين يمكن أن يكون صعباً، فمن المهم أن تتذكر أنه مؤقت فقط، مع قليل من التحضير والمثابرة، سوف تمر منها.
ما هو سحب النيكوتين؟
يشير انسحاب النيكوتين إلى ما يحدث في الجسم من أعراض عندما يتوقف الشخص الذي يستخدم النيكوتين بانتظام أو يقلل من تناوله، يمكن أن تبدأ هذه الأعراض في غضون ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر استخدام وتكون أقوى بعد أيام قليلة، كما يمكن أن تكون جسدياً ونفسياً.
إن انسحاب النيكوتين هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا للغاية، ولكن من خلال فهم بعض علامات وأعراض انسحاب النيكوتين، يمكنك الاستعداد لها بشكل أفضل ومعرفة كيفية التصرف عند حدوثها ومتى تحدث.
فيما يلي نذكر أهم أعراض انسحاب النيكوتين:
أولاً: الرغبة الشديدة في النيكوتين
تُعد الرغبة الشديدة في التدخين، والمعروفة باسم الرغبة الشديدة في النيكوتين، واحدة من أكثر الأعراض صعوبة واستمراراً في انسحاب النيكوتين، إن الرغبة الشديدة التي تشعر بها ناتجة عن مستقبلات النيكوتين في الدماغ فعندما يُحرم فجأة من النيكوتين، لن يقوم الدماغ بعد الآن بإفراز هرمون الدوبامين “للشعور بالرضا” الذي اعتاد عليه الجسم.
عادة ما تستمر الرغبة الشديدة في النيكوتين لمدة خمس إلى 10 دقائق. قد تكون غير مرتاح للغاية، لكن حاول أن تنتظر وذكر نفسك أن هذا الشعور سوف يزول، وقد يستعدك في ذلك مضغ علكة النيكوتين أو المشي السريع.
ثانياً: زيادة الوزن
إن الرغبة في تناول وجبة خفيفة هي أكثر من مجرد استبدال السجائر بالطعام، يتسبب النيكوتين في حدوث تغييرات في الخلايا بحيث لا تستجيب للأنسولين أيضاً، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم، نتيجة لذلك عندما تتوقف عن التدخين، يمكن أن تعاني من انخفاض في نسبة السكر في الدم وتشعر بالحاجة إلى استهلاك الكربوهيدرات والحلويات والأطعمة الأخرى لإشباع هذا الجوع المفاجئ وغير المبرر في كثير من الأحيان، لحسن الحظ سيستقر هذا التأثير عندما يتكيف جسمك ليكون خالياً من النيكوتين.
ثالثاً: اضطرابات النوم
تعتبر مشاكل النوم من الآثار الجانبية الشائعة لانسحاب النيكوتين ويمكن أن تمتد في سلسلة كاملة من الأرق إلى الحاجة إلى مزيد من النوم أثناء النهار، ترتبط الأعراض أيضاً ارتباطاً وثيقاً بخلل في تنظيم الدوبامين، والذي يشارك أيضاً في تنظيم النوم.
* في حين أن اضطرابات النوم والأرق هي أعراض انسحاب النيكوتين، فقد أشارت الأبحاث إلى أن المدخنين يعانون من نوم أسوأ من غير المدخنين.
رابعاً: السعال المستمر
يصاب بعض الأشخاص بسعال مستمر بعد الإقلاع عن التدخين، بالرغم من أن هذا قد يبدو غريباً، فإن السعال في هذه المرحلة هو علامة على أن رئتيك تتحسن، وليس أسوأ.
عندما تدخن، فإن النتوءات الصغيرة التي تشبه الأصابع في بطانة المسالك الهوائية، والتي تسمى الأهداب، ستجمد وتتسطح في النهاية، بعد الإقلاع عن التدخين، ستعود الأهداب إلى شكلها الطبيعي ووظيفتها، مما يدفع الرواسب السامة إلى خارج الرئتين ليتم السعال.
* يمكنك المساعدة في تخفيف هذه الأعراض عن طريق الحفاظ على رطوبتك وترطيب الهواء واستخدام العسل أو قطرة السعال التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف أي تهيج في الحلق.
خامساً: أعراض تشبه أعراض الانفلونزا
أثناء عملية الإقلاع عن التدخين، قد تواجه شيئًا يُشار إليه عمومًا باسم “إنفلونزا الإقلاع”، الحالة التي تتميز بحمى خفيفة، وتوعك، والتهاب الجيوب الأنفية، وسعال، وآلام في الجسم، هي ببساطة استجابة جسمك لحالة غير مألوفة، يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ عن التدخين إلى استجابة مناعية بنفس الطريقة التي يستجيب بها للبكتيريا أو الفيروس الذي يعتبره غير طبيعي.
* في معظم الحالات، يستمر الإنفلونزا الخادع لبضعة أيام فقط، قد يساعد العلاج ببدائل النيكوتين، جنباً إلى جنب مع مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، في تخفيف الأعراض.
سادساً: تغيرات في المزاج
الإجهاد والتهيج من الأعراض الشائعة للانسحاب المبكر من النيكوتين، والناجم عن خلل عميق في الغدد الصماء (الهرمونية) والجهاز العصبي المركزي.
لا يمكن أن يتسبب هذا الإجهاد في تغيرات شديدة في الحالة المزاجية فقط، بما في ذلك النوبات المفاجئة وغير المنطقية، ولكنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تغيرات فسيولوجية قصيرة المدى، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومشاكل الذاكرة وصعوبة التركيز والدوخة شائعة أيضًا.
* يمكن أن تزداد الأعراض النفسية عمقاً إذا كنت محروماً من النوم، مما يؤدي إلى نوبات من القلق أو الاكتئاب التي قد تتطلب علاجاً طبياً.
سابعاً: الإمساك
بالإضافة إلى الرئتين والدماغ، يمكن أن يتأثر الجهاز الهضمي عندما تتوقف فجأة عن التدخين، يؤدي إيقاف استخدام النيكوتين إلى تغيير حركية وانقباض الأمعاء، مما يؤدي إلى إبطاء سرعة هضم الطعام بشكل كبير.
قد تتفاقم هذه الأعراض بسبب “الوجبات الخفيفة” التي يعاني منها بعض الأشخاص أثناء الإقلاع عن التدخين، مما يؤدي إلى زيادة حجم الطعام الذي تتناوله وتناول الأطعمة التي من المرجح أن تسبب الإمساك (مثل الخبز الأبيض والشوكولاتة ورقائق البطاطس والآيس كريم).
يمكن أن يساعد شرب الكثير من الماء وزيادة تناولك للألياف الغذائية في جعل حركات الأمعاء طبيعية.