نقوم بتحليل المياه لعدة أسباب ومنها التعرف على أنواع وكميات الملوثات الموجودة فيها، وذلك للحكم على مدى صلاحيتها للغرض التي تستخدم فيه كالشرب، والري وغير ذلك، كما تحلل المياه لاختيار الطرائق المثلى للمعالجة.
وبينما يعدّ التحليل الميكروبي للمياه مهماً فقط في حالة الاشتباه في تلوث المياه بملوثات ناتجة عن تسرب مياه الصرف الصحي، أو فضلات الكائنات الحية عامة، فإن للتحليل الكيميائي أهمية كبيرة ومزايا عديدة عند تحديد التركيب الكيميائي للمياه، وكلا النوعين من التحليل مكملين لبعضهما.
تتضمن خطوات التحليل الكيميائي للمياه الفحص الفيزيائي للمياه بالإضافة للتحليل الكيميائي، وبشكل عام فالخطوات تبدأ بجمع عينات المياه وهناك قواعد يجب مراعاتها عند جمعها.
جمع العينات
إن عملية جمع العينات مهمة جداً، حيث يعتمد عليها في مدى دقة ومصداقية نتائج التحليل الكيميائي والميكروبي، ولهذا لا بد من متابعة عمليات جمع العينات متابعة دقيقة، فأغلب العناصر النذرة في المياه الطبيعية قد لا تتعدى مستوى الميكروغرام أو النانوغرام في الليتر، ولهذا فإن أي تلوث للعينات أثناء جمعها يمثل هاجساً. وفيما يلي نشير إلى أهم النقاط التي يجب إتباعها بحرص وعناية أثناء جمع العينات:
1. مع أن الماء مادة متجانسة، إلا أن المحاليل المائية الطبيعية ليست كذلك، لهذا لا بد من الأخذ بالحسبان لإمكانية الاختلاف في تركيب المياه أفقياً ورأسياً، ولذلك تؤخذ العينات من نقاط مختلفة، وعلى أعماق متباينة في المصدر المائي (بحيرة، أو نهر، أو بئر، أو خزان، إلخ)، وبوساطة أوعية منظفة ومعقمة مصنوعة من البولي إيتلين أو التفلون، ومن ثم تحلل تلك العينات كل على انفراد، أو تخلط مع بعضها للحصول على عينة واحدة ممثلة للمصدر المائي.
2. يجب الأخذ بالحسبان الاختلاف المؤقت في تركيب المياه الطبيعية، ويحدث هذا بسبب مثلاً دخول مياه الصرف الصحي إلى هذه المياه الطبيعية في أوقات مختلفة، كما يختلف تركيب المياه الطبيعية باختلاف المواسم بسبب تغيرات في كميات الأمطار ودرجة الحرارة، وتغيرات أخرى عديدة، فمثلاً النترات تضاف لتسميد النبات في أوقات محددة أثناء موسم الزراعة.
3. إن تحليل المواد المترسبة في قاع المياه مهماً ومؤشراً جيداً للفلزات الموجودة في الماء وللمواد العضوية قليلة الذوبان المترسبة في قاع الماء.
4. عند أخذ عينة من ماء الصنبور يجب تفادي جميع الماء الخارج من الصنبور خلال الدقائق الأولى، والتي تزيد فيها نسبة العناصر بسبب تجمعها في الأنابيب. وتجمع مياه الأمطار بجهاز خاص يمنع دخول الرواسب فيما بين فترات هطول الأمطار، علماً أنه تجمع العينات على ارتفاع 2 متر على الأقل لمنع التلوث بذرات التربة المتطايرة.
5. للحصول على أقصى درجات الدقة لا بد من تحليل العينات بأسرع وقت ممكن بعد جمعها، وفي حالة تحديد بعض الخواص الفيزيائية والكيميائية التي تتغير بسرعة، مثل الرقم الهيدروجيني PH، ودرجة الحرارة، والغازات الذائبة، وغيرها، يتم التحليل في موقع المصدر المائي وباستخدام أجهزة تحليل بسيطة، حيث يتواجد حالياً أجهزة تحليل لتحليل الأكسجين الذائب، أو الأمونيا، أو النترات، أو غيرها، وقد تم مؤخراً تطوير أجهزة تقوم بالقياس عن بعد تمكن من تحليل بعض المكونات في المصدر دون الحاجة إلى جمع العينات.
6. تحتاج أغلب عينات المياه للترشيح بعد جمعها مباشرة لإزالة الطحالب، والبكتريا، والمواد الصلبة، ويتم تجميد العينة عند درجة حرارة – 200 درجة، إذا لم نتمكن من تحليلها مباشرةً، وذلك لإيقاف الأنشطة الحيوية التي قد تغير من تركيب العينة، كما أن هذا الإجراء يقلل من تطاير الغازات، والمواد المتطايرة الذائبة في الماء.