النيوكلاسيكية
ظهرت النيوكلاسيكية في أواخر القرن التاسع عشر حيث عبرت عن فكر اقتصادي جديد في مضمونه ومنهجه وذلك بعد أن ظهرت نتائج أبحاث ثلاثة اقتصاديين في أماكن مختلفة دون معرفة أو اتفاق مسبق فيما بينهم وهم :
ستانلي جيفون (١٨٣٥-١٨٨٢) ويمثل الحدية المنفعية في مدينة كامبردج في انكلترا.
كارل مانجر (١٨٤٩-١٩٢٧) ويمثل الصيغة السيكولوجية (النفسية) للحدية في مدينة فيينا.
الراز (١٨٣٤-١٩١٠) ويمثل الحدية الرياضية في مدينة لويزان، على الرغم من أن البعض يعتبر أن النيوكلاسيكية (الكلاسيكية الحديثة) هي امتداد للمدرسة الكلاسيكية من حيث مبدأ الليبرالية ، ولكن المدرستين تختلفان في الواقع من حيث الموضوع والمنهج.
ترى النيوكلاسيكية أن علم الأقتصاد هو علم المفاضلات (الأختيارات) أي أن النشاط الأقتصاد يدور حول : الغاية -الندرة-الحاجات وعلم الأقتصاد يقوم بدراسة وتحليل كيف يجب أن يتصرف الفرد بشكل يساعده على استخدام الوسائل المحدودة.
فأذا كان الفرد منتج يجب دراسة كيفية التصرف ليصل هذا الفرد لأقصى ربح ممكن من جراء مزج مجموعة من عوامل الأنتاج،وإذا كان الفرد مستهلك يجب دراسة كيفية الوصول إلى أقصى تلبية لحاجاته باستعمال ميزانية معينة.
اتبعت النيوكلاسيكية منهج (المنطق الحدي) الذين يقوم على الأستمرارية في تطور الظواهر الأقتصادية حيث يتم عن طريق عملية تجريدية تجزئة الظواهر وتحويلها إلى متغيرات متتالية وباستعمال الرياضيات يمكن الوصول إلى النتائج.
أهم مبادئ النيوكلاسيكية (الكلاسيكية الحديثة)
1- تهتم المدرسة النيوكلاسيكية بالمسائل الأقتصادية الخاصة بسلوك الأفراد (المستهلك أو المؤسسة) الذين يسلكونه نحو تعظيم منافعهم تحت ظروف معينة كما اهتمامها بالمسائل الكلية للظواهر الأقتصادية (الأنتاج-التراكم-التوزيع) ، وهنا نلاحظ اختلافها عن المدرسة الكلاسيكية التي اهتمت وعالجت الظواهر الأقتصادية.
2- كانت المدرسة الكلاسيكية تهتم بتراكم رأس المال لأنهم كانوا يفكرون بضرورة النمو الأقتصادي (تجديد الأنتاج) ما يعني أنه كان لديهم نظرة ديناميكية، بينما المدرسة النيوكلاسيكية تهتم بمفهوم التوازن في إطار ساكن أكثر إن التوازن يكون عام (شامل) أين يتحقق تساوي العرض والطلب في جميع الأسواق ( سوق السلع-سوق الخدمات-سوق العمل…الخ) مما يؤكد الترابط بين الأسواق أو يكون توازن جزئي (العرض=الطلب) على سلعة محددة.
أهم أسس المدرسة النيوكلاسيكية (الكلاسيكية الحديثة)
1- يرى الكلاسيكيون أن المنفعة الأولى من استخدام سلعة أكبر من المنفعة الثانية بالنسبة للمستهلك والمستهلك يسعى لتحقيق أقصى اشباع لحاجاته باستخدام ميزانية محددة ، وهذا ما يعتبرونه ظاهرة تتوقف على الفرد المستهلك (ظاهرة ذاتية) ” مثال عن المنفعة الحدية : شخص ما يشعر بالعطش فإن أول كوب ماء يقوم بشربه يمثل منفعة أكبر من المنفعة التي يمثلها الكوب الثاني أو الثالث…إلخ “.
2- البحث الحدي يقوم على معرفة معطيات آخر وحدة ، فالسعر الحدي هو سعر آخر وحدة منتجة والأجر الحدي هو أجر آخر عامل والرأس المال الحدي هو آخر رأس مال قد تم.
3- يعتمد النيوكلاسيكيون على الرياضيات في تحليلاتهم الأقتصادية. ومن أهم المفكرين الحديين :
جون ستوارت ميل (1806-1873) هو مفكر إنكليزي، من أهم مؤلفاته: المحاولات الخمس وكتابه الأقتصاد السياسي الذي أصدره عام 1844 ومن أفكاره:
A- قانون العرض والطلب
B- قانون القيمة
C- قانون الأجور الذي ينقسم إلى قسمين :
C-1 ثابت : يتمثل في الأجور المتداولة والمخصصة للعمال
C-2 متغير : يتمثل بعدد العمال ، بالتالي الأجر يتغير حسب عدد العمال (قوة العمل).
إن الأفكار التي جاءت بها المدارس (النظريات) السلوكية والتقليدية تعتبر هي الأساس الذي ساعد وأدى إلى نشوء وتطور الفكر الأقتصادي الحديث ، حيث كانت التناقضات بين هذه الأتجاهات وتعارض أفكارها أو حتى التوافق فيما بينها بمثابة المحرض والمشجع للبحث عن نظرية كاملة تجتمع فيها كافة المتغيرات الأقتصادية التي تتداخل في علاقات داخلية.