يعتبر الدماغ مصدر الذكاء والمكان الذي تحفظ فيه الذاكرة و أهم وأعقد أجهزة الجسم.
وهو عبارة عن نسيج شديد الرخاوة والليونة ويغلب على تركيبه الماء تؤمن عظام الجمجمة القوية الحماية للدماغ من المؤثرات الخارجية ويفصل ما بين الدماغ اللين الحساس وعظام الجمجمة الصلبة القوية طبقة من الأنسجة تسمى السحايا ويغلب على السحايا الملاصقة للدماغ الرخاوة وبالتالي لا تسبب له أذى بالإضافة لذلك يحيط بالدماغ السائل الشوكي الدماغي الذي يحفظه من تأثير الجاذبية الأرضية.
يقوم الدماغ بنوعين أساسيين من الوظائف هما
- السيطرة على عمل جميع أجهزة الجسم والتنسيق فيما بينها.
- التفكير والذاكرة والقدرة على التحليل وغير ذلك من الوظائف التي تحدد مستوى الذكاء ويطلق عليها أحياناً الإدراك أو العقل.
العلاقة بين حجم الدماغ والذكاء
فإذا كان جسم الكائن الحي ضخماً كالحوت أو الفيل فإن الدماغ قد يستنفذ معظم طاقاته في إدارة هذا الجسم الضخم ولا يتبقى للإدراك والتفكير إلا اليسير وبذلك ينخفض مستوى الذكاء لذلك يبدو واضحاً أن استخدام النسبة بين كتلة الدماغ وكتلة الجسم للكائن الحي كمقياس أو دليل للذكاء أفضل كثيراً من كتلة الدماغ المطلقة.
ومع ذلك لا يمكن الاعتماد على هذه النسبة دائماً لتحديد نسبة الذكاء فهناك بعض الاستثناءات.
فمثلاً يولد الطفل بدماغ كبير نسبياً وفي المتوسط فإن كتلة دماغ الطفل عند الولادة تساوي 350 غ وهذا يجعل نسبة الكتلتين للمولود حوالي 12% وينمو الدماغ بسرعة جداً وخصوصاً في الثلاث سنوات الأولى حيث تعتبر سنوات المحاكاة والتعلم السريع التي قد تحدد مستوى الذكاء في المستقبل ويؤدي تعلم الطفل ممن حوله إلى زيادة كبيرة في سمك القشرة الدماغية المخية وكتلتها وبالتالي يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا العصبية وتنشيط الموجود منها مما يساعد على سرعة التعلم في المستقبل وزيادة مستوى الذكاء.
الذاكرة
إنّ عملية حفظ المعلومات في الدماغ ثمّ استرجاعها عند الحاجة عملية معقدة وتتم في القشرة الدماغية وهنالك مناطق في الدماغ لخزن المعلومات للمدى القصير ومناطق أخرى مخصصة لخزن المعلومات للمدى الطويل يحتوي الدماغ باستثناء المخيخ الذي ليس له علاقة بالذاكرة على حوالي مئة بليون خلية عصبية وهنالك ثلاثة أنواع من العصبونات:
- العصبونات الحسية لنقل المعلومات حول البيئة.
- العصبونات الحركية تنقل الانبعاث العصبي إلى خلايا العضلات والغدد وأخيراً العصبونات المتوسطة والتشاركية وهذه لها علاقة بالوظائف المعقدة الخاصة بالكائنات المتطورة الذكية مثل الإدراك والتعلم وعددها يختلف في الكائنات الحية تبعاً لرقيها وتقدمها على سلم التطور.
لا يختلف تركيب الخلية العصبية عن الخلايا الأخرى كثيراً إلا أنها تحتوي على مقدار كبير نسبياً من الحمض النووي المعروف باسم حمض الريبونيوكليك والبروتين.
إذا صحّ اعتقاد بعض العلماء بأن الدماغ البشري يستخدم نفس الطريقة المستخدمة في الحاسوب أي طريقة العد الثنائية في حفظ المعلومات فإنّه يمكن حفظ معلومة بسيطة في كل واحدة من تفرعات الخلية العصبية.
وإذا فكرنا في كمية المعلومات التي يستطيع الشخص العادي أن يذكرها من أرقام وعمليات حسابية وحروف ومفردات لغوية وتواريخ وأشخاص ومعلومات عامة وذكريات لوقفنا حائرين أمام عظمة الدماغ البشري.
كيف نحسّن معدلات الذكاء والذاكرة؟
يمكن أن نزيد من معدلات ذكائنا ونقوي ذاكرتنا عن طريق التمرين المستمر للدماغ وذلك بالقراءة وحل التمارين الرياضية إضافة إلى العديد من المهارات التي تنمّي القدرات العقلية كما يجب أن نعتني بغذائنا ونتناول البروتينات والفيتامينات والسكريات وغيرها من العناصر الغذائية الضرورية لعمل الخلايا العصبية الدماغية ولممارسة الرياضة أهمية كبيرة في تنشيط الدماغ ووظائفه حيث أنّ الرياضة تنشط الدورة الدموية في الجسم.