يصيب الكثير منا شعور مزعج بالإخفاق في مختلف مجالات الحياة المهنية والعاطفية مما يولّد لدينا شعوراً خفياً بالإحباط قد ندركه أو لا نستطيع تمييزه وبعض الأشخاص الذين يتعرضون للإحباط يظهر تصرفهم على شكل ردود فعل غير إيجابية باستخدام بعض السبل والطرق التي توفر بعض التعليل المنطقي أو الهروب العقلي لأي فشل يصادفه وتسمى هذه الطرق أساليب التكيف أو التوافق وهي دلائل تشير بوضوح إلى الشخص الذي يعاني من الإحباط..
علامات تميّز الشخص المحبط
يلجأ الشخص المحبط إلى بعض السلوكيات ليعبر عن يأسه أهمها:
العدوان والعنف
العدوان والعنف أحد أنواع التكيف الشائعة للإحباط و الذي يعتبر معوقاً للتقدم نحو هدف مرغوب به فعندما لا تقبل آراء الفرد أو عندما لا يكون مقبولاً هو كشخص فقد يرد بعدوانية ظاهرة فالعنف سلاح يستخدمه المحبط للدفاع عن نفسه عندما يعجز عن اتخاذ القرار السليم وعندما يفقد القدرة على التفكير بسبب التشويش الذي تفرضه المواقف الصعبة التي لا يستطيع أن يتكيف معها ويستجيب لها استجابة منطقية.
وأحياناً يكون رد الفعل عند بعض الأفراد عنيفاً ناشئاً من الفشل الذي يتحقق من عدم قدرته على الوصول إلى أهدافه أو فشل مشاريعه فيكون العدوان والعنف تجاه الآخرين هو هروب من الواقع وعقاب للذين نجحوا في حركتهم وأهدافهم.
التعويض
إذا ما أحبط الفرد في الوصول إلى هدف معين فقد يحوّل طاقاته إلى مجال آخر بإبدال هدفه الأول بهدف آخر وإذا وجد صعوبة في إيصال آرائه في المناقشات فإنّه يكرّس قدراً هائلاً للقيام بأعمال لتنفيذ القرارات ويعتبر هذا النوع من الإبدال التعويضي سعي كبير من الفرد لأخذ اعتراف تقديري من الجماعة بقدراته الذاتية ومع هذا يستخدم هذا التعويض كعذر لعدم محاولة تحسين المرء مفاهيمه ومهاراته للتغلب على هذا العائق الذي يقف حائلاً دون تحقيق الرغبة وبعبارة أخرى فإن التعويض قد يكون مثمراً في بعض الأحيان عندما لا تسمح الظروف الموضوعية لتحقيق هدفه المعين ولكن في أكثر الأحيان هو هروب من الصعوبات التي تواجهه لذلك تكون معظم المشاريع المعروضة ناقصة وأهدافه مبتورة.
التبرير
وهو التكيف مع الإحباط عن طريق شرح الموقف لا شعورياً بأن ينكر على نفسه أنه راغب في تحقيق هذا الهدف إطلاقاً ويتم التبرير عادة على مستوى اللاشعور فإذا فشل في تحقيق مشروع معين مثلاً فإنه يبرر لنفسه أنه لم يرد هذا المشروع أصلاً وإذا لم يستجب الأفراد لإرادته مثلاً فإنه يتهمهم بالجهل وافتقار الوعي وهكذا نوع من الأفراد لا يعترف بفشله في الغالب بل يحاول أن يبرر ويلقي اللوم على الآخرين وخصوصاً من استطاع منهم أن ينجح أو يتفوق ويمكن تلافي هذه المشكلة عن طريق إعطاء الثقة للفرد بنفسه ودراسة وتخطيط المشاريع التي يكلف بها.
التقمص
قد يتخذ هذا التكيف صورة اندماج حياة المرء في حياة الآخرين وذلك عن طريق المشاركة عاطفياً في منجزاتهم الناجحة بدلاً من البحث عن تحقيق الشعور بالرضا في أوجه نشاط لا يجيدها أو يعتقد أنه لا يجيدها وغالباً ما يقلّد أولئك الذين يتكيفون عن طريق التقمص سلوك وخصائص الشخص الذي يتقمصون شخصيته ولهذا فإن هكذا عضو يبقى هامشياً يجترّ أعمال الآخرين وأدوارهم وهذا التكيف يرجع إلى أن الفرد لا يمتلك المهارات الذاتية الكافية لأداء الأدوار الجديدة لأن الفرد نفسه أو الجماعة لم تصرف الوقت الكافي لتنمية مهاراته ومواهبه.
المثالية
تكيف المرء مع عدم كفاءته الشخصية عن طريق الغلو في تقديم نفسه وتقديم قدراته وأهميته فقد يعوض إحساسه اللاشعوري بعدم الكفاية بمحاولته إقناع نفسه بأنه حقيقة عضو كفء بالجماعة وقد يعتبر الفرد سلوكه الخاص مثلاً أعلى وأهم من سلوك شخص آخر.
وعندما يبالغ الفرد في تقويم سلوك الآخرين فهو يكفّ عن النظر إلى وظيفة الجماعة نظرة موضوعية ويتوقع أن تعامله بمستوى أعلى بكثير من مستواه الحقيقي أضف إلى ذلك نظرته المتطرفة إلى نفسه التي سوف تحوله إلى حطام من الإحباط عندما يصطدم بعقبات تكشف عن مستواه الواقعي والمشكلة في المثالية المفرطة أنها إن سيطرت على الأفراد بشكل واسع سوف تحرف أهداف الجماعة إلى نفس المسار وبذلك تبتعد الجماعة عن أهدافها الأساسية.
الإسقاط
إن هذا التكيف يتضمن تحويل مشاعر عدم الكفاءة التي يشعر بها الفرد نفسه إلى شخص آخر فإذا كان الشخص فاشلاً في القيام بدوره كقائد للمناقشة فإنه يسقط اللوم على الجماعة لعدم قيامها بدورها الصحيح أو إذا فشل في التعبير عما يدور في نفسه تعبيراً صحيحاً فقد يسقط فشله على أعضاء الجماعة ويتهمهم بعدم امتلاك العقل المنفتح وإذا فشل في أداء مشروع ما فإنه يلقي اللوم على الآخرين بأنهم تسببوا بالفشل خصوصاً إذا كان حليفهم النجاح في أعمالهم بل تتطور الأمور عندما يحاول المحبط إلصاق التهم بالآخرين أو يسعى لإيجاد الشقاق بينهم أو يقلل من أهمية أعمالهم وأدوارهم.
السلبية
من الأنماط الشائعة في التكيف حيث يستجيب فيها الفرد الذي أصابه الإخفاق لجميع البدائل اللاحقة بطرق سلبية حيث يرفض أي مشروع أو عمل أو فكرة تعرض عليه بعد أن يحكم عليها بالفشل مسبقاً كما يحكم على أعمال الآخرين وأفكارهم بالفشل وإن كانت قد حققت النجاح.